القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، في تطور جديد ومفاجئ داخل الوسط الفني المصري، أُحيل الفنان محمد رمضان إلى المحاكمة الجنائية، بسبب قيامه بنشر أغنية “رقم واحد يا أنصاص” عبر قناته الرسمية على منصة “يوتيوب” من دون الحصول على التصاريح القانونية اللازمة، وذلك في القضية التي حملت رقم 9213 لسنة 2025 جنح الدقي.
تأتي هذه الخطوة القضائية في ظل تصاعد الأصوات الرافضة لبعض أشكال المحتوى الغنائي الذي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تُتهم بالإسفاف أو التحريض على العنف، وهو ما ينطبق – وفقاً لجهات التحقيق – على الأغنية محل الدعوى.
محمد رمضان.. تفاصيل الإحالة: غياب التصاريح وبث علني دون موافقة
جاء في أمر الإحالة الصادر عن جهات التحقيق المختصة أن الفنان محمد. ر. م، والشهير بمحمد رمضان، ارتكب مخالفات قانونية تمثلت في أداء عرض وبث مصنف سمعي وبصري دون ترخيص رسمي من وزارة الثقافة.
وبحسب التحقيقات، فإن عرض الأغنية للجمهور على منصة “يوتيوب” اعتُبر نوعًا من الإذاعة في مكان عام، وهو ما يستلزم – قانوناً – الحصول على تصريح رسمي من إدارة الرقابة على المصنفات الفنية. هذا ما لم يقم به محمد رمضان قبل نشره الأغنية التي أثارت جدلاً واسعًا فور صدورها.
مضمون الدعوى: تحريض على العنف وخروج عن الذوق العام
جاء في نص الدعوى القضائية المرفوعة ضد الفنان محمد رمضان أن أغنية “رقم واحد يا أنصاص” لا تقتصر فقط على غياب الترخيص، بل تتضمن أيضًا محتوى يصفه مقدمو الشكوى بأنه “مخلّ بالأعراف العامة” و”محرض على العنف والتمرد”.
ووفقاً للدعوى، فإن كلمات الأغنية تحتوي على عبارات توصف بأنها تمجد الاعتداد الزائد بالنفس، وتُسيء للآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر، بما يتعارض مع القيم الاجتماعية والثقافية الراسخة في المجتمع المصري، إلى جانب استخدام ألفاظ اعتُبرت إسفافاً وخروجاً عن الذوق العام.
الرقابة تتحرك: الرصد عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تشير التفاصيل إلى أن إدارة الرقابة على المصنفات الفنية، وخصوصاً قسم متابعة الأغاني، رصدت الأغنية في تاريخ 4 أغسطس 2025، عبر المنصات الرقمية، خصوصاً “فيسبوك” و”يوتيوب”، وتم فحص المحتوى لتقييم مدى التزامه بالقوانين المنظمة للعمل الفني في مصر.
وبناءً على هذا الرصد، أُعدّ تقرير مفصل رُفع إلى الجهات المختصة، تضمن توصية باتخاذ الإجراءات القانونية ضد محمد رمضان، نظراً لمخالفته أحكام القانون رقم 38 لسنة 1992، والذي ينظم عمل جهاز الرقابة على المصنفات الفنية.
الأغنية المثيرة للجدل: “رقم واحد يا أنصاص”
منذ أن أطلق الفنان محمد رمضان أغنيته “رقم واحد يا أنصاص”، أثارت جدلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الآراء ما بين من اعتبرها مجرد أغنية ترفيهية تمثل أسلوب رمضان المعتاد في التحدي والتميز، وبين من رآها تجاوزاً كبيراً في الكلمات والمحتوى.
تدور الأغنية في قالب اعتاده جمهور رمضان، من حيث تصوير نفسه كرمز للنجاح والقوة والتفرد، واستخدام عبارات تنال من خصومه أو منافسيه بشكل مبطن، أو أحياناً مباشر. إلا أن هذه المرة، يبدو أن الكلمات لم تمر مرور الكرام لدى الجهات الرقابية والقضائية.
السياق القانوني: ما هي العقوبات المتوقعة؟
بحسب فقه القانون المصري، فإن أداء أو إذاعة مصنف سمعي وبصري في مكان عام دون الحصول على ترخيص يُعد مخالفة صريحة، قد تُعرّض مرتكبها لعقوبات تتراوح بين الغرامة المالية والحبس، أو كليهما، بحسب جسامة المخالفة وتكرارها.
وإذا ما ثبت أمام المحكمة أن الأغنية تتضمن محتوى يحرض على العنف أو يخالف الذوق العام، فإن ذلك قد يُضاف إلى لائحة الاتهام، ويزيد من حدة الحكم الصادر في نهاية القضية.
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول محتوى أغاني محمد رمضان، إلا أن هذه المرة اتخذت طابعًا قانونيًا جديًا قد تكون له تبعات كبيرة على مشواره الفني.
بين الدفاع والهجوم: محمد رمضان يلتزم الصمت
حتى لحظة إعداد هذا المقال، لم يصدر عن الفنان محمد رمضان أو فريقه القانوني أي تصريح رسمي بشأن القضية أو الاتهامات الموجهة إليه، وهو ما أثار تساؤلات بين المتابعين حول استراتيجية التعامل مع الموقف.
في المقابل، بدأ جمهور رمضان حملة دعم واسعة له عبر منصات التواصل، معتبرين أن ما يتعرض له فنانهم المفضل هو “حرب ممنهجة على النجاح”، بينما يرى آخرون أن الوقت قد حان لتقنين المحتوى الفني وضبط معاييره بما يتوافق مع الذوق العام والهوية الثقافية للمجتمع.
موقف نقابة الموسيقيين: هل تتدخل؟
لا يزال موقف نقابة المهن الموسيقية غير واضح من القضية، رغم أن النقيب الحالي قد شدد في عدة مناسبات سابقة على ضرورة ضبط سوق الأغنية، ومنع تداول أي أعمال غنائية لم تحصل على التصاريح اللازمة.
ومن غير المستبعد أن تطلب النيابة شهادة من النقابة حول موقفها من الأغنية، أو أن تُوجَّه الدعوة للتدخل كطرف في القضية، خاصة في ظل الأدوار التنظيمية التي تقوم بها النقابة لمراقبة المحتوى الفني في مصر.
الفن والرقابة: معركة مستمرة
تُعيد هذه القضية إلى الواجهة السؤال الأزلي: أين تنتهي حرية الإبداع وتبدأ الرقابة؟ وهل يُمكن وضع حدود واضحة بين التعبير الفني وبين المحتوى الذي قد يُعدّ مسيئًا أو محرضًا؟
في الوقت الذي يطالب فيه الفنانون بحرية أكبر في التعبير، تجد الجهات الرسمية نفسها مطالبة أيضًا بالحفاظ على الهوية الثقافية، والأخلاق العامة، وتفادي انتشار العنف أو الإسفاف تحت غطاء الفن.
وفي حالة محمد رمضان، يبدو أن خطوط التماس بين الفن والرقابة باتت مشدودة أكثر من أي وقت مضى.
سيناريوهات محتملة: إلى أين تتجه القضية؟
مع تحديد جلسة المحاكمة، من المتوقع أن تشهد الساحة الفنية والإعلامية اهتمامًا كبيرًا بالقضية، لما للفنان محمد رمضان من حضور جماهيري واسع، وتأثير كبير على المشهد الفني.
من بين السيناريوهات المحتملة:
- أن يتم تبرئة رمضان في حال ثبوت عدم نيته المخالفة أو عدم توفر الأدلة الكافية.
- أن يُغرَّم ماليًا ويُحذَّر من تكرار الفعل.
- أو أن يُحكم عليه بعقوبة أشد في حال ثبوت تعمده مخالفة القوانين الرقابية.
وفي جميع الحالات، تبقى تداعيات القضية على سمعته الفنية كبيرة، سواء من ناحية جمهوره، أو من حيث الجهات المنتجة والمعلنين الذين يتعاونون معه.
الختام: الأغنية التي تجاوزت حدود الموسيقى
قضية “رقم واحد يا أنصاص” تؤكد أن الكلمة ليست مجرد وسيلة تعبير، بل قد تكون أيضًا وسيلة إدانة في بعض الأحيان، خاصة حين تمسّ القوانين أو القيم الاجتماعية.
وإذا كانت الأغاني في زمن ما تُنتج للتسلية فقط، فإنها اليوم باتت تحمّل في طياتها رسائل قد تُحدث ضجة… أو تقود صاحبها إلى المحكمة.
فهل يدفع محمد رمضان ثمن أسلوبه الاستفزازي؟ أم يتمكن من الخروج من هذه الأزمة أكثر قوة كالعادة؟
الأيام وحدها ستكشف الإجابة.