القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، واصل الفنان المصري محمد رمضان ترسيخ مكانته كأحد أبرز النجوم العرب القادرين على الجمع بين الجرأة في الأداء والحداثة في الموسيقى، حيث طرح مؤخرًا أحدث أعماله الغنائية بعنوان “ولا ليلة”، عبر قناته الرسمية على منصة يوتيوب وجميع تطبيقات الموسيقى العالمية، في تعاون مميز مع المنتج والـDJ العالمي إيمانبيك (Imanbek).
الأغنية جاءت لتؤكد مرة أخرى أن رمضان لا يرضى بالبقاء في منطقة مريحة، بل يسعى باستمرار إلى التجديد وكسر النمطية الفنية، عبر تجربة صوتية جديدة تمزج بين الإيقاعات الشرقية الدافئة والموسيقى الإلكترونية العالمية.
محمد رمضان وإيمانبيك.. لقاء الشرق بالغرب في نغمة واحدة
تعاون محمد رمضان في “ولا ليلة” مع الـDJ الكازاخستاني الشهير إيمانبيك، الذي حصد شهرة عالمية بفضل إعادة توزيعه لأغنية “Roses” التي حصدت مليارات المشاهدات وحققت له جائزة غرامي.
هذا اللقاء الفني بين فنان عربي يحمل طابعًا شرقيًا قويًا ومنتج موسيقي عالمي متخصص في الـEDM، خلق نوعًا من التفاعل الثقافي الفريد، حيث تلاقى الإحساس الشرقي في الكلمات والأداء مع الطابع الغربي في الإيقاع والتوزيع. النتيجة كانت أغنية عاطفية الطابع لكن بإيقاع عالمي يليق بالمنصات الدولية.

محمد رمضان تحدث في كواليس طرح الأغنية عن سعادته بالتعاون مع إيمانبيك، مؤكدًا أن فكرة المزج بين موسيقى الشرق والغرب كانت حلمًا بالنسبة له منذ فترة طويلة، وأنه يرى أن الفن الحقيقي لا يعرف حدودًا، وأن الجمهور العربي أصبح أكثر انفتاحًا على الأنماط الموسيقية الجديدة، وهو ما شجعه على خوض التجربة.
وأشار رمضان إلى أن العمل مع منتج عالمي من هذا المستوى ساعده على اكتشاف زوايا جديدة في صوته وأدائه، وأنه يعتبر “ولا ليلة” بداية لمرحلة موسيقية مختلفة في مشواره.
أغنية “ولا ليلة”.. حكاية شوق بصوت متمرّد
كلمات الأغنية جاءت عاطفية بامتياز، تدور حول الحنين والاشتياق للحبيب بعد الفراق، لكنها تحمل في الوقت نفسه القوة التي تميز شخصية محمد رمضان في كل أعماله. الأغنية تقول:
عدّوا سنين.. فاكرين ومش ناسيين
عالحب متواعدين.. شوف كنا فين دلوقتي وصلنا لفين؟
على إيه؟ فراقنا فادنا بإيه؟
ده اللي اتفقت عليه.. أعيش سنين وسنين في حضن عينيه
ولا ليلة جاني نوم.. لا لا بفكر فيكي طول اليوم.. حبيبتي
انتي السما والنجوم.. حبيبتي ياللي وحشاني
هذه الكلمات تمزج بين الحنين والواقعية، فهي لا تبكي على الأطلال بقدر ما تعكس رغبة في التمسك بالحب رغم الألم، بأسلوب بسيط وسلس يليق بجمهور رمضان الواسع الذي يفضل الأغاني التي تجمع بين الإحساس الشعبي والروح الحديثة. الأداء الصوتي جاء متوازنًا، يجمع بين النغمة الرخيمة في المقاطع الهادئة والانطلاق الإيقاعي في الجُمل السريعة، وهو ما جعل الأغنية قابلة للانتشار بسهولة عبر منصات التواصل ومقاطع الفيديو القصيرة.
الهوية الموسيقية بين الشرق والغرب
المميز في “ولا ليلة” هو قدرة محمد رمضان على الحفاظ على هويته الفنية رغم التعاون مع منتج موسيقي عالمي. لم يتنازل عن اللغة العربية أو النغمة الشرقية التي تشكل جزءًا من بصمته، بل دمجها ببراعة مع إيقاعات إلكترونية سريعة تمنح الأغنية طابعًا عالميًا. هذا المزج بين التراث والإلكترونيات الحديثة يعكس فهمًا عميقًا للتطور الموسيقي، ويؤكد أن رمضان أصبح ينظر إلى الفن كمشروع عابر للحدود، لا يقتصر على الجمهور المحلي فقط.
إيمانبيك من جهته أضاف لمسة عالمية واضحة في التوزيع، اعتمد فيها على تناغم الإيقاعات الإلكترونية مع عناصر شرقية خفيفة مثل الإيقاع الطبلي والنوتات الحزينة في الخلفية. هذا المزيج خلق حالة صوتية مدهشة جعلت الأغنية تصل إلى جمهور لا يتحدث العربية لكنه يتفاعل مع الإحساس والإيقاع.
محمد رمضان بين الجرأة الفنية والتجديد الدائم
لم يعد محمد رمضان مجرد ممثل أو مطرب يبحث عن الشهرة، بل أصبح علامة فنية قائمة بذاتها، يثير الجدل ويجذب الانتباه بكل خطوة جديدة يخطوها. فمنذ دخوله عالم الغناء وهو يحرص على تقديم أعمال غير تقليدية، سواء من حيث الصورة أو الموسيقى أو التعاونات. بعد نجاح أغانيه السابقة مثل “نمبر وان” و”مافيا” و”ثابت”، يأتي “ولا ليلة” لتكشف وجهًا أكثر نضجًا في مشواره، وجه الفنان الذي يريد أن يُعبّر عن مشاعر إنسانية حقيقية دون أن يتخلى عن طاقته المعهودة.
هذه المرة اختار رمضان أن يتحدث عن الحب بأسلوب صادق وهادئ، بعيد عن طابع القوة والاستعراض الذي يميز معظم أغانيه السابقة، وكأنه أراد أن يرسل رسالة مفادها أن الفنان الحقيقي هو من يستطيع لمس قلوب جمهوره بمختلف الأشكال، سواء بالغناء الحماسي أو العاطفي.
تفاعل الجمهور مع “ولا ليلة”
منذ لحظة طرح الأغنية، تصدّر محمد رمضان قوائم الترند في عدة دول عربية، كما تجاوزت الأغنية خلال ساعات قليلة مئات الآلاف من المشاهدات على يوتيوب، لتتحول إلى حديث المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. جمهور رمضان عبّر عن إعجابه بتجربة التعاون مع إيمانبيك، معتبرين أن هذا النوع من التعاونات يفتح بابًا جديدًا أمام الفنانين العرب للوصول إلى الساحة العالمية.
الكثير من المتابعين لاحظوا أن الفيديو كليب المصاحب للأغنية – الذي صُوّر بتقنيات حديثة – حافظ على بصمة رمضان البصرية، إذ يجمع بين الحركة والإضاءة القوية والأزياء اللافتة، لكنه في الوقت ذاته ركّز على الجانب الإحساسي، ليمنح الأغنية عمقًا بصريًا يوازي عمقها الموسيقي.
الرسالة وراء الأغنية
وراء “ولا ليلة” تقف رسالة بسيطة لكنها مؤثرة: أن الحب لا يُنسى مهما مر الزمن، وأن الحنين يمكن أن يعيش داخل القلب رغم المسافات. رمضان أراد أن يعيد للأغنية العاطفية بريقها بطريقة جديدة تواكب العصر، دون أن يفقدها صدقها أو عفويتها. ومن خلال الأداء المليء بالشجن، استطاع أن يقدّم مزيجًا يجمع بين الحنين القديم والطابع العصري، ما جعل الأغنية تصل إلى كل الأذواق.
رمضان ورحلته نحو العالمية
هذه الأغنية ليست مجرد عمل فني عابر، بل خطوة أخرى في رحلة محمد رمضان نحو تحقيق العالمية التي طالما تحدث عنها. فبعد حفلاته في باريس ودبي والرياض، وبعد تعاونه مع نجوم عالميين في أغنيات مثل “Tik Tok” مع غيمز و”Versace Baby” مع النجمة ميسا، يأتي تعاون “ولا ليلة” مع إيمانبيك ليؤكد أن الفنان المصري يسير بخطى ثابتة نحو توسيع حضوره خارج العالم العربي.
رمضان يدرك أن النجاح في العالم الحديث لا يعتمد فقط على الصوت أو الشكل، بل على القدرة على تقديم تجربة متكاملة تجمع بين الموسيقى والصورة والطاقة والأداء، وهو ما يجعله مختلفًا عن كثير من مطربي جيله.
نقطة تحول في مسيرته الغنائية
مع “ولا ليلة”، يمكن القول إن محمد رمضان وصل إلى مرحلة النضج الفني، حيث لم يعد يعتمد على الضجيج الإعلامي بقدر ما يعتمد على جودة العمل ذاته. الأغنية جاءت مدروسة من جميع النواحي: الكلمات، اللحن، التوزيع، الأداء، وحتى التوقيت الذي طُرحت فيه قبل موسم الحفلات الشتوي، ما جعلها تحقق انتشارًا سريعًا.
ويبدو أن محمد رمضان يستعد لتكملة هذه المرحلة من خلال طرح ألبوم غنائي كامل يحمل توجهًا عالميًا، حيث ألمح في تصريحات سابقة إلى وجود مشاريع فنية ضخمة مع منتجين عالميين خلال العام المقبل، ليؤكد أن “ولا ليلة” ليست نهاية التجربة بل بدايتها الحقيقية.

ختامًا.. محمد رمضان فنان لا يعرف التكرار
بطرح “ولا ليلة”، يثبت محمد رمضان أنه فنان لا يكرر نفسه، بل يبحث دائمًا عن التميز حتى وإن تطلب الأمر المخاطرة. فكل عمل يقدمه هو تجربة جديدة تحمل مزيجًا من الجرأة والابتكار، وهذه المرة نجح في أن يجمع بين العاطفة الشرقية والإيقاع الغربي في لوحة موسيقية متكاملة تليق باسمه ومكانته.
الأغنية ليست مجرد إضافة لقائمته الغنائية، بل هي خطوة متقدمة نحو بناء هوية موسيقية عالمية تخصه وحده، وتجعل من محمد رمضان فنانًا يتحدث للعالم بلغته الخاصة، لغة لا تحتاج إلى ترجمة لأنها تنبع من القلب وتصل مباشرة إلى الإحساس.
