القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، في تعاون موسيقي جديد يحمل بصمة من الجرأة والتجديد، أطلق النجم المصري محمد رمضان أحدث أعماله الغنائية بعنوان “قلبي طاير“، بمشاركة المطرب العراقي الصاعد أحمد ستار، في أغنية تمثل مزيجًا لافتًا بين اللهجتين المصرية والعراقية، وتُبث حاليًا على “يوتيوب” وجميع منصات الموسيقى، بإشراف وإنتاج شركة “روتانا” للصوتيات والمرئيات.
يأتي هذا العمل الغنائي كخطوة جديدة في مسيرة رمضان الموسيقية، والتي تميّزت في السنوات الأخيرة بانفتاح واضح على التجارب المغايرة والأنماط الموسيقية المتنوعة، في حين يمثل هذا التعاون بالنسبة لأحمد ستار بوابة ذهبية نحو جمهور جديد على امتداد العالم العربي.
محمد رمضان يطرح “قلبي طاير”.. أغنية بمذاق عربي مشترك
أغنية “قلبي طاير” لا تشبه الأغاني التقليدية في بنائها أو لهجتها، إذ تنتمي إلى نمط الـ”فيوجن” الغنائي الذي يمزج بين لغات ولهجات وثقافات مختلفة، ما يمنحها تميزًا وإيقاعًا خاصًا.
منذ مطلعها، تضع الأغنية المستمع في أجواء عاطفية تمزج بين الرقة والتوهج، حيث يتناوب النجمان على الغناء بمقاطع مصرية وأخرى عراقية، في تجربة تنجح في التعبير عن الحب من زوايا ثقافية متعددة دون أن تفقد بساطتها أو تأثيرها.
كلمات تلامس الإحساس.. وتثير الخيال
يحمل مطلع الأغنية حالة وجدانية واضحة، إذ تقول كلماتها:
على طول على بالي
على طول في خيالي
على طول وانا كنت مفكر ان الحب تسالي
ثم ينتقل الصوت إلى أحمد ستار باللهجة العراقية:
گلبي طاير طاير فوگ
مثل النجمات الفوگ
شافك واستسلم مغرم مغرم صار
هذا التدرج في اللغة واللهجة يمنح المستمع شعورًا بالانغماس في قصة حب تتجاوز الحدود الجغرافية، وتوحد الإحساس العاطفي بصوتين يحملان خلفيتين موسيقيتين مختلفتين، لكنها متكاملة في الأداء.
“روتانا” تروج للعمل قبل إطلاقه
قبل طرح الأغنية بساعات قليلة، بدأت شركة “روتانا” في الترويج للعمل من خلال منصاتها الرسمية، حيث نشرت على حسابها في “إنستغرام” منشورًا جاء فيه:
“استنوا النجم محمد رمضان وأحمد ستار في أغنية قلبي طاير”، وهو ما أثار تفاعلاً واسعًا من الجمهور العربي، وخاصة جمهور محمد رمضان المعروف بنشاطه القوي على مواقع التواصل.
هذا الترويج المكثف ساهم في خلق حالة من الترقب، خصوصًا أن الأغنية تأتي بعد فترة هدوء نسبي في أعمال رمضان الموسيقية، وتعد عودة قوية لتأكيد حضوره الفني كـ”نجم متعدد المواهب”، يجمع بين التمثيل والغناء والاستعراض.
إنتاج ضخم واهتمام بالتفاصيل
بحسب ما تَبيّن من الكليب المصوّر لأغنية “قلبي طاير”، فإن الإنتاج جاء على مستوى عالٍ من الجودة، سواء في التصوير أو الإضاءة أو الإخراج الفني. يظهر محمد رمضان في الكليب بإطلالة عصرية كعادته، مزج فيها بين الطابع الغربي من حيث الستايل البصري، والطابع الشرقي من حيث الأداء والتفاعل مع الكلمات.
أما أحمد ستار، فقد قدّم نفسه بصورة متوازنة بين الكاريزما الشبابية والعمق الغنائي، ما جعله شريكًا مثاليًا لهذا العمل. ومن الواضح أن هناك انسجامًا فنيًا حقيقيًا بين النجمين، ظهر من خلال التبادل السلس في الأداء بين المقاطع، والاتحاد العاطفي في سرد قصة الحب.
“قلبي طاير”.. امتداد لتجربة رمضان الموسيقية
لا تأتي أغنية “قلبي طاير” بمعزل عن السياق العام الذي يسير فيه محمد رمضان منذ سنوات، حيث أصبح يتّبع نهجًا يعتمد على الدمج بين الفن الشعبي والإلكتروني، وتقديم الأغاني بأسلوب قريب من الـ”راب” أو الـ”تراب”، ولكن مع نكهة عربية محلية.
إلا أن اللافت في هذا العمل أنه أكثر نعومة وعاطفية من أغانيه السابقة، مثل “نمبر وان”، “مافيا”، و”السلطان”، حيث يعتمد هذه المرة على الحالة الشعورية أكثر من القوة الاستعراضية، وهو ما قد يُفسر كتحوّل جزئي في اختياراته الموسيقية، ربما بهدف الوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور.
بعد “قلبي سميتو لبنان”.. رمضان مستمر في التجديد
أغنية “قلبي طاير” ليست العمل الغنائي الوحيد الذي أطلقه محمد رمضان مؤخرًا، إذ كان قد طرح قبلها أغنية بعنوان “قلبي سميتو لبنان”، خلال حفله في العاصمة اللبنانية بيروت. وجاءت الأغنية كإهداء خاص لجمهوره اللبناني، وحملت الطابع الفلكلوري المحلي، مع لمسات توزيع حديثة.
شارك في هذا العمل كل من رودي سليمان في الكتابة والتوزيع، ومن ألحان فلكلور لبناني، أما التسجيل الموسيقي فتم على يد طوني سابا، أحد أبرز المهندسين الموسيقيين في المنطقة.
هذا التوجه نحو الأغاني المهداة لشعوب ومدن عربية يعكس محاولة محمد رمضان لخلق روابط وجدانية مع جمهوره في مختلف الدول، وتثبيت حضوره كـ”فنان عربي جامع”، لا يقتصر على السوق المصرية فقط.
التحضير لفيلم “أسد”.. بين التاريخ والدراما
بعيدًا عن الغناء، يواصل محمد رمضان التحضير لفيلمه الجديد المرتقب بعنوان “أسد”، والذي من المنتظر أن يشكل نقلة نوعية في مشواره السينمائي، إذ تدور أحداثه في إطار درامي تاريخي حول شخصية علي بن محمد الفارسي، قائد ثورة الزنج ضد الدولة العباسية، والتي استمرت 14 عامًا.
الفيلم من تأليف محمد دياب وشيرين دياب، ويشارك في بطولته مجموعة من الأسماء العربية اللامعة، من بينهم:
رزان جمال، كمال الباشا، علي قاسم، وماجد الكدواني، ويُشرف على إخراجه محمد دياب، المعروف برؤيته السينمائية المتعمقة وشغفه بالتاريخ والرمزية السياسية.
من المتوقع أن يحمل الفيلم رسائل قوية حول القمع والحرية والعدالة الاجتماعية، في إطار ملحمي يمزج بين الماضي والحاضر، وهو ما يتماشى مع الطابع الجدلي والدرامي الذي اعتاد رمضان تقديمه في عدد من أعماله.
جمهور رمضان.. في ترقب دائم
يبقى جمهور محمد رمضان من أكثر الجماهير العربية تفاعلاً على مستوى العالم الرقمي، وهو جمهور يلاحق أعماله الفنية بكل تفاصيلها، سواء كانت أغنية جديدة، أو فيديو كليب، أو إعلان عن مشروع سينمائي أو درامي.
ومع كل عمل جديد، تُثار حالة من النقاش بين مؤيدين ومعارضين، بين من يرى فيه نجمًا استثنائيًا يفرض نفسه بالقوة، ومن يرى أنه ظاهرة مؤقتة. لكن رغم كل الآراء، يظل محمد رمضان حاضرًا بقوة، يُجيد قراءة السوق، ويملك الجرأة في اختبار كل ما هو مختلف وجديد.
“قلبي طاير”.. بداية موسم فني جديد
مع انطلاقة الموسم الخريفي لعام 2025، تبدو أغنية “قلبي طاير” بمثابة إعلان فني واضح بأن محمد رمضان لم يُغلق دفتر أغانيه بعد، بل هو في طور التحضير لمزيد من المفاجآت. ومع هذا الدويتو الناجح مع أحمد ستار، يفتح رمضان أبواب التعاون أمام المزيد من المواهب العربية، في مسعى فني لا يعرف الحدود ولا القيود.
إنها أغنية تعكس روح العصر، حيث تلتقي الثقافات، وتُكسر القوالب، ويصبح الحب العابر للهجات والموسيقى لغة مشتركة يتوحد عندها الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج.