القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، يواصل الفنان المصري محمد رمضان رسم ملامح مسيرته الغنائية بخطى ثابتة نحو العالمية، من خلال تجاربه المتجددة وتعاونه مع فنانين من ثقافات موسيقية مختلفة. أحدث خطواته في هذا المسار جاءت من خلال إطلاق أغنيته الجديدة بعنوان “افتكروني مجنون“، والتي يتعاون فيها لأول مرة مع المغني البرازيلي لوكا موزيك، ليقدما معًا عملاً موسيقيًا يجمع بين الإيقاعات اللاتينية والطابع العربي المعاصر.
وقد أعلن رمضان عن الأغنية الجديدة عبر حسابه الرسمي على منصة “إنستغرام”، حيث نشر مقطعًا ترويجيًا كشف فيه عن أجواء الأغنية المصوّرة، مرفقًا إياه بعبارته الشهيرة: “ثقة في الله نجاح”، التي باتت شعارًا ثابتًا في معظم أعماله الغنائية والتمثيلية.
محمد رمضان في مزيج فريد بين العربية والبرتغالية
أغنية “افتكروني مجنون” لا تشبه الأعمال السابقة التي قدمها محمد رمضان، إذ حملت طابعًا عالميًا واضحًا، من حيث التوزيع الموسيقي، واختيار الكلمات، وطريقة الأداء الثنائية بينه وبين المغني البرازيلي.
العمل من كلمات وألحان لوكا موزيك وأمير شيكو، واحتوى على مقاطع باللغة البرتغالية، إلى جانب مقاطع عربية يؤديها رمضان بأسلوبه المعروف، ما أضفى على الأغنية طابعًا ثقافيًا متداخلًا يُناسب جمهورًا متعدد الجنسيات.
من بين المقاطع اللافتة في كلمات الأغنية:
“افتكروني مجنون أنا برا الزوون… دماغي دي مجرة وبرا الكون… إكس مربع أحط الجول… قالوا مش هوصل وصلت فوق”.
هذه العبارات تعكس الجانب “اللا محدود” الذي يعتمده رمضان في أعماله، حيث يُظهر دومًا ثقته العالية بنفسه وقدرته على الوصول إلى القمة، حتى في وجه الانتقادات أو التحديات. كما أن استخدامه للغة ميتافورية مثل “دماغي دي مجرة” و”برا الكون” يُشير إلى رغبته في تقديم نفسه كشخصية فريدة لا تشبه أحدًا.
هوية بصرية متجددة في الكليب
الكليب المصور للأغنية يحمل توقيعًا بصريًا يعكس الهوية المشتركة بين الفنانين. إذ يظهر محمد رمضان في مشاهد صاخبة بالألوان والرقص، وسط أجواء احتفالية راقصة تحمل طابعًا لاتينيًا حيويًا، يتماشى مع إيقاع الأغنية السريع.
تظهر في الكليب أيضًا لمحات من الثقافة البرازيلية، سواء من خلال الديكورات أو أسلوب اللباس أو الخلفيات الإيقاعية، في حين يحافظ رمضان على حضوره القوي من خلال الرقص والاستعراض بأسلوبه المعتاد.
تعاون فني عابر للحدود
يمثل التعاون بين محمد رمضان ولوكا موزيك خطوة جديدة في اتجاه “العولمة الفنية” التي يسعى إليها رمضان منذ سنوات. فمنذ بداياته في عالم الغناء، أبدى رمضان اهتمامًا واضحًا بالوصول إلى جمهور أوسع، وقد تجلى ذلك في تعاونه سابقًا مع فنانين عالميين مثل:
- سوبر ساكو في أغنية “Tik Tok”،
- غيمز في “Ya Habibi”،
- ميتري جيمس،
- فيوتشر وغيرهم.
لكن ما يميز “افتكروني مجنون” هو كونها أغنية مزدوجة الثقافة بحق، وليست فقط أغنية عربية بصوت أجنبي إضافي، بل هي مزيج متكامل بين الشرق والغرب، يُراعي خصوصية كل جمهور، مع الاحتفاظ بجوهر “رمضان” الذي أصبح بصمة في كل ما يقدمه.
نجاح متواصل وتفاعل جماهيري واسع
لم تمر سوى أيام قليلة على إطلاق “افتكروني مجنون”، حتى بدأت تتصدر قوائم الأكثر مشاهدة على “يوتيوب” في عدد من الدول العربية، إلى جانب حصولها على تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة عبر تيك توك، حيث أطلق المعجبون تحديات رقص مستوحاة من الكليب.
ويأتي هذا الإصدار بعد نجاح رمضان في أغنيته الأخيرة “إيه يا قلبي – حمو”، والتي تعاون فيها مع فريقه الغنائي المعتاد، وحققت ملايين المشاهدات في أيام قليلة. وبهذا يواصل النجم المصري بناء تراكم فني ناجح من الأغنيات المصورة، التي تُبرز تنوعًا فنيًا وإصرارًا على التجديد.
رمضان والفن الهجين: توجه استراتيجي
بعيدًا عن تقييم جودة الأغنية من ناحية فنية بحتة، فإن محمد رمضان يبدو واضحًا في استراتيجيته الغنائية، وهي تقديم فن هجين يجمع بين المحلي والعالمي، حيث يعتمد على اللهجة المصرية والموضوعات القريبة من جمهوره، ولكن بأساليب صوتية وبصرية تواكب الذوق العالمي، خاصة لدى فئة الشباب.
هذا النوع من الأغاني ليس موجهًا للنقاد أو الأكاديميين، بل لجمهور رقمي واسع يتفاعل بسرعة، ويعشق التنوع والاختلاف، ويبحث عن الأعمال التي تجمع بين الطاقة، الإيقاع، والرسائل الذاتية.
خاتمة: هل تفتح “افتكروني مجنون” أبوابًا جديدة؟
أغنية “افتكروني مجنون” ليست مجرد تجربة موسيقية عابرة لمحمد رمضان، بل تمثل علامة فارقة في مسيرته الغنائية، وتؤكد رغبته في كسر الحواجز بين الثقافات. سواء أحب البعض الأغنية أم لم يفعلوا، فإنها تؤكد قدرة رمضان على خلق حالة فنية خاصة به، وتحقيق توازن بين الشعبية والانتشار العالمي.
وبين ثقة رمضان المطلقة في أعماله، وتفاعلات الجمهور السريعة، يبدو أن “افتكروني مجنون” ستكون بداية فصل جديد من المغامرات الفنية العابرة للحدود… واللغات.