القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد رمضان، أعلن الفنان محمد رمضان، فجر الجمعة 7 نوفمبر 2025، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، وفاة والده، في خبرٍ أحزن جمهوره ومتابعيه داخل مصر وخارجها.
وكتب رمضان في منشوره الذي تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات قليلة:
«بعد فجر النهاردة يوم الجمعة ٧ نوفمبر ٢٠٢٥، رجع أبويا الغالي إلى دار البقاء والمستقر، ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته هو وموتاكم جميعًا.. إنا لله وإنا إليه راجعون (1948–2025)».
محمد رمضان يعلن وفاة والده فجر الجمعة برسالة مؤثرة على فيسبوك
ولم تمضِ دقائق حتى نشر الفنان منشورًا آخر أكد فيه تفاصيل الجنازة، قائلاً:
«إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الحبيب، وتقام صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين، ثم الدفن في مقابر 6 أكتوبر، اللهم اسكنه فسيح جناتك».
وسرعان ما انهالت آلاف التعليقات من محبي الفنان، بينهم نجوم الفن والإعلام، الذين قدموا له العزاء، مؤكدين أن والده كان رمزًا للبساطة والتربية الطيبة التي شكّلت شخصية رمضان الفنية والإنسانية.

محمد رمضان قال في تصريحات لاحقة عبر خاصية “الستوري” على حسابه الرسمي:
«أبويا كان زاهدًا في الدنيا، حافظًا لكتاب الله، وكان دايمًا يقولّي: يا محمد خليك عبد لربنا قبل ما تكون نجم عند الناس».
وأضاف: «أبويا هو اللي ربّاني على احترام الكبير والناس الغلابة، علّمني إن النجاح مش بالشكل ولا الفلوس، النجاح بالرضا، وإنك ما تبصش فوقك غير لله».
كلمات محمد رمضان عن والده: “كان زاهدًا في الدنيا وحافظًا لكتاب الله”
جاء نبأ وفاة والد محمد رمضان في توقيت حساس للغاية بالنسبة للفنان، إذ تزامن مع الحكم القضائي الصادر بحبسه عامين في قضية أغنية «رقم واحد يا أنصاص»، التي أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية.
ففي مساء الخميس 6 نوفمبر، أي قبل ساعات من وفاة والده، أصدرت محكمة مصرية حكمًا يقضي بحبس الفنان عامين على خلفية بلاغٍ اتهمه بنشر الأغنية عبر «يوتيوب» دون تصاريح رسمية، وباحتوائها على عبارات اعتُبرت «محرّضة على العنف ومخالفة للقيم العامة».
بينما أكّد المكتب الإعلامي للفنان أن ما تردد غير صحيح، وأن الأغنية حاصلة على كل التراخيص اللازمة، مشيرًا إلى أن القضية ما زالت في مرحلة الاستئناف، وأن الفنان لم يتسلم أي إخطار رسمي بتنفيذ الحكم.
وفاة والد محمد رمضان تتزامن مع صدور حكم بحبسه عامين في قضية «رقم واحد يا أنصاص»
في أول ظهور له بعد الوفاة، وجّه رمضان رسالة قصيرة إلى جمهوره عبر بث مباشر قال فيها:
«الناس شايفة محمد رمضان اللي على المسرح، لكن اللي محدش يعرفه إن أبويا هو اللي علّمني أبدأ من الصفر، علّمني الصبر والشغل والاعتماد على النفس».
وتابع: «أنا مؤمن إن الابتلاءات بتقربنا من ربنا. وفاة أبويا وجعتني، بس علمتني درس تاني في الصبر، وإن الشهرة ولا الفلوس تقدر تعوّض حضن الأب».
وختم كلماته قائلاً: «هكمّل المشوار زي ما كان عايز، وهفضل أفتخر إني ابن راجل بسيط علّمني معنى الرجولة والكرامة».
شهد مسجد مصطفى محمود بالمهندسين حضورًا كبيرًا من محبي الفنان وأصدقائه في الوسط الفني، حيث أدى المئات صلاة الجنازة وسط أجواء حزينة، وشارك في التشييع عدد من الفنانين، من بينهم أحمد السقا، ومحمد هنيدي، ومي عز الدين، والمخرج محمد سامي.
محمد رمضان في أول ظهور بعد الوفاة: “الشهرة لا تعوّض حضن الأب”
وشوهد الفنان بعد الدفن وهو يقف منفردًا لدقائق أمام القبر، يقرأ الفاتحة ويتمتم بالدعاء، قبل أن يغادر محاطًا بأسرته وعدد من أصدقائه المقربين.
رغم الأحداث المؤلمة الأخيرة، يظل محمد رمضان أحد أبرز الفنانين في الساحة الفنية المصرية والعربية. بدأ مسيرته بأدوار صغيرة حتى صنع لنفسه مكانة خاصة بفضل موهبته وحضوره، وحقق نجاحًا كبيرًا في أعمال مثل «الأسطورة» و«البرنس» و«جعفر العمدة»، الذي كان آخر أعماله الدرامية في موسم رمضان الماضي.
كما ينتظر جمهور محمد رمضان فيلمه الجديد «أسد»، الذي انتهى من تصويره مؤخرًا، إلا أن وفاة والده قد تؤجل موعد طرحه لحين استقرار حالته النفسية.

بين الحكم القضائي، وضغط الإعلام، وخبر الوفاة، يعيش محمد رمضان واحدة من أصعب فترات حياته الشخصية والفنية. لكن المقربين منه يؤكدون أنه قرر تحويل الحزن إلى طاقة عمل، وأنه بدأ بالفعل مراجعة خطواته القادمة بهدوء وعقلانية، واضعًا في اعتباره وصايا والده التي لطالما رددها: «اشتغل بضمير، وافتكر دايمًا إنك هتقابل ربك قبل ما تقابل الجمهور».
جنازة والد محمد رمضان في مسجد مصطفى محمود وسط حضور كبير من الفنانين
رحيل والد محمد رمضان ليس مجرد حدث فني، بل هو لحظة إنسانية مؤثرة في حياة فنان عاش بين الأضواء والجدل. واليوم، يظهر وجهه الآخر، وجه الابن الذي يودّع والده وهو أكثر وعيًا بأن النجاح لا يُقاس بعدد المشاهدات، بل بما يتركه الإنسان من أثر وذكرى طيبة.
محمد رمضان في هذه اللحظة لا يعيش فقط فراق الأب، بل يكتب فصلًا جديدًا في حياته عنوانه: وداع الأب وبداية مرحلة أكثر نضجًا وإنسانية.
