القاهرة – السابعة الاخبارية
محمد سامي، يبدو أن المخرج المصري محمد سامي قرر أخيرًا كسر الحاجز الذي فصله طويلًا عن الكاميرا والانتقال من موقع المخرج الذي اعتاد إدارة الممثلين وتوجيههم، إلى موقع البطولة والتمثيل نفسه، بعد أن أعلن رسميًا خوضه لتجربة التمثيل الأولى في مسيرته الفنية، من خلال مسلسل جديد يحمل عنوان “8 طلقات“، المقرر عرضه خلال الموسم الرمضاني لعام 2026.
هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، بل أثارت حالة من الجدل والتساؤل في الأوساط الفنية وبين الجمهور حول ما إذا كان سامي سينجح في هذا التحول الجريء كما نجح في الإخراج، أم أن التحدي سيكون أكبر مما يبدو.
تُعد تجربة محمد سامي المرتقبة بمثابة مرحلة جديدة تمامًا في مشواره الذي ارتبط في أذهان الجمهور بالأعمال الدرامية ذات الإيقاع السريع والمشاهد المكثفة بالحركة والعاطفة والدراما الاجتماعية، حيث بنى لنفسه أسلوبًا بصريًا خاصًا في الإخراج جعله أحد أبرز المخرجين المصريين في العقد الأخير.
لكن يبدو أن رغبته في الخروج من منطقة الأمان والبحث عن أفق جديد في الفن، هي التي دفعته إلى خوض هذا التحدي الذي ينتظره الجميع بشغف.

محمد سامي يشارك في مسلسل 8 طلقات خلال رمضان
تدور أحداث مسلسل “8 طلقات” في إطار يجمع بين الغموض والتشويق والرومانسية، وهو مزيج طالما برع سامي في تقديمه خلف الكاميرا، لكن هذه المرة سيقدمه أمامها، إلى جانب مجموعة من النجوم من بينهم نور الغندور، فتحي عبد الوهاب، إنجي المقدم، وميرنا نور الدين، في عمل يُتوقع أن يشهد منافسة قوية خلال السباق الرمضاني المقبل. المسلسل من المقرر عرضه على إحدى المنصات الرقمية الكبرى، ما يعكس توجه الإنتاج الدرامي الحديث نحو المنصات التي باتت منافسًا قويًا للتلفزيون التقليدي.
محمد سامي تحدث مؤخرًا خلال ظهوره في برنامج “الصورة” مع الإعلامية لميس الحديدي عن تفاصيل قراره بخوض تجربة التمثيل، مؤكدًا أنه يشعر بحماس كبير لاختبار هذه المنطقة الجديدة من الفن. وأوضح أنه لم يتخذ القرار بشكل عشوائي، بل جاء بعد فترة طويلة من التفكير والنقاش مع مقربين منه، وأن شخصية دوره في “8 طلقات” كانت هي العامل الحاسم الذي أقنعه بخوض المغامرة، لأنها تتناسب مع روحه وطريقته في التفكير وتعبر عن جانب إنساني لم يقدمه من قبل.
ولم يخف سامي خلال اللقاء شعوره بالرهبة من فكرة التمثيل، حيث قال إن الوقوف أمام الكاميرا مختلف تمامًا عن إدارتها، فالمخرج يرى الصورة كاملة ويتحكم في تفاصيلها، أما الممثل فيغوص داخل الشخصية وينفصل عن العالم الخارجي. وأكد أن التجربة ستكشف له الكثير عن نفسه كفنان وعن رؤيته للدراما من منظور جديد، متوقعًا أن تضيف له تجربة التمثيل عمقًا أكبر حين يعود إلى مقعد الإخراج في المستقبل.
محمد سامي يتحدث عن حياته الشخصية وعلاقته بزوجته مي عمر
إلى جانب الحديث عن تجربته الجديدة، تناول محمد سامي أيضًا جانبًا من حياته الشخصية وعلاقته بزوجته الفنانة مي عمر وشقيقته ريم سامي، متحدثًا بصراحة عن الانتقادات التي طالت عائلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال إنه لم يعد يتأثر كثيرًا بالهجوم على زوجته، لأنه يرى أن نجاحها لا يرتبط بعملها معه فقط، فهي شاركت في أعمال مهمة قبل التعاون بينهما مع نجوم كبار مثل عادل إمام وأمير كرارة، وأن ما يُكتب عنها في بعض الأحيان يكون بدافع الجدل لا أكثر.
لكن سامي اعترف بأن الانتقادات التي وُجهت لشقيقته ريم سامي في مسلسل “البرنس” كانت موجعة بالنسبة له، لأنه كان يرى أنها قدمت أداءً قويًا، ورفض تمامًا اتهامات المجاملة التي لاحقته بسبب إشراكها في العمل. وأضاف أن الناس كثيرًا ما تخلط بين كون الفنان قريبًا منه عائليًا وبين كونه صاحب موهبة حقيقية تستحق الظهور.
كما كشف سامي في اللقاء عن أنه يراجع نفسه في اختياراته المقبلة بعد الانتقادات التي طالت أعماله السابقة، وقال بوضوح إنه يعتزم الابتعاد عن مشاهد العنف والبلطجة التي ارتبطت ببعض أعماله الدرامية، موضحًا أن والدته هي أكثر من يعاتبه على هذه النقطة وتطالبه بتقديم أعمال أكثر هدوءًا وإنسانية. وأكد أنه ينوي التركيز في المستقبل على القصص الاجتماعية التي تحمل رسائل إيجابية وتُظهر الجانب الناضج من شخصيته الفنية.
واستعاد سامي في اللقاء لحظة إنسانية مؤثرة عندما تحدث عن موقف شخصي أثّر فيه، إذ قال إنه شاهد مقابلة تلفزيونية لأحد الأشخاص الذين وصفهم بالمغرورين، وشعر وقتها بالضيق، فتساءل بينه وبين نفسه: هل يمكن أن يكون الناس يرونه بهذه الصورة؟ ومنذ تلك اللحظة قرر أن يراجع تصرفاته وطريقة تفاعله مع الآخرين، معتبرًا أن الغرور هو العدو الأول لأي فنان.
من جهة أخرى، يرى الكثير من النقاد أن خطوة محمد سامي نحو التمثيل ليست مفاجئة بالكامل، فالمخرج يمتلك حضورًا قويًا وكاريزما واضحة ظهرت في لقاءاته الإعلامية، إضافة إلى قدرته على التعبير بالأداء الجسدي والانفعالات، وهو ما يجعله مؤهلاً لتقديم أدوار درامية معقدة. إلا أن البعض الآخر يرى أن نجاحه كمخرج قد يضعه تحت ضغط إضافي كممثل، لأن الجمهور والنقاد سيقارنون بين مستواه في المجالين دون هوادة.
تاريخ محمد سامي المهني حافل بالأعمال التي تركت بصمة في الدراما المصرية مثل “الأسطورة”، و”البرنس”، و”ولد الغلابة”، وهي أعمال جعلت اسمه مرادفًا للتشويق والإثارة. لذلك، فإن انتقاله إلى التمثيل يُعتبر بمثابة انتقال من مرحلة الإبداع التقني إلى التجسيد الإنساني المباشر، وهو تحدٍ كبير قد يعيد صياغة صورته الفنية بالكامل في عيون الجمهور.
في ختام حديثه، وجه سامي رسالة لجمهوره قائلاً إنه لا يسعى لإرضاء الجميع، بل لإرضاء ضميره الفني، وأنه يعتبر كل تجربة جديدة فرصة للنمو والاكتشاف. وأكد أنه سيواصل العمل على تطوير نفسه، سواء كمخرج أو كممثل، لأن الفن بالنسبة له رحلة لا تعرف نقطة نهاية، بل هي سلسلة من البدايات المتجددة.
ومع اقتراب موسم رمضان 2026، يترقب الجمهور بشغف ظهور محمد سامي في أولى تجاربه أمام الكاميرا، في انتظار أن يروا كيف سيوازن بين شخصيته المخرج الصارم والممثل الباحث عن التعبير.

فهل ينجح في إثبات نفسه كممثل بنفس القوة التي أثبتها كمخرج؟ أم سيبقى الجمهور يراه في مكانه الطبيعي خلف الكاميرا؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام القادمة، ولكن المؤكد أن محمد سامي استطاع بخطوته الجريئة أن يُعيد اسمه إلى دائرة الضوء بطريقة مختلفة تمامًا، واضعًا نفسه مجددًا في قلب المنافسة الفنية ولكن هذه المرة من زاوية أخرى أكثر جرأة وتحديًا.
