مصر – السابعة الإخبارية
محمد صبحي.. شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة من القلق والترقب، بعد تداول أنباء عن تعرض الفنان الكبير محمد صبحي لوعكة صحية مفاجئة نُقل على إثرها إلى أحد المستشفيات، ما دفع عددًا كبيرًا من محبيه وزملائه في الوسط الفني إلى الاطمئنان على حالته الصحية.
وفي ظل تصاعد التفاعل والقلق، خرج الفنان القدير بتصريحات رسمية طمأن فيها جمهوره في مصر والعالم العربي، مؤكدًا أن حالته الصحية مستقرة ويخضع فقط لبعض الفحوصات الطبية، مشددًا على أنه يتماثل للشفاء تدريجيًا، دون أي مضاعفات خطيرة.

محمد صبحي: تصريح الفنان: “أنا بخير وسأعود قريبًا للمسرح”
قال محمد صبحي في أول تصريح له عقب الأزمة:
“أشكر كل من سأل واهتم، محبة الناس لا تُقدّر بثمن، الحمد لله أنا بخير، وسأعود قريبًا للوقوف على خشبة المسرح”، معبّرًا عن امتنانه العميق لمشاعر الحب والدعم التي تلقاها من جمهوره ومتابعيه، الذين سارعوا بالدعاء له وتمنوا له الشفاء العاجل.
وقد بدت نبرة صبحي هادئة ومطمئنة، عكست ثباته المعهود، وحرصه الدائم على التواصل مع جمهوره ومشاركتهم تفاصيل حالته بشفافية، وهو ما يعكس علاقته الخاصة والعميقة مع محبيه على مدى عقود من العطاء الفني والثقافي.
أشرف زكي: “يتلقى الرعاية الكاملة وسيغادر قريبًا”
وفي سياق متصل، كشف الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، في بيان رسمي، تفاصيل الحالة الصحية للفنان محمد صبحي، مؤكدًا أن حالته مستقرة، وأنه يخضع لبعض الإجراءات الطبية والفحوصات الروتينية داخل المستشفى.
وقال زكي:”أطمئن الجمهور أن الفنان الكبير محمد صبحي بحالة جيدة، وأنا أتابع حالته بنفسي عن قرب، وهناك اهتمام طبي كبير ومتابعة دقيقة، ومن المتوقع أن يغادر المستشفى خلال وقت قصير”.
هذا التصريح الرسمي ساهم بشكل كبير في تهدئة الأجواء، وسط تداول شائعات غير دقيقة عبر بعض الصفحات الإلكترونية، التي ساهمت في تصاعد المخاوف حول صحته.

تفاعل واسع عبر مواقع التواصل
وقد تفاعلت الجماهير بشكل واسع على منصات “فيس بوك”، “تويتر”، و”إنستجرام”، حيث تصدّر اسم محمد صبحي قوائم البحث، وانهالت التعليقات الداعمة والمشجعة من محبيه من مختلف الأعمار والفئات. وعبّر الكثيرون عن حبهم واحترامهم الكبير له، وذكّر البعض بدوره الكبير في النهوض بالمسرح المصري وتقديم فن راقٍ يحمل رسالة.
كما نشر عدد من الفنانين رسائل دعم وتمنيات بالشفاء العاجل لصبحي، مع صور من كواليس أعمال فنية سابقة جمعتهم به، مشيرين إلى أنه قامة كبيرة ومعلّم أجيال، وكان ولا يزال رمزًا للالتزام والفكر والفن المحترم.
مسيرة فنية حافلة بالعطاء
يعتبر محمد صبحي أحد أعمدة المسرح والدراما في العالم العربي، حيث قدم على مدار مسيرته الفنية عشرات الأعمال التي جمعت بين الكوميديا والفكر، وخلّدت اسمه في ذاكرة الجمهور.
من أبرز أعماله المسرحية:
الهمجي
تخاريف
وجهة نظر
خيبتنا
وغيرها من المسرحيات التي تميزت بالعمق الاجتماعي والسياسي والإنساني، وكان لها دور بارز في تشكيل وعي أجيال متتالية.
وفي التلفزيون، يُعد مسلسل “يوميات ونيس” بأجزائه المتعددة، أحد أبرز الأعمال الاجتماعية في تاريخ الدراما المصرية، حيث عكس فيه صبحي صورة الأسرة المصرية وقيم التربية والتعليم، في إطار درامي بسيط وناجح.

آخر أعماله: “فارس يكشف المستور”
وكانت آخر إطلالات محمد صبحي على المسرح من خلال عرض “فارس يكشف المستور”، وهي مسرحية غنائية استعراضية من تأليف وإخراج صبحي نفسه، وشاركه في كتابتها المؤلف أيمن فتيحة.
وشارك في بطولة العرض نخبة من الفنانين، منهم ميرنا وليد، كمال عطية، رحاب حسين، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة والأطفال، وهو ما عكس حرص صبحي على تقديم أعمال تجمع بين الأجيال، وتحمل طابعًا تربويًا وفنيًا في آنٍ واحد.
المسرحية شهدت إقبالاً جماهيريًا واسعًا، وأشاد بها النقاد باعتبارها استمرارًا لمدرسة محمد صبحي المسرحية، التي تتبنى الفكر والثقافة جنبًا إلى جنب مع المتعة البصرية والغنائية.
الختام: فنان لا يغيب عن قلوب محبيه
تبقى محبة الجمهور هي المكسب الحقيقي لأي فنان، ويبدو أن محمد صبحي نال منها الكثير، فحتى في أوقات مرضه، تحوّلت مواقع التواصل إلى منصات دعاء ومحبة ودعم له، ما يعكس حجم تأثيره الكبير في قلوب الجماهير.
وبينما يستعد صبحي لمغادرة المستشفى والعودة إلى حياته الطبيعية، يبقى جمهوره مترقبًا لعودته إلى خشبة المسرح، حيث المنبر الذي طالما تألق عليه، ورفع فيه راية الفن الراقي، والكلمة التي تُحترم وتُبني.