الإمارات – السابعة الاخبارية
محمد فضل شاكر، يعيش الفنان اللبناني الشاب محمد فضل شاكر حالة من النشاط الفني اللافت خلال الفترة الأخيرة، حيث يتنقل بين عواصم عربية لإحياء حفلات ناجحة تشهد إقبالًا جماهيريًا كبيرًا. وبعد مشاركته في حفل جماهيري ناجح في قطر يوم 2 أكتوبر، وصل ظهر يوم الجمعة 3 أكتوبر إلى مدينة دبي لإحياء حفل آخر يُتوقع أن يكون من أبرز محطاته هذا الشهر.
ما يميز هذه المرحلة من مسيرته الفنية، ليس فقط كثافة الحفلات، بل الزخم العاطفي الكبير والتفاعل الجماهيري الذي يرافقه، خصوصًا بعد النجاح العاطفي والانتشار الذي حققه الدويتو العائلي الذي جمعه بوالده الفنان فضل شاكر، تحت عنوان “كيفك ع فراقي”، والذي اعتُبر نقطة مفصلية في طريقه الفني.
محمد فضل شاكر في ليلة فنية في دبي.. مع نكهة لبنانية مزدوجة
مساء الجمعة 3 أكتوبر، اعتلت الأضواء مسرحًا في دبي ليحتضن أمسية فنية مميزة من تنظيم شركة “إليجانس إيفنتس”، جمعت بين صوتين لبنانيين شابين هما: محمد فضل شاكر والفنان محمد المجذوب.
الجمهور الحاضر تنوع بين الجاليات اللبنانية والعربية المقيمة في الإمارات، والذين توافدوا بكثافة للاستمتاع بسهرة مليئة بالإحساس والحنين، خصوصًا أن شاكر أصبح معروفًا بإحياء تراث والده الغنائي، ما يضيف إلى حفلاته طابعًا خاصًا من النوستالجيا الفنية.
من المنتظر أن يقدم شاكر باقة من أغنياته الخاصة، إلى جانب مجموعة من أشهر أعمال والده التي تربّت عليها أجيال من الجمهور العربي، ما يمنح هذه الحفلات نكهة لا يشبهها شيء في مشهد الغناء العربي الحالي.
إلغاء مفاجئ لحفل المغرب
وفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار متجهة إلى الحفل المقبل للفنان في المغرب، والذي كان من المفترض أن يُقام يوم 4 أكتوبر بمشاركة الفنانة عبير نعمة والفنان آدم، جاءت الأنباء لتؤكد إلغاء الحفل بشكل مفاجئ.
اللافت أن الإعلان عن الإلغاء لم يترافق مع أي بيان رسمي يوضح الأسباب، ما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات في الوسط الفني والإعلامي.
ورغم أن الخبر شكّل خيبة أمل للجمهور المغربي الذي كان يترقب الأمسية بشغف، إلا أن البعض اعتبر أن الإلغاء ربما يعود لأسباب تنظيمية أو لوجستية، خصوصًا في ظل الجدول المزدحم الذي يعيشه الفنان حاليًا.
تجربة قطر: انطلاقة ناعمة بصوت قوي
قبل أن يحط رحاله في دبي، كان محمد فضل شاكر قد قدّم حفلاً مميزًا في الدوحة مساء الثاني من أكتوبر، وسط تفاعل لافت من الحاضرين. ورغم أنه لا يملك حتى الآن أرشيفًا ضخمًا من الأغنيات الخاصة به مقارنة بمخضرمين آخرين، إلا أن صوته وإحساسه العميقين جعلا حضوره أقوى مما هو متوقع.
لم تقتصر مشاركته في الحفل على تقديم أغنياته الخاصة، بل كان للجمهور نصيب كبير من الأغاني القديمة لفضل شاكر التي أداها محمد بإحساس متقد، مزاوجًا بين الموروث الغنائي العاطفي والروح الشبابية العصرية.
الجمهور يستقبل نجمًا يشبه والده.. ويختلف عنه
رغم أن محمد فضل شاكر يُعرف لدى شريحة كبيرة من الجمهور بـ”ابن فضل شاكر”، إلا أن حضوره الفني الخاص بدأ يتبلور بوضوح. صحيح أن صوته يحمل الكثير من ملامح والده من حيث الدفء والقدرة على التعبير، إلا أنه يسلك خطًا خاصًا به، يُظهر تطورًا موسيقيًا منفتحًا على العصر، مع حفاظه على الجذور العاطفية للغناء الشرقي.
الجمهور الذي يتفاعل معه لا يبحث فقط عن “الحنين”، بل بدأ يرى فيه فنانًا مستقلاً يستحق مكانه الخاص في الساحة الفنية، بعيدًا عن كونه مجرد امتداد لفنان كبير.
“كيفك ع فراقي”: الدويتو الذي أشعل العاطفة
نجاح محمد في الفترة الأخيرة لم يكن نتيجة الحفلات وحدها، بل كان ثمرة مشروع فني عاطفي جمعه بوالده، وهو الدويتو الذي حمل عنوان “كيفك ع فراقي”، والذي حصد ملايين المشاهدات على منصات التواصل والاستماع.
هذه الأغنية، التي جمعت بين نبرة الأب وصوت الابن، حملت بُعدًا إنسانيًا وفنيًا عميقًا، وجاءت بمثابة مصالحة فنية وشخصية بين جيلين، وعبّرت عن مشاعر الفقد والاشتياق بطريقة راقية ومؤثرة.
لم يكن نجاح الأغنية عابرًا، بل أعاد فضل شاكر إلى واجهة الساحة، وعزّز من حضور محمد في وعي الجمهور، ليثبت أن الموسيقى حين تُغنّى بصدق، فإنها لا تحتاج إلى مئات الأغنيات لتصنع اسمًا، بل لحظة شعور واحدة تكفي.
تفاعل الجمهور.. عامل الحسم في الحفلات
ما يميز محمد فضل شاكر هو التفاعل الكبير الذي يلقاه في حفلاته، سواء من خلال التصفيق الحار بعد كل أغنية، أو الهتافات التي تطلب منه غناء أغنيات محددة.
هذا التفاعل يشير إلى أن الفنان الشاب بدأ بالفعل في بناء قاعدة جماهيرية صلبة، وأنه لا يعتمد فقط على شهرة والده أو ماضيه الفني، بل على قدرة حقيقية في الغناء، الأداء، واختيار الأعمال.
التحديات المقبلة: الثبات والتطور
رغم النجاحات المتتالية، يدرك محمد فضل شاكر أن الطريق ما زال في بدايته، وأن المطلوب منه أكثر من مجرد حفلات متنقلة.
الموسيقى اليوم تتطلب تنوعًا، وتحديثًا مستمرًا في الأسلوب، والاقتراب أكثر من جمهور الشباب بمزيج ذكي من الأصالة والمعاصرة.
التحدي الأكبر هو أن يثبت أنه ليس فقط ابن نجم سابق، بل نجم حالي قادر على كتابة اسمه بحروف مستقلة في سجل الغناء العربي. وهذا يحتاج إلى استمرارية في الإنتاج، جرأة في اختيار المواضيع، وتطوير في الأداء الفني.
ختام: فنان شاب يشق طريقه بثقة
محمد فضل شاكر ليس حالة فنية عابرة، بل مشروع فني حقيقي يبدو أنه يُبنى بأسس متينة. بين صوت قوي، حضور محبب، وإرث فني عائلي غني، تبدو معالم النجومية واضحة في أفقه.
وعلى الرغم من الإلغاء المفاجئ لحفل المغرب، تبقى حفلاته الأخرى مؤشراً إيجابياً على تصاعد نجمه بسرعة لافتة، بدعم من جمهور يقدّر الأصالة، ويشجّع التجديد.
الأسابيع المقبلة قد تحمل المزيد من المفاجآت، والمهم أن يبقى الفنان الشاب صادقًا مع نفسه، منفتحًا على التطوير، ومتمسكًا بما جعله محبوبًا في البداية: الإحساس الصادق.