لبنان – السابعة الاخبارية
محمد فضل شاكر، في ردّ عاطفي صريح، خرج الفنان محمد فضل شاكر عن صمته ليدافع عن والده الفنان فضل شاكر، بعد تصريحات جديدة للفنان راغب علامة حملت تلميحات يُفهم منها استمرار الاتهامات المرتبطة بماضي والده، خاصة ما يتعلق بحمله السلاح خلال فترة حساسة من تاريخ لبنان.
محمد شاكر، الذي اختار طيلة السنوات الماضية أن يبقى بعيدًا عن السجالات العلنية، عبّر هذه المرة عن امتعاضه من استمرار الحملات التي تستهدف والده، مشيرًا إلى أنها لم تعد مواقف فردية، بل أصبحت – بحسب وصفه – حملة ممنهجة يقودها فنانون وإعلاميون بدوافع “حقد شخصي”.
محمد فضل شاكر يدخل الخلاف بين راغب علامة ووالده
الخلاف بين فضل شاكر وراغب علامة ليس جديدًا، بل يمتد لأكثر من عقد. بدأت الأزمة بعد تغيّب فضل عن الساحة الفنية عقب الأحداث الأمنية التي طالت مدينة صيدا اللبنانية، حيث انخرط شاكر حينها في أجواء سياسية ودينية أثارت الكثير من الجدل، وانتهت بموقف قضائي معقّد لا يزال يُلقي بظلاله على صورته في الإعلام.
وخلال تلك السنوات، لم يفوّت راغب علامة الفرصة للتعليق أو التلميح في أكثر من مناسبة، أحيانًا بلغة مباشرة، وأحيانًا بإيحاءات اعتبرها كثيرون مقصودة. وفي المقابل، التزم فضل شاكر الصمت، نادرًا ما كان يرد، وأحيانًا يكتفي بالإشارات الهادئة إلى رغبته في طيّ الخلافات.
لكن يبدو أن المياه التي راكَمَها الصمت طيلة 13 عامًا، قد فاضت أخيرًا بصوت ابنه محمد، الذي كسر دائرة السكوت، رافضًا تحميل والده تبعات وصفها بـ”غير عادلة”.
حملة منظمة؟ محمد شاكر يكشف كواليس ما يحدث
من خلال خاصية “الستوري” على حسابه في “إنستغرام”، أعلن محمد فضل شاكر عن وجود ما وصفه بـ”حملة منظمة” ضد والده، قال إن وراءها مجموعة من الفنانين والإعلاميين الذين يكنّون حقدًا شخصيًا أو فنيًا لفضل شاكر، مشيرًا إلى أن هذه الحملة تهدف إلى “تشويه سمعته في الإعلام والرأي العام، ومحاولة اغتيال شخصيته فنيًا وإنسانيًا”.
وأضاف:
“كل مرة يخرج راغب علامة على وسيلة إعلامية، يعود إلى الماضي ليُسيء إلى والدي، رغم أن الطرفين لم يلتقيا وجهًا لوجه منذ سنوات، ورغم محاولة مقربين إنهاء هذا الملف.”
هذا التصريح يشير إلى عمق الجرح الذي يشعر به محمد، لا على المستوى الشخصي فقط، بل على مستوى اسم العائلة، وتاريخ والده الفني، الذي يرى أنه يتعرض للتشويه المستمر دون مبررات موضوعية.
طلب صلح من راغب علامة؟ الحقيقة كما يرويها محمد
في مفاجأة غير متوقعة، كشف محمد أن معلومات وصلته من مقربين مشتركين تفيد بأن راغب علامة أبدى رغبة في تسوية الخلاف مع فضل شاكر وفتح صفحة جديدة.
وقال محمد في هذا السياق:
“والدي ردّ بأنه لا يمانع، وأبدى استعداده الكامل لإنهاء الخلاف، رغم كل الإساءات التي تعرّض لها على مدار 13 عامًا.”
لكن محمد عبّر عن خيبة أمله مما حدث لاحقًا، إذ فوجئ بتصريح جديد من راغب علامة يقول فيه:
“أنا مش بقتل ولا بمسك سلاح.”
وهو تصريح رأى فيه محمد تلميحًا مباشرًا إلى فضل شاكر، وكأن الخلاف لم يُطوَ، وكأن الصلح المقترح لم يكن إلا فكرة عابرة لم تُترجم إلى سلوك حقيقي.
الحقيقة من وجهة نظر محمد: “والدي لم يقتل أحدًا”
الجزء الأهم في تصريح محمد كان دفاعه الحازم عن والده، حيث قال بوضوح:
“متى قتل والدي؟ والدي أمسك السلاح في وقت لم يكن هناك من يحمينا، لكنه لم يقتل أحدًا، ولم يسرق، ولم يظلم.”
وأضاف:
“قلبنا الصفحة، ولكن يبدو أنك لم تغلقها بعد، وأنت تعرف جيدًا أن والدي لم يقتل أحدًا، وحمل السلاح دفاعًا عن بيتنا الذي انحرق وسُرق على مدار ثلاثة أيام.”
بهذه العبارات، حاول محمد أن يوضح أن والده تصرّف في ظروف استثنائية، وأن أي موقف اتخذه في الماضي، لم يكن بدافع عدواني، بل بدافع حماية أسرته وممتلكاته، في ظل غياب الدولة والأمن.
فضل شاكر: بين الماضي والحاضر
منذ سنوات، يحاول فضل شاكر العودة تدريجيًا إلى الفن، ويعمل جاهدًا على إعادة ترميم صورته الفنية، سواء عبر إصدارات غنائية، أو من خلال مبادرات فردية تحمل رسائل إنسانية وأخلاقية.
لكنه في كل مرة يظهر فيها، يُعيد البعض فتح الملفات القديمة، في سياق إعلامي لا يخلو من المبالغات أو إعادة تدوير الصور النمطية.
هذه العودة غير السهلة، تترافق دائمًا مع تساؤلات: هل يمكن لفنان مرّ بتجربة سياسية وأمنية حساسة أن يعود بكامل شعبيته؟ وهل الغفران الجماهيري ممكن؟ أم أن هناك من يصر على إبقاء الجروح مفتوحة؟
محمد فضل شاكر: فنان شاب… ومدافع شرس عن والده
منذ دخوله إلى الساحة الفنية، حاول محمد شاكر أن يشق طريقه دون أن يُختزل في كونه “ابن فضل شاكر”. سعى إلى بناء اسمه الفني من خلال أعماله الخاصة، وتقديم نفسه كصوت جديد في عالم الأغنية الرومانسية.
لكنه لم يتخلَّ يومًا عن كونه ابنًا بارًا، يحترم والده، ويدافع عنه حين تستدعي الحاجة. في هذا الموقف تحديدًا، لم يتحدث بصفته فنانًا، بل كابن شعر بأن والده يُظلم علنًا، فاختار المواجهة.
وفي دفاعه، لم يُنكر الأخطاء، لكنه رفض التهم، وأصر على أن الحقيقة مختلفة تمامًا عمّا يُشاع.
هل تُطوى الصفحة فعلًا؟
من الواضح أن نية فضل شاكر وابنه في إنهاء الخلاف قائمة، لكن الطرف الآخر – أي راغب علامة – لم يُظهر حتى الآن خطوة علنية مشابهة. وبينما ينتظر الجمهور ردّ راغب، تظل التساؤلات مفتوحة:
هل نحن أمام خلاف قابل للصلح؟
هل يملك النجمان الجرأة لإنهاء هذا السجال الطويل؟
أم أن صفحات الماضي ستظل تُفتح كلما دعت الحاجة إلى تصدّر العناوين؟
الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن ما هو مؤكد أن الجمهور تعب من الخلافات، وينتظر من نجومه أن يكونوا قدوة في التسامح لا في التغذية المستمرة للنزاعات.
في الختام: الكلمة سلاح أيضًا
قد لا يحمل الفنان بندقية، لكنه قد يحمل كلمة تصبح أكثر وقعًا من الرصاص.
وفي زمن الإعلام المفتوح، باتت الكلمات تُسجَّل وتُقتطع وتُتداول، فتتحوّل إلى سلاح معنوي يؤذي، حتى دون قصد.
محمد فضل شاكر اختار أن يرد بالكلمة، لا بالشتيمة. اختار الدفاع، لا الهجوم. اختار الحقيقة، لا الاتهام.
وفي ذلك، يمكن أن نجد درسًا مهمًا: أن الخلافات، مهما طالت، يمكن إنهاؤها بشجاعة واحدة.
لكن الشجاعة لا تكون فقط في الكلام، بل في الفعل، في المصافحة، وفي إغلاق صفحات لا يجب أن تبقى مفتوحة إلى الأبد.