مصر – السابعة الإخبارية
محمد هنيدي.. أبدى الفنان المصري محمد هنيدي إعجابه ودعمه لقرار هيئة الترفيه السعودية بشأن التركيز على المواهب السعودية والخليجية في موسم الرياض المقبل، مؤكدًا في الوقت ذاته امتنانه للدور الكبير الذي لعبته المملكة في دعم الفن المصري خلال السنوات الماضية.
وفي تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قال هنيدي:“شهادة حق.. من خمس سنين، مع بداية هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، كنا أول مسرحية مصرية تُعرض في المواسم الترفيهية. بعدها اتعملت عشرات المسرحيات وآلاف الحفلات، وكل فعالية كان بيشتغل فيها مئات الأشخاص. كان فيه تقدير حقيقي للفن المصري من أصغر عامل لأكبر نجم في المسرحيات”.

محمد هنيدي: دعم متبادل وتقدير مستمر
حديث هنيدي جاء تفاعلاً مع ما أعلنه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، الذي أكد أن موسم الرياض المقبل سيشهد تركيزًا كبيرًا على المبدعين والعازفين والممثلين السعوديين والخليجيين، في كل من العروض الموسيقية والمسرحية، مع مشاركة محدودة لعروض أخرى سورية وعالمية.
ولم يُخفِ هنيدي احترامه لهذا التوجه، بل أعرب عن تفهمه الكامل لأهمية دعم المواهب المحلية في المملكة، وضرورة منحهم مساحة أكبر للتعبير عن إبداعهم في إطار تطوير المشهد الثقافي والفني الخليجي.
أول فنان مصري في المواسم الترفيهية
محمد هنيدي كان من أوائل النجوم المصريين الذين شاركوا في عروض هيئة الترفيه منذ انطلاقتها عام 2019، وقد قدم حينها مسرحيته الشهيرة “3 أيام في الساحل”، التي شهدت حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وساهمت في فتح الباب أمام سلسلة طويلة من العروض المسرحية والفنية المصرية في المملكة.
ويؤكد هنيدي أن المملكة لم تُقصّر يومًا في تقدير الفن المصري بكافة أشكاله، موضحًا أن كل فعالية كان يعمل فيها عشرات الفنانين والفنيين والعمال المصريين، الذين وجدوا في المواسم الترفيهية بيئة عمل مهنية تضمن لهم الدعم والاحترام.

الترفيه كقوة ناعمة خليجية
ويأتي القرار الأخير لهيئة الترفيه ضمن توجه أوسع تسلكه المملكة في السنوات الأخيرة، حيث تسعى إلى بناء صناعة ترفيهية محلية قوية، تُسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، وتدعم الهوية الخليجية في الفن والموسيقى والمسرح، مع الحرص على مواكبة الاتجاهات العالمية والانفتاح الثقافي المدروس.
ويُنظر إلى دعم المواهب المحلية على أنه خطوة استراتيجية لتعزيز الحضور الفني للسعوديين في الساحة الإقليمية، ولتوفير فرص عمل وإنتاج فني ذات طابع وطني يُعبر عن ثقافة المملكة وتقاليدها، مع الحفاظ على عنصر التنوع.
تقدير للفن المصري رغم التحول الجديد
رغم التركيز الجديد على الطاقات المحلية، لم تغب روح الامتنان للفن المصري، الذي كان وما يزال حاضرًا بقوة في فعاليات المملكة. وتُظهر تصريحات هنيدي جانبًا من الاحترام المتبادل والتقدير الفني، حيث أكد أن المملكة وفّرت للفن المصري منصات عرض لم تكن متاحة من قبل، وساهمت في إعادة إحياء المسرح المصري، خاصة من خلال العروض التي جابت المدن السعودية في المواسم الماضية.
مواسم الترفيه.. منصة عربية لصناعة الفنون
منذ انطلاقها، مثّلت مواسم الترفيه السعودية، وعلى رأسها موسم الرياض، منصة مهمة للانفتاح الثقافي والفني في الخليج والعالم العربي، حيث استضافت عروضًا من مصر ولبنان والكويت والإمارات وأمريكا وأوروبا، وجذبت ملايين الزوار.
وشارك في هذه المواسم أسماء بارزة من الوسط الفني العربي، وتم تنظيم مئات الحفلات والمهرجانات والمسرحيات التي لاقت تفاعلًا جماهيريًا كبيرًا. ويُعد الموسم الترفيهي جزءًا من برنامج “جودة الحياة”، الذي يُمثل أحد مشاريع رؤية 2030، ويهدف إلى جعل السعودية وجهة عالمية للثقافة والفنون والسياحة.
دعم الفنانين الخليجيين: مرحلة جديدة من التمكين
التحول الحالي في سياسة الهيئة يُعطي الفرصة لعدد أكبر من المبدعين السعوديين والخليجيين للظهور في أعمال فنية تُنتَج داخل بلادهم، بدلًا من الاعتماد الكامل على التجارب الخارجية. وهو ما يعكس المرحلة المتقدمة التي وصلت إليها صناعة الترفيه في السعودية، حيث باتت تمتلك الأدوات والكوادر والمواهب الكفيلة بإنتاج محتوى يضاهي المستويات الإقليمية والدولية.

هنيدي يفتح باب الحوار الفني
رسالة محمد هنيدي لا تقتصر على الإشادة، بل تحمل بين طيّاتها روحًا من التقدير والتعاون، وهي دعوة ضمنية إلى فتح حوار فني عربي قائم على التبادل والتكامل، حيث لا يغيب أي طرف، بل يُمنح الجميع الفرصة للتميز داخل سياقاتهم الخاصة، ضمن بيئة إبداعية تُراعي التنوع وتحتفي بالهوية.
تصريحات محمد هنيدي تعكس عمق العلاقة بين الفن المصري والمشهد الترفيهي السعودي، وتؤكد أن دعم المواهب الخليجية لا يُلغي الاحترام للتجارب السابقة، بل يعزز من بناء مستقبل فني قائم على الشراكة، والاعتراف المتبادل بقيمة كل صوت وإبداع.