شهدت فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ندوة هامة ضمن “أيام القاهرة لصناعة السينما”، تناولت موضوع ترميم أرشيف الفنانين والحفاظ على تراث السينما المصرية.
وخلال الندوة، فجّر الفنان محمود حميدة مفاجأة مؤلمة حول التراث السينمائي المصري، مؤكداً فقدان عدد كبير من “نيغاتيف” الأفلام التي تم إنتاجها على مدار عقود طويلة من تاريخ السينما.
ضياع تراث عمره قرن
قال حميدة: “خلال الإعداد للاحتفال بمئوية السينما المصرية، اكتشفنا أن هناك حوالي 2000 فيلم لا يُعرف مصيرها.
بعض هذه الأفلام انتهى بها المطاف في أيدي الورثة الذين باعوا النيغاتيف بأسعار زهيدة إلى محلات الفضة لإعادة تدويرها”.
وأضاف: “عندما دخلت عالم السينما، كان نيغاتيف الأفلام المصرية يُباع في بعض القنوات العربية مقابل 1500 جنيه فقط، في وقت لم يكن هناك وعي كافٍ بأهمية الأرشفة”.
كما أشار حميدة إلى أن اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري لا يمتلك أرشيفاً متكاملاً، رغم أن مصر تُعد واحدة من أقدم دول العالم في صناعة السينما.
محاولات شخصية للأرشفة
تحدث حميدة عن تجربته الشخصية في محاولة أرشفة تاريخه الفني، موضحًا أن الفكرة بدأت من نجله خالد الذي سعى لتوثيق مسيرة والده.
ومع ذلك، أقر حميدة بفشله في تحقيق هذا الهدف بسبب غياب منظومة مؤسسية تدعم عملية الأرشفة بشكل احترافي.
حضور لافت ودعم من النجوم
شهدت الندوة حضور الفنانة بشرى وزوجها، حيث أعربت عن إعجابها بالفكرة ووصفتها بأنها خطوة ضرورية للحفاظ على التراث السينمائي المصري.
وأكدت بشرى أهمية مثل هذه المشاريع في دعم الصناعة وإعادة تسليط الضوء على الأعمال السينمائية التي شكلت جزءًا من الهوية الثقافية لمصر.
تراث بحاجة إلى إنقاذ
تُعد تصريحات حميدة بمثابة دعوة للتفكير الجاد في إيجاد حلول لإنقاذ ما تبقى من تراث السينما المصرية.
فقد خسرت مصر جزءاً كبيراً من إرثها السينمائي بسبب الإهمال وغياب خطط الترميم والحفظ، وهو ما يهدد بفقدان مزيد من الأعمال التي تُعد شاهداً على مراحل هامة من تاريخ الفن والثقافة في البلاد.
تحتاج السينما المصرية إلى جهود جماعية من الحكومة والقطاع الخاص لدعم مشاريع ترميم وحفظ الأفلام، لضمان بقاء هذا التراث حياً للأجيال القادمة.