القاهرة – السابعة الاخبارية
محمود عبد الغني، سادت حالة من الصدمة والحزن العميق بين العاملين في قطاع الرياضات المائية وروّاد أحد المنتجعات السياحية بمدينة سهل حشيش بالغردقة، عقب وفاة محمود عبد الغني، أحد أبرز لاعبي رياضة “الفلاي بورد” في مصر، إثر حادث مأساوي تعرض له أثناء تقديم عرض استعراضي أمام المصطافين.
اللاعب الشاب، المعروف بروحه المرحة ومهاراته الاستثنائية في هذه الرياضة المثيرة، لقي مصرعه في لحظة صادمة أثناء ممارسة نشاطه اليومي، في مشهد أصاب الحضور بالذهول، وأثار موجة تعاطف واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
محمود عبد الغني يفارق الحياة أثناء أداء عرض استعراضي في البحر الأحمر
وقع الحادث خلال عرض اعتيادي ضمن الأنشطة الترفيهية اليومية التي يقدّمها فريق “فلاي فان”، وهو الفريق الذي ينتمي إليه اللاعب الراحل، حيث يعتمد العرض على تنفيذ حركات بهلوانية باستخدام لوح “الفلاي بورد” الذي يعمل بدفع المياه عبر ضغط هائل يتولد من محرك متصل به.
لكن في لحظة مأساوية، وخلال أدائه واحدة من الحركات البهلوانية الصعبة، فقد محمود عبد الغني توازنه فجأة وسقط من ارتفاع شاهق على سطح الماء، ما تسبب في ارتطام عنيف أدى إلى فقدانه الوعي وسرعان ما فارق الحياة رغم محاولة إسعافه في الحال.
الحادث، بحسب شهود عيان، تم في غضون لحظات، حيث بدا أن اللاعب تعرض لصدمة قوية في الرقبة والرأس جراء السقوط، ما جعل الطاقم الطبي المتواجد على الشاطئ يتعامل معه فورًا، لكن دون جدوى.
رأي طبي في أسباب الوفاة
وفي محاولة لفهم الأسباب الطبية المحتملة التي أودت بحياة اللاعب الشاب، أوضح الدكتور مصطفى الفولي، استشاري جراحة المخ والأعصاب، في تصريحات خاصة لصحيفة “الوطن”، أن السقوط من مسافات عالية على سطح مائي بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى كسر في الفقرات العنقية العلوية.
وأشار إلى أن هذه الإصابة تشبه من حيث التأثير إصابة الشنق، إذ تؤدي إلى انقطاع مفاجئ في الإشارات العصبية بين الدماغ وباقي أجزاء الجسم، وهو ما يؤدي إلى الوفاة الفورية. وأكد الفولي أن ما تعرض له محمود عبد الغني يُحتمل أن يكون كسرًا في الفقرة الأولى أو الثانية من العمود الفقري العنقي، وهي إصابة قاتلة في معظم الحالات.
من هو محمود عبد الغني؟
الراحل محمود عبد الغني كان واحدًا من أبرز وجوه رياضة “الفلاي بورد” في مصر، وعُرف بشغفه الكبير بتلك الرياضة التي تمزج بين المغامرة والاستعراض. واعتاد أن يقدم عروضًا حماسية على سواحل البحر الأحمر، وتحديدًا في مدينة الغردقة، حيث أصبح وجهًا مألوفًا للسياح والمقيمين.
وكان عبد الغني جزءًا من فريق “Fly Fan” المتخصص في تقديم عروض جماعية لهذه الرياضة، كما كان يعمل مدربًا للمهتمين بها من المصريين والسياح الأجانب، وساهم في الترويج لها كواحدة من الرياضات المائية الحديثة التي بدأت تكتسب شعبية في مصر.
خلال سنوات قليلة، استطاع محمود أن يصنع لنفسه مكانة مميزة في هذا المجال، بفضل مرونته الجسدية وقدرته على تنفيذ حركات استعراضية معقدة جعلت الجمهور يترقب عروضه بشغف.
ردود أفعال حزينة وتعاطف واس
فور الإعلان عن وفاته، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بموجة كبيرة من الحداد والحزن على فقدان لاعب شاب في مقتبل العمر. وشارك العديد من أصدقائه وزملائه من الوسط الرياضي صورًا وذكريات معه، مؤكدين أنه كان محبوبًا ومتواضعًا، ويتمتع بطاقة إيجابية وحب شديد للحياة.
كما تداول كثيرون لقطات من عروضه السابقة التي ظهر فيها وهو ينفذ قفزات استعراضية على ارتفاعات شاهقة فوق سطح الماء، مع تعبيرات حزينة على فقدانه بهذه الطريقة المفجعة.
وكتب أحد أصدقائه على “فيسبوك”:
“كان دايمًا بيخلي البحر مسرحه.. بيطير وبيضحك.. مكنّاش نعرف إن الطيران ده هيبقى آخر مرة.. وداعًا يا محمود، كنت نجمنا في السما والمية”.
غياب قواعد أمان كافية؟
أثار الحادث أيضًا تساؤلات حول مدى توفر قواعد السلامة الكافية لممارسي “الفلاي بورد”، خاصةً أن هذه الرياضة تنطوي على مخاطر جسيمة في حال وقوع خطأ أثناء القفز أو الهبوط.
وطالب بعض المتخصصين بمراجعة بروتوكولات الأمان المتبعة في المنتجعات السياحية التي تقدم هذا النوع من الأنشطة، وضرورة إلزام اللاعبين بارتداء معدات حماية إضافية للرقبة والرأس، إلى جانب تواجد فرق إنقاذ مدربة بشكل احترافي على التعامل مع الحوادث عالية الخطورة.
وداع لاعب طائر.. وخسارة للرياضة المصرية
برحيل محمود عبد الغني، تخسر الرياضة المصرية شابًا موهوبًا لم يكن فقط لاعبًا متميزًا، بل أيضًا أحد المروجين لرياضة حديثة ومثيرة على سواحل البحر الأحمر. ورغم قصر مسيرته، إلا أن أثره سيظل في أذهان محبيه وزملائه الذين لطالما اعتبروه رمزًا للطموح والمغامرة والإبداع.
رحل “اللاعب الطائر”، كما وصفه متابعوه، لكنه ترك خلفه أثرًا سيبقى محفورًا في ذاكرة محبي الرياضات المائية، ورسالة قوية بأهمية الجمع بين الشغف والانتباه لعوامل السلامة، خاصةً في رياضات التحدي والمخاطرة.