اسطنبول – السابعة الاخبارية
مخدرات المشاهير، في خطوة أثارت صدمة كبيرة داخل الوسط الفني والإعلامي في تركيا، أطلقت السلطات التركية حملة واسعة النطاق تحمل عنوان مخدرات المشاهير، استهدفت الكشف عن نجوم من الصف الأول يُشتبه بتعاطيهم لمواد مخدرة.
وقد بدأت الحملة فعليًا في 8 أكتوبر، من خلال تحقيق موسع أطلقه مكتب المدعي العام في إسطنبول، بالتعاون مع فرق مكافحة المخدرات.
مخدرات المشاهير.. البداية: 19 شخصًا تحت التحقيق بينهم نجوم وفنانون
مع انطلاق الحملة، تم استدعاء 19 شخصية معروفة في عالم الفن والغناء والإعلام والتمثيل، وتم اقتيادهم إلى قيادة الدرك لأخذ أقوالهم، وإجراء تحاليل مخبرية تشمل فحوصات الدم والشعر، للتأكد من وجود أي مواد مخدرة في أجسامهم.
تنوّعت خلفيات هؤلاء الأشخاص بين مغنين ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وممثلين معروفين، مما زاد من الزخم الإعلامي والجماهيري المصاحب للحملة.
نتائج صادمة: 8 من 19 فنانًا تثبت إدانتهم
وبعد نحو 10 أيام من انطلاق التحقيقات، أعلنت وكالة مكافحة المخدرات التركية النتائج الأولية، والتي كشفت أن 8 من أصل 19 شخصية معروفة جاءت نتائج تحاليلهم إيجابية، أي أنهم تناولوا بالفعل مواد محظورة بموجب القانون التركي.
وجاء هذا الإعلان بعد إرسال العينات إلى معهد الطب الشرعي، حيث خضع الفنانون لتحاليل شاملة شملت الدم والشعر، للتأكد من التعاطي الحديث أو المزمن للمخدرات.
الأسماء الكاملة للمدانين بتعاطي المخدرات
بحسب ما ورد في تقارير إعلامية تركية موثوقة، فقد ثبت تعاطي المخدرات لدى كل من:
- ديلان بولات
- ديرين تالو
- دارين تالو
- بيراك توزوناتاك
- بيرسي أكالاي
- كوبيلاي أكا
- متين أكدولجر
- كان يلدريم
ووفقًا للتقرير المنشور في صحيفة “يني شفق”، تم العثور على الكوكايين في شعر كل من ديلان بولات، ديرين تالو، بيراك توزوناتاك، وبيرسي أكالاي، وهي مادة تصنَّف ضمن أخطر المخدرات وأكثرها تأثيرًا.
بينما كشفت نتائج تحاليل الدم عن وجود مخدرات مرتبطة بالماريجوانا لدى كوبيلاي أكا، متين أكدولجر، وكان يلدريم.
فحوصات سلبية لعدد من النجوم
في المقابل، جاءت نتائج الفحوصات سلبية تمامًا لدى عدد آخر من المشاهير الذين خضعوا للتحقيقات، ولم يتم العثور على أي نوع من المواد المحظورة في دمائهم أو شعرهم، ومن بينهم:
- دويغو أوزاسلان موتاف
- ديميت إفغار باباتاش
- ميرت يازيجي أوغلو
- زينب ميريتش آرال
- سيرين موراي أوركان
- هاديس آجيكغوز
- أوزغي أوزبيرينتشي يامانتورك
هؤلاء خرجوا من دائرة الشك، لكن التحقيقات لم تُغلق بعد، إذ ما زالت الجهات القضائية تُراجع الأدلة وتتحقق من الملابسات المحيطة بكل حالة.
ردة فعل النجوم: إنكار، صدمة، وتبرير طبي
مع انتشار الأخبار، خرج معظم الفنانين المُدرجين في القائمة عن صمتهم، عبر منشورات وتوضيحات على حساباتهم الرسمية، في محاولة لتبرير ما حدث، أو نفي التهم، أو التشكيك في دقة النتائج.
ديلان بولات: “ما عُثر عليه هو دوائي”
نشرت ديلان بولات، وهي من الشخصيات المؤثرة على السوشيال ميديا، بيانًا نفت فيه استخدام أي مواد مخدرة، مؤكدة أن التحاليل أظهرت وجود دواء بوصفة طبية خضراء فقط.
وقالت:
“الشيء الوحيد الذي ظهر في دمي هو أدويتي، والتي أستخدمها بوصفة قانونية. لم أتناول أي مادة محظورة، وهذه نتيجة خاطئة ومسيئة.”
بيرسي أكالاي: “نتائج التحليل تتعلق بمسكنات وأدوية اكتئاب”
الفنانة المعروفة بيرسي أكالاي أصدرت بيانًا مطوّلاً عبر حسابها على إنستغرام، أكدت فيه أن القضية ما تزال قيد التحقيق، وأنها ومحاميها لم يحصلوا بعد على تفاصيل كاملة حول النتائج.
وكتبت:
“المواد المذكورة في التقارير تخص مضادات الاكتئاب ومسكنات الألم التي أتناولها تحت إشراف طبي. لم أستخدم أبدًا الكوكايين أو أي مواد مخدرة أخرى.”
ديرين تالو: “أنا مصدومة وغاضبة”
أما ديرين تالو فقد وصفت الخبر بـ”المفبرك”، وقالت إنها في حالة “غضب ودهشة شديدة”، مؤكدة أنها لم تتعاطَ المخدرات في حياتها أبدًا.
وأضافت:
“المادة الوحيدة التي ظهرت في التحليل هي السيرترالين، وهو مضاد للاكتئاب أتناوله منذ فترة. النتائج غير دقيقة، وسأعيد التحليل في جهة مستقلة لأثبت براءتي.”
التشكيك في دقة التحاليل… جدل يتصاعد
هذه التصريحات المتعددة فتحت الباب واسعًا للتشكيك في دقة التحاليل المخبرية، وأثارت جدلاً قانونيًا وأخلاقيًا في الأوساط الإعلامية التركية، إذ بدأ البعض يُعبّر عن قلقه من تسريب المعلومات قبل اكتمال التحقيق، وانعكاس ذلك على سمعة المشاهير، حتى قبل صدور الأحكام النهائية.
وقد دعت عدة جهات حقوقية إلى الالتزام بسرية التحقيقات، واحترام الحياة الخاصة للمتهمين، وعدم إصدار أحكام مسبقة قبل أن تُعلن السلطات المختصة النتائج النهائية بشكل رسمي.
تأثير الحملة على الوسط الفني التركي
حملة “مخدرات المشاهير” لا تزال حديث الساعة في تركيا، خاصة مع الزخم الإعلامي الذي رافق نشر أسماء النجوم، وتداول صور بعضهم أثناء نقلهم لإجراء التحاليل، وهو ما وُصف من قبل البعض بـ”التشهير العلني”.
وعبّر العديد من النقاد والفنانين عن خشيتهم من أن تؤدي هذه الحملة إلى حالة من الترهيب داخل الوسط الفني، تؤثر على ثقة الجمهور بالفنانين، وتدفع بالمواهب الصاعدة إلى العزوف عن الظهور العام خوفًا من الملاحقة الإعلامية.
في المقابل، يرى مؤيدو الحملة أنها خطوة ضرورية لوضع حد لتعاطي المخدرات في الوسط الفني، وتأكيد على أن لا أحد فوق القانون، مهما بلغت شهرته أو نفوذه.
الدروس المستفادة: بين الحرية الشخصية والمسؤولية العامة
رغم تعدد الآراء والانقسامات في الرأي العام، يبقى هذا الحدث فرصة مهمة للنقاش حول:
- حرية الفنان الشخصية مقابل مسؤوليته كمؤثر جماهيري
- أهمية الشفافية الإعلامية، دون السقوط في فخ التشهير
- دور المؤسسات الفنية في التوعية والإرشاد
- ضرورة توفير دعم نفسي حقيقي للفنانين الذين يعانون من ضغوط الشهرة
- تعزيز أدوات الكشف المبكر عن الإدمان قبل أن يتحول إلى أزمة عامة
ختامًا: حملة لا تزال في بدايتها
على الرغم من الكشف عن أول دفعة من الأسماء، إلا أن التحقيقات لا تزال جارية، وسط ترقّب لإمكانية إدراج أسماء جديدة، أو ظهور نتائج تنفي صحة التحاليل الأولى لبعض المتهمين.
وفي بلد مثل تركيا، حيث يحظى الفنانون بشعبية جارفة، فإن أي خطوة قانونية تمس نجمًا معروفًا تُحدث أثرًا اجتماعيًا وثقافيًا واسعًا. لذلك تبقى الأنظار متجهة إلى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات.
فهل ستُبرئ الأيام هؤلاء النجوم؟ أم أن “مخدرات المشاهير” ستكون البداية لتغيير جذري في تعامل الدولة مع الوسط الفني؟
الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.