مصر – السابعة الإخبارية
بعد أيام من الجدل الذي أثاره حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، خرج المخرج المصري هاني مهنا عن صمته ليرد رسميًا على موجة الانتقادات التي طالت الإخراج التلفزيوني للحدث، مؤكدًا فخره واعتزازه الكبير بالمشاركة في هذا المشروع الوطني الاستثنائي، ومعتبرًا أن ما تحقق يمثل لحظة لا تُنسى في مسيرة مصر الثقافية والفنية.
“لحظة تاريخية لا تُنسى”
في أول تعليق رسمي له، نشر مهنا عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك” رسالة مطوّلة، عبّر فيها عن امتنانه العميق وفخره بدوره كمخرج تلفزيوني لاحتفالية الافتتاح، قائلًا:”الحمد لله رب العالمين، فخور جدًا ولأبعد مدى أنني كنت المخرج التلفزيوني لاحتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، حدث فريد ويوم تاريخي ليس فقط لبلدنا، ولكن لكل بلاد العالم.”
وأضاف مهنا أن ما شهده من أجواء داخل وخارج موقع المتحف يعكس حجم الجهد المبذول من مئات العاملين والفنيين الذين شاركوا في الإعداد للحفل، مشيرًا إلى أن اللحظة كانت تاريخية بكل المقاييس، سواء من حيث رمزية الحدث أو قيمته الثقافية العالمية.

إشادة بروح الفريق
وتابع المخرج المصري حديثه مشددًا على أن الفضل في نجاح الحدث يعود إلى العمل الجماعي المنظم الذي رافق جميع مراحل التحضير والإنتاج، حيث قال:”أنا فعلاً فخور بكل فرد ساهم في الاحتفالية الضخمة المشرفة، أما فريق الإخراج والبث التلفزيوني فهو فريق عظيم، محترف ومنظم ومشرف على كل المستويات.”
وأكد مهنا أن الفريق الفني الذي أدار الحفل اعتاد التعامل مع أحداث ضخمة في السنوات الماضية، ويملك من الخبرة والالتزام ما يجعله على قدر المسؤولية في أي مناسبة وطنية، مضيفًا أن جميع المشاركين قدموا أفضل ما لديهم لإخراج الحفل بالصورة التي تليق بمكانة مصر وتاريخها العريق.
رصيد من الإنجازات الوطنية
وفي رسالته، استعاد المخرج الكبير سلسلة من الإنجازات التي وُقّعت باسمه خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن خبرته الممتدة في إخراج الفعاليات الكبرى تمثل رصيدًا حقيقيًا لكل ما يُنفذ اليوم من مشاريع فنية ووطنية.
وأشار مهنا إلى أنه سبق أن تولى إخراج عدد من الأحداث التي رسخت في ذاكرة المصريين والعالم، أبرزها موكب المومياوات الملكية الذي نال إشادة عالمية واسعة، وافتتاح طريق الكباش في الأقصر، وقمة القاهرة للسلام، إضافة إلى احتفالات تخرّج دفعات الأكاديمية العسكرية المصرية، والاحتفالية باليوبيل الذهبي لحرب أكتوبر.
كما أخرج عددًا من الفعاليات الفنية والثقافية الكبرى مثل منتدى شباب العالم، وافتتاح مدن أسوان والمنصورة وسوهاج والمنيا الجديدة، إضافة إلى مهرجانات العلمين الجديدة التي شارك فيها عدد من كبار نجوم الغناء العربي مثل أنغام وأصالة وآمال ماهر وتامر عاشور.
وقال مهنا في ختام رسالته:”مبروك لبلدنا هذا الإنجاز التاريخي بافتتاح المتحف المصري الكبير، وكل الشكر والتقدير لكل فرد ساهم في هذا العمل المشرف الذي يعكس صورة مصر المشرقة أمام العالم.”

انتقادات واسعة على وسائل التواصل
ورغم فخر مهنا واعتزازه بالمشاركة، لم يَسلم الحفل من انتقادات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر عدد من المستخدمين أن الإخراج التلفزيوني لم يكن بالمستوى المتوقع من حدث بهذا الحجم، إذ ركّزت التعليقات على ضعف زوايا التصوير وتقطيع اللقطات بشكل غير منسق، إلى جانب غياب اللقطات الواسعة التي تُبرز عظمة موقع المتحف وتفاصيل العروض الفنية.
ورأى آخرون أن التغطية لم تنجح في إبراز جمالية الحدث ورونق العرض الفني، معتبرين أن الصورة التلفزيونية لم تعكس الزخم البصري والمعماري للمتحف المصري الكبير، الذي يعدّ من أكبر الصروح الأثرية في العالم ومن أهم المشاريع الثقافية التي شهدتها مصر في العقود الأخيرة.
مطالبات بالمراجعة والتطوير
دعا بعض المتابعين والخبراء الإعلاميين إلى ضرورة مراجعة التجارب الفنية في الإخراج التلفزيوني للمناسبات الوطنية الكبرى، مؤكدين أن مصر تمتلك كوادر متميزة وخبرات قادرة على تقديم مستوى بصري عالمي إذا توفرت لها الإمكانات التنظيمية والتقنية الكاملة.
وأشار محللون إلى أن حجم التوقعات الكبيرة من الحفل جاء نتيجة لما حققته مصر سابقًا في تنظيم أحداث ضخمة لاقت إعجابًا عالميًا، مثل موكب المومياوات الذي أدهش العالم عام 2021، ما جعل الجمهور يقارن بين التجربتين بعيون نقدية صارمة.

حدث استثنائي رغم الجدل
ورغم الانتقادات، أجمع كثير من المراقبين على أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل إنجازًا حضاريًا وتاريخيًا ضخمًا، يليق بمكانة مصر ودورها الرائد في حفظ التراث الإنساني. كما رأى البعض أن الجدل الدائر حول الإخراج لا يقلل من قيمة الحدث نفسه، بل يعكس اهتمام الجمهور المصري والعربي بالفن والإبداع والإنتاج الإعلامي الراقي.
في النهاية، بدا أن المخرج هاني مهنا اختار أن يواجه الانتقادات بروح المسؤول والواثق من عمله، مؤكدًا أن إخراج احتفال افتتاح المتحف كان شرفًا كبيرًا له، وأن ما تحقق على الأرض هو نتاج جهد جماعي وطني يستحق التقدير، مهما تباينت وجهات النظر حول تفاصيل الصورة التلفزيونية.
