الإمارات– السابعة الإخبارية
مدارس الإمارات.. في بادرة تربوية تعكس التزام المؤسسات التعليمية في دولة الإمارات بالتحول نحو التعليم المستدام، أعلنت مدارس حكومية في مختلف إمارات الدولة عن تفعيل مبادرة «إعادة تدوير الكتب» للعام الأكاديمي 2024-2025. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز ثقافة الاستدامة البيئية، وتحقيق التوازن بين التنمية وجودة الحياة، من خلال إشراك الطلبة وأولياء الأمور في ممارسات بيئية مسؤولة.

مدارس الإمارات تهدف المبادرة إلى إعادة استخدام الكتب
تهدف المبادرة إلى إعادة استخدام الكتب المدرسية المستعملة أو تدويرها بطريقة آمنة ومستدامة، بما يسهم في الحد من الهدر الورقي، وتقليل البصمة البيئية للنظام التعليمي، وبما يتماشى مع الرؤية الوطنية لدولة الإمارات نحو بيئة نظيفة ومجتمع واعٍ.

مدارس الإمارات: فترة تسليم محددة وتنظيم دقيق
ووفقاً للتعليمات الصادرة عن إدارات المدارس، تم تحديد فترة زمنية لاستلام الكتب المعاد تدويرها، بحيث تستمر حتى نهاية شهر يوليو الجاري. وأشارت الإدارات إلى أن استقبال الكتب سيتم يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع، في مقار المدارس التي تم تجهيزها بمناطق مخصصة لجمع الكتب، مع تعيين فرق عمل لمتابعة العمليات وتنظيمها بدقة وفعالية.
وأكدت إدارات المدارس في رسائل موجهة إلى أولياء الأمور أن هذه المبادرة تأتي ضمن الخطة الوطنية لتطوير قطاع التعليم، وتفعيل دوره في دعم الاستراتيجيات البيئية، مشيرة إلى أن الطلاب المشاركين في عملية تسليم الكتب سيحصلون على شهادات تقدير، تشجيعاً لهم على المشاركة الإيجابية، وتحفيزاً للطلبة على تبني ثقافة العطاء والمسؤولية المجتمعية.
دعم للهوية الوطنية والاستراتيجية البيئية
وأوضحت المدارس أن هذه المبادرة تنسجم مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للاستدامة البيئية، وتُسهم في ترسيخ الهوية الوطنية، من خلال تعزيز مفهوم العمل التطوعي والتعاون البنّاء بين أطراف العملية التعليمية. كما تهدف المبادرة إلى تعزيز قيم المسؤولية، والانتماء، والحفاظ على الموارد، ما يشكل أحد المحاور الأساسية في رؤية الدولة لبناء جيل واعٍ بيئيًا ومجتمعيًا.
وتسعى المدارس من خلال هذا المشروع إلى إحداث تغيير حقيقي في السلوك اليومي للطلبة تجاه المواد التعليمية المستهلكة، وتحفيزهم على التفكير بمسؤولية تجاه بيئتهم ومجتمعهم.
خطوة نحو تحقيق “صفر أوراق” في المؤسسات التعليمية
تأتي هذه المبادرة في وقت تشهد فيه دولة الإمارات تحولات رقمية واسعة، حيث تسعى المؤسسات إلى تقليل الاعتماد على الورق بشكل تدريجي، بما يحقق الهدف الطموح بـ«صفر أوراق» في بيئة العمل والمؤسسات التعليمية. وتعتبر إعادة تدوير الكتب إحدى الخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف، من خلال الإدارة الفعالة للمواد التعليمية بعد استخدامها، وتقليل كمية النفايات الورقية الناتجة عن العام الدراسي.
كما تتقاطع هذه المبادرة مع أهداف مبادرة التحول الرقمي، حيث يُشجع الطالب على الاستفادة القصوى من المحتوى التعليمي الرقمي، وتتحول المدرسة إلى مركز للابتكار والتفكير المستدام.
أدوار تنظيمية ومجتمعية محورية
أشارت إدارات المدارس إلى أهمية دور مديري المدارس والمعلمين في نجاح المبادرة، من خلال تحفيز الطلبة على التفاعل، وتنظيم حملات توعوية، وتخصيص مساحات لتجميع الكتب المستعملة. كما تم تكليف فرق إشرافية بمتابعة عمليات الفرز، والتأكد من سلامة الكتب، قبل نقلها إلى الجهات المختصة لإعادة التدوير أو إعادة الاستخدام.
كما أكدت الإدارات على أهمية شراكة أولياء الأمور، الذين يمثلون حلقة وصل رئيسية بين المدرسة والمجتمع، في توجيه الأبناء وتشجيعهم على الالتزام بالممارسات البيئية الإيجابية.

مستقبل بيئي واعد يبدأ من المدارس
تُعد مبادرة تدوير الكتب جزءاً من توجه شامل تتبناه الدولة لترسيخ ثقافة الاستدامة في الأوساط التعليمية، والتي باتت جزءاً لا يتجزأ من المنهج التربوي والتعليمي. ومن خلال هذه الخطوة، تتعزز القيم البيئية في أذهان الطلبة، ويتحوّل السلوك البيئي من مجرد وعي نظري إلى ممارسات عملية ملموسة.
كما تسهم هذه المبادرات في بناء جيل قادر على التفاعل مع التحديات البيئية المستقبلية، ومؤهل لتحمل المسؤوليات المجتمعية، وهو ما يعزز مكانة الإمارات في مصاف الدول الرائدة في التعليم المستدام والتنمية الخضراء.

وفي ظل التفاعل الإيجابي الذي أبدته المدارس والطلاب وأولياء الأمور، من المتوقع أن تتوسع المبادرة لتشمل جوانب أخرى من إعادة التدوير، مثل الأوراق، والأجهزة، والمواد التعليمية الأخرى، في سبيل خلق بيئة مدرسية نموذجية تراعي التوازن بين التعليم والبيئة.
<
نبارك لطلابنا أوائل الثانوية العامة على مستوى الدولة تفوقهم ..
موزة ومهند ومهرة وعبدالله وحبيبة وروضة وعبدالله وحميد … يستحقون أن نذكر أسماءهم .. لأننا نفخر بهم .. ونبارك لأهلهم .. ونبارك ونفخر بجميع خريجي الثانوية العامة في دولة الإمارات …ونبارك لأسرهم ولآبائهم وأمهاتهم ..… pic.twitter.com/ZjF8DrotFl
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) June 29, 2025
/p>