القاهرة – السابعة الاخبارية
مدحت العدل، أثار السيناريست والمنتج المصري مدحت العدل موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عقب تصريحاته الصادمة حول سناء نبيل، المطربة الشابة وحفيدة كوكب الشرق أم كلثوم، بعد أن أعلن أنها قررت اعتزال الغناء وارتداء الحجاب، معتبرًا أن هذا القرار جاء بدافع ديني مرتبط بتحريم الفن.
وجاءت تصريحات العدل خلال ندوة عقدت على هامش افتتاح المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين بالقاهرة، حيث تحدّث بشفافية عن موقف شخصي جمعه بعائلة سناء نبيل، وفجّر من خلاله نقاشًا واسعًا بين جمهور الفن ورواد منصات السوشيال ميديا.
مدحت العدل يصدم الجمهور بتصريحاته عن حفيدة أم كلثوم واعتزالها الغن
قال العدل إنه كان يبحث عن وجه غنائي جديد لتقديمه في أحد أعماله المسرحية، وخطر بباله اسم سناء نبيل، التي لفتت الأنظار خلال مشاركتها قبل سنوات في برنامج “ذا فويس كيدز”، وأشاد كثيرون بموهبتها التي اعتبرها البعض امتدادًا لتراث أم كلثوم الغنائي.
وأوضح أنه تواصل مع والد سناء، إلا أنه فوجئ برد غير متوقع:
“قال لي إنها اعتزلت الغناء تمامًا وقررت ترتدي الحجاب”، مضيفًا: “اتصدمت لما قالولي حفيدة أم كلثوم اتحجبت واعتزلت.. لما سألت عليها بعد ما شفتها في ذا فويس كيدز.. تخيلوا أم كلثوم فين وحفيدتها فين.. شوفوا إحنا وصلنا لإيه”.
وأكد مدحت العدل أنه لا يعارض الحجاب كخيار شخصي، لكنه عبّر عن استغرابه من الربط بين الفن والتحريم، معتبرًا أن مثل هذا القرار يمثل تراجعًا في الفكر المجتمعي، وأن الفن رسالة سامية لا يجب أن يُنظر إليه من زاوية دينية ضيقة.
ردود أفعال متباينة.. حرية شخصية أم إساءة مقنّعة؟
تصريحات العدل قوبلت بموجة انتقادات لاذعة من عدد كبير من المتابعين، الذين رأوا في حديثه نوعًا من الوصاية الفكرية على قرارات الأفراد الشخصية، وخاصةً تلك المتعلقة بالقناعات الدينية. واعتبر كثيرون أن حديثه عن “حفيدة أم كلثوم” يحمل في طياته تقليلاً من حرية الاختيار الفردي، حتى لو كانت تتعارض مع تصورات المجتمع الفني.
كتب أحد المغردين على “تويتر”:
“بغض النظر عن كونها حفيدة أم كلثوم أو لا، دي إنسانة اختارت طريقها بحرية، من حقها تلبس الحجاب أو تعتزل الفن.. مش المفروض نحاكم الناس على اختياراتهم الدينية”.
وغرّدت ناشطة أخرى:
“مدحت العدل نسي أن الفن الحقيقي لا يتعارض مع الحجاب، وفيه فنانات محجبات قدمن أعمالًا راقية، لكن إن حد يختار يبتعد عن الأضواء عشان قناعته، دي حرية شخصية لا تستحق السخرية”.
في المقابل، أيد البعض وجهة نظر العدل، معتبرين أن التخلي عن الفن بسبب فتاوى متشددة يهدد بنضوب المواهب ويُفقد الساحة الفنية تنوعها وثراءها. وأشار آخرون إلى أن الحجاب والفن ليسا بالضرورة في تضاد، مستشهدين بنماذج لفنانات دمجن بين الالتزام الديني والفني.
من هي سناء نبيل؟
سناء نبيل هي مغنية شابة كانت قد أثارت الإعجاب بصوتها القوي وأدائها الكلاسيكي، وبرزت كواحدة من أبرز الأصوات الصاعدة بعد ظهورها في برنامج “ذا فويس كيدز”. وأشارت تقارير سابقة إلى أنها تنتمي لفرع عائلي من نسب كوكب الشرق أم كلثوم، ما جعل منها موضع اهتمام كبير في الأوساط الإعلامية والفنية.
رغم انطلاقتها القوية، لم تستمر سناء في الظهور الفني خلال السنوات الأخيرة، حتى جاء تصريح العدل ليكشف عن قرارها المفاجئ باعتزال الغناء وارتداء الحجاب، وهو ما لم تُعلن عنه بنفسها حتى الآن، مما أضفى على التصريحات طابع المفاجأة.
في خلفية الحدث: افتتاح مقر جمعية المؤلفين والملحنين
تصريحات العدل جاءت خلال افتتاح مقر جمعية المؤلفين والملحنين في حضور عدد من الشخصيات البارزة، على رأسهم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الذي تم تكريمه خلال الحفل، إلى جانب الشاعر جمال بخيت وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعية وفنانين وإعلاميين.
في كلمته خلال الافتتاح، أكد مدحت العدل أن الجمعية تسعى إلى أن تكون درعًا لحماية حقوق المؤلفين والملحنين في مصر، مشيرًا إلى أن المقر الجديد يمثل بداية مرحلة أكثر شفافية وعدالة في إدارة حقوق الملكية الفكرية، ومشدّدًا على أن الفن الحقيقي يجب أن يُحترم ويُدعم في كل مراحله.
بين احترام الحريات والحفاظ على الإرث الفني
ما بين حرية الاعتقاد والاختيار الشخصي، والحفاظ على الإرث الفني والثقافي، يقف الجدل الحالي حول قرار سناء نبيل ووجهة نظر مدحت العدل في منطقة رمادية، تعكس التحديات التي يعيشها الوسط الفني في التعامل مع قضايا الدين، والحرية، والإبداع.
وقد فتح الحادث النقاش مجددًا حول قدرة المجتمع الفني على احتواء التعدد والاختلاف، ومدى تقبّل الوسط لخيارات أبنائه، سواء اختاروا البقاء في دائرة الأضواء أو الخروج منها لأسباب دينية أو شخصية.
وبينما لم تُعلّق سناء نبيل حتى الآن على تصريحات العدل، يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون صمتها موقفًا، أم أننا سنسمع قريبًا صوتها من جديد، سواء بالغناء أو بالكلمات؟