اليمن- ضيف الله الصوفي
تصدر الطفل اليمني محمد فواز العامر، 12 عاماً، منصات التواصل الاجتماعي، وأبهر الآف من متابعيه بتقديم فقرة قصيرة تتضمن رسالة ثقافية أو دعوة سياحية يهدف من خلالها إلى إظهار وجه اليمن الحضاري والثقافي وآثاره ومعالمه الخالدة والصامدة منذ فجر التاريخ، والتي تدل على حضارة الإنسان اليمني منذ القدم وتطلعه إلى الدور الكبير الذي يجب أن يقوم به في تطور وازدهار وطنه وفق تعبيره.
فمن أعلى أحد المرتفعات الجنوبية، بمدينة تعز اليمنية، بدأت مسيرة العامر، حاملاً في جوهره موهبة نقية قادمة من ريف محافظة تعز شمالي اليمن، وعندما ظهر لأول مرة في مقطع نشره على صفحته في فيسبوك، واصفًا التفاصيل الصباحية الجميلة التي تحيط به، معبراً عن جمال عادات أهل المدينة، لينفرد الصغير بأسلوب رشيق في التقديم، ولغة جذابة تأسر السامع خطفت إعجاب من حوله ونالت ثناء الكثيرين.
وكشف الطفل محمد فواز العامر في حواره مع “السابعة الإخبارية” بأن يسعى إلى أن يكون سفير الطفولة في اليمن السعيد الذي بات حزيناً بسبب أزماته المتلاحقة، ووأضاف:” أعرف أنني موهوب بالإلقاء والخطابة لكنيي لا أطمح أن اكون مذيعاً وحسب بل إنني انشد أن أكون رمزًا ثقافياً، في بلد جوهره التعايش ومعدنه الحكمة، حاملاً رسالة سلام من ركام البلد المنكوب إلى العالم، من خلال إيصال رسائل للمنظمات الحقوقية والإنسانية ولفت أنظارهم إلى ما يعانيه ملايين الأطفال اليمنيين من نقص في الغذاء والدواء وحرمان من التعليم ومن أدنى مقومات الحياة.
وحسب حديثه مع “السابعة الإخبارية” فقد لفت ااعامر إلى أن أكاديمية سفراء الثقافة العربية اختارته سفيرلً للطفولة في اليمن، ويعد هذا الانظمام المبكر لإحدى المنظمات الدولية خطوة تقدم، تحسب لهذا الصغير في مسيرته، خصوصاً مع تبنيه قضايا الأطفال والدفاع عن حقوقهم.
ومن موهبة الخطابة إلى الفن، فقد برع العامر قبل 4 أعوام في إبداع تصاميم تحمل قصصاً تراثية، ليمنح تكريماً بلقب المبتكر الصغير من وزارة التجارة والصناعة باليمن، لقاء مجسماته المذهلة المصنوعة من سعف النخيل ومن القش التي حولها إلى نماذج دقيقة للمنازل والفن المعماري ومناضد ونماذج سفن ومجسمات كثيرة.
ومن المحلية حلق العامر بموهبته نحو فضاءات عربية، ونجح في خطف المركز الأول في “جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية” في مسابقة “تحدي الإلقاء” بالسعودية لعام 2022، ومثلت له هذه الجائزة انتقاله من الحضور المحلي إلى الإقليمي من بين آلاف المتسابقين.
وإلى ذلك،فقد بات ينظر إلى العامر كظاهرة ثقافية وكبادرة يمنية جميلة،واصبح هذا الطفل الموهوب الذي يضيء بإشعاعات الأمل، نموذجاً ملهماً لكثير من أبناء جيله على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعد بالنسبة له النافذة الأكثر سهولة للوصول إلى الجمهور وعرض المواهب وإيصال الرسائل المجتمعية المؤثرة في مختلف فئات المجتمع، ويحرص محمد دائما على التواصل مع جمهوره ومحبيه من خلال نشر فيديوهات بشكل مستمر، لعرض حالة الطقس وبعض جوانب البيئة، وسط تشجيع كبير من الصغار والكبار من داخل اليمن وخارجه.