مصر – السابعة الإخبارية
عاد الفنان المصري مراد مكرم إلى واجهة الاهتمام الإعلامي وتصدّر محركات البحث خلال الساعات الماضية، بعد منشور لافت شاركه عبر حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»، طالب فيه وزارة الثقافة المصرية بالتحرك العاجل لتسجيل «الكحل» رسميًا في منظمة اليونسكو باعتباره عنصرًا أصيلًا من عناصر التراث المصري القديم.
وأثار هذا الطلب موجة واسعة من التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيدين أثنوا على دعوته، وآخرين اعتبروا أنها خطوة ضرورية لحماية موروث تجميلي ضارب في جذور الهوية الفرعونية.
دعوة لحماية التراث المصري
وقال مكرم في منشوره:
«أرجو من وزارة الثقافة سرعة أخذ اللازم من إجراءات لتسجيل الكحل باسم مصر في اليونسكو، حيث إن لديها كل الإثباتات متاحة من الأثريين المصريين».
وقد فتح هذا التصريح باب نقاش واسع حول أهمية صون الموروثات المصرية من الاندثار أو الاستحواذ الثقافي، خصوصًا أن «الكحل» يُعد جزءًا جوهريًا من تاريخ الجمال في مصر القديمة، وله جذور تمتد لآلاف السنين، حيث استخدمه المصريون القدماء لأغراض تجميلية وطبية وروحية. واعتبر نشطاء على مواقع التواصل أن مبادرة مكرم يجب أن تكون بداية لحملة أكبر تشمل ملفات تراثية أخرى.

تفاعل جماهيري واسع
لاقى المنشور انتشارًا سريعًا على منصات «فيسبوك» و«إكس» و«إنستغرام»، حيث عبر عدد كبير من المتابعين عن تأييدهم للفكرة، مؤكدين أن الكحل أحد أبرز الرموز التي عُرفت بها الحضارة المصرية القديمة، وأن حمايته وتسجيله دوليًا يعدان خطوة نحو إعادة الاعتبار إلى إسهامات المصريين التاريخية في صياغة مفهوم الجمال في العالم.
وانتشرت تعليقات تشيد بوعي مراد مكرم وحرصه على التراث الثقافي، معتبرين أن مبادرته تعكس حسًا وطنيًا وتاريخيًا، خصوصًا في ظل المحاولات المتكررة لبعض الثقافات لإعادة نسب عناصر تراثية تعود جذورها إلى مصر وحضارتها العريقة.
مراد مكرم يعود إلى الواجهة من جديد
ولم يكن ظهور مكرم في دائرة الضوء مقتصرًا على دعوته التراثية؛ إذ سبقه نجاح كبير حققه من خلال مشاركته في مسلسل «ورد وشوكولاتة»، الذي نال متابعة لافتة خلال الفترة الماضية. وتصاعد الاهتمام بالفنان بعد تألقه في العمل الذي يضم كوكبة من النجوم، أبرزهم: محمد فراج، زينة، مريم الخشت، صفاء الطوخي، مها نصار، عمرو مهدي، وبسام رجب.
المسلسل من تأليف محمد رجاء وإخراج محمد العدل، ويتكون من 10 حلقات فقط، لكنه ساهم في إبراز قدرات مراد مكرم التمثيلية بشكل أعمق، خصوصًا في تجسيده لشخصية مركبة داخل حبكة درامية اعتمدت على الإثارة النفسية والغموض.
أحداث الحلقة الأخيرة… صراع بين الذاكرة والذنب
شهدت الحلقة العاشرة والأخيرة من «ورد وشوكولاتة» ذروة درامية مشوقة، تمثلت في عودة شخصية «مروة» التي تؤديها الفنانة زينة، رغم أن الأحداث السابقة كشفت مقتلها على يد «صلاح» (محمد فراج) و«وليد» (مراد مكرم) في الحلقة الثامنة.
لكن عودتها لم تكن حقيقية، بل جاءت في صورة هلاوس نفسية تطارد صلاح، بعد انكشاف تفاصيل الجريمة التي ارتكبها، لتتحول شخصية مروة إلى مرآة تكشف لصلاح حقيقة جرمه. إذ بدأت تظهر له في الهاتف، وفي اللحظات التي يحاول فيها الهروب من شعوره بالذنب، لتفرض عليه مواجهة حقيقية وصدامًا مباشرًا مع ضميره.
وتصاعدت هذه الهلاوس لتصبح محاكمة داخلية قاسية، تهاجمه فيها مروة بكلمات تحمل وعيدًا، إذ تخبره بأنه لن ينجو من عواقب جريمته إلا عندما يواجه مصيره ويدفع الثمن. كما تهدده بأن نهايته لن تكون سوى حبل المشنقة، في مشاهد اتسمت بالشحنة العاطفية العالية والأداء المتقن.

ذروة التوتر لحظة القبض
ويبلغ التصعيد الدرامي ذروته عند لحظة القبض على صلاح رسميًا، حيث تظهر له مروة من جديد بينما يُقتاد إلى سيارة الشرطة، لتقول له في واحد من أكثر المشاهد تأثيرًا:
«متخافش يا صلاح… أنا مش هسيبك. هاجي أزورك… وهجيبلك عيش وحلاوة… ولا أقولك؟ خليها ورد وشوكولاته».
هذه الجملة الختامية التي جاءت كإشارة رمزية إلى عنوان العمل، أنهت المسلسل بدائرة مغلقة تجمع بين الجريمة وعقابها، وتؤكد الرسالة الإنسانية والنفسية التي يقدمها: أن خطايا الإنسان تظل تطارده مهما حاول الهرب، وأن الحقيقة تظهر حتى لو خبأتها الجدران.
ما بين دعوته لتوثيق الكحل كتراث مصري أصيل، وتألقه الفني في «ورد وشوكولاتة»، نجح مراد مكرم في أن يكون محورًا للنقاش العام في الأيام الأخيرة. وقد رأى كثيرون أن مبادرته للحفاظ على التراث تؤكد الدور الذي يمكن أن يلعبه الفنانون في الدفاع عن الهوية الثقافية، في وقت تتزايد فيه أهمية حماية الموروثات من التلاشي أو الاستغلال الخاطئ.

