السعودية- السابعة الإخبارية
شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من التفاعل بعد انتشار مقطع فيديو طريف لوزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، خلال مشاركته في التقاط صورة جماعية مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة. ورغم الطابع الرسمي للحدث، نجح الوزير في إضفاء روح مرحة على اللحظة بطريقة خطفت الأنظار.
مزحة عفوية تتحول إلى حديث المنصات
الفيديو المتداول أظهر الأمير عبدالعزيز وهو يتوجّه إلى الحاضرين بعبارة طريفة قائلاً:
«لدينا في السعودية طبق اسمه جريش… قولوا جريش بدل تشيز.»
وكما هو متعارف عليه، تُستخدم كلمة “تشيز” عند التقاط الصور لانتزاع ابتسامة متناسقة من الجميع، لكن الوزير اختار استبدالها باسم أحد أشهر الأطباق السعودية التقليدية، في إشارة خفيفة الظل إلى الثقافة المحلية. هذا التحوّل المفاجئ من كلمة إنجليزية مألوفة إلى لفظ سعودي خالص أظهر جانبًا مرحًا من شخصية الوزير، وأضفى نكهة ثقافية خاصة على المشهد.
عبدالعزيز بن سلمان
عندنا صحن نسميه ” جريش ” 😍🇸🇦🇸🇦
لقطات عقب توقيع اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية، واتفاقية إطار التعاون في سلاسل الإمداد بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. pic.twitter.com/RhvWhsmEgp
— موجز الأخبار 🇸🇦 (@KSA24) November 19, 2025
>
احتفالية رسمية… وروح مرحة تكسر البروتوكول
تعود تفاصيل المقطع إلى مناسبة بروتوكولية أقيمت عقب توقيع اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، إلى جانب اتفاقية إطار للتعاون في سلاسل الإمداد. ورغم أهمية الحدث وارتفاع مستوى الحضور الدبلوماسي، فإن اللحظة لم تخلُ من البساطة والعفوية.
كان الجميع يستعدون لالتقاط الصورة التذكارية، قبل أن يباغتهم الأمير عبدالعزيز بن سلمان بعبارته التي بدت أقرب إلى دعابة اجتماعية يتداولها السعوديون يوميًا، الأمر الذي أثار ضحكات الحاضرين وكسر جمود اللحظة الرسمية.

انتشار واسع… وتفاعل إيجابي
ما إن انتشر الفيديو عبر منصة “إكس” وبقية وسائل التواصل، حتى انهالت التعليقات التي أشادت بروح الدعابة التي يتمتع بها وزير الطاقة. واعتبر كثيرون أن هذه اللفتة تمثل نموذجًا للبساطة والتلقائية التي تميز بعض المسؤولين السعوديين في المناسبات الدولية.
كما رأى آخرون أن استخدام «الجريش» في هذا السياق ليس مجرد مزحة، بل يحمل إشارة ذكية إلى تقديم الثقافة السعودية بطريقة عفوية وجاذبة أمام شخصيات عالمية. بعض المستخدمين ذهب إلى القول إن مثل هذه التفاصيل الصغيرة تساعد على تعزيز الصورة الإيجابية للمجتمع السعودي وتقاليده.
ثناء من مثقفين وإعلاميين
ومن بين أبرز التفاعلات التي لاقت انتشارًا، ما نشرته الدكتورة هيفاء حمد الراشد عبر منصة “إكس”، حيث كتبت:
«بذكائه المعهود وروحه المرحة، يرسّخ الأمير عبدالعزيز بن سلمان أهمية الاعتزاز بالتراث والثقافة السعودية.»
هذا التعليق لقي انتشارًا واسعًا، وتم تداوله باعتباره تأكيدًا على الدور الذي يلعبه المسؤولون السعوديون في إبراز ثقافتهم المحلية في المحافل الدولية—ليس فقط من خلال التصريحات الرسمية، بل أيضًا عبر لفتات بسيطة تعكس روح المجتمع.
رمزية «الجريش»… أكثر من مجرد طبق
اختيار الوزير لطبق «الجريش» لم يكن تفصيلاً عابرًا. فهذا الطبق التراثي الذي يرتبط بذاكرة المطبخ السعودي يشكّل رمزًا من رموز الضيافة وتاريخ الموروث الشعبي. ورغم أن اللحظة كانت كوميدية في ظاهرها، إلا أن الكثيرين اعتبروا أنها تحمل رسالة غير مباشرة حول الافتخار بالثقافة المحلية، وأن السعودية — رغم انفتاحها الواسع وتطورها المتسارع — لا تزال متمسكة بجذورها.

بين الرسمية والعفوية… صورة تعكس الثقة
يميل كثير من المتابعين إلى الاعتقاد بأن ظهور المسؤولين بروح مرحة في سياقات رسمية يسهم في تعميق التواصل الإنساني وتخفيف أجواء البروتوكول. وقد اعتبر محللون في التعليقات أن هذه اللقطة تعكس ثقة المملكة في حضورها الدولي، وقدرتها على الظهور بصورة متوازنة تجمع بين الدبلوماسية والإنسانية.
كما أشار البعض إلى أن هذا الفيديو جاء في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية–الأمريكية مرحلة تعاون متقدم في مجالات الطاقة والاقتصاد والتقنية، مما جعل اللحظة تبدو أقرب إلى رسالة ودّية تُظهر روح الانسجام بين الوفدين.
خاتمة: لقطة صغيرة… ورسالة كبيرة
رغم أن المقطع لم يتجاوز ثوانٍ معدودة، إلا أنه تمكّن من جذب اهتمام المتابعين، ليصبح حديث منصات التواصل طوال ساعات. وبينما جاءت التعليقات في معظمها إيجابية، رأى كثيرون أن هذه المزحة العفوية تعبّر عن جانب من شخصية الأمير عبدالعزيز، وتُظهر كيف يمكن لخطوة بسيطة أن تعزز صورة بلاد بأكملها عبر لمسة إنسانية لطيفة.
وبين الرسمي والمرح، وبين السياسة والثقافة، أثبت هذا المشهد أن التفاصيل الصغيرة قد تحمل رسائل كبيرة—وأن «الجريش» هذه المرة كان أبلغ من «تشيز».
