الكويت – السابعة الإخبارية
تمكّنت الأجهزة الجمركية في مطار الكويت – مبنى الركاب T4 من تسجيل إنجاز أمني جديد، بعدما أحبطت محاولة تهريب كمية من مادة الحشيش المخدّرة كانت مخبّأة داخل أحشاء مسافر أوروبي وصل إلى البلاد على متن رحلة قادمة من مطار هيثرو في لندن. وتعدّ هذه العملية واحدة من أبرز الضبطيات التي تشهدها النقاط الجمركية خلال الفترة الأخيرة، لما حملته من أساليب تهريب خطرة تهدد صحة المهرب ذاته قبل أن تهدد المجتمع.
بداية العملية… معلومات سرية تقود إلى اليقظة
وبحسب مصادر جمركية مطّلعة، فقد انطلقت خيوط القضية من معلومات سرّية دقيقة وردت إلى إدارة البحث والتحري الجمركي، تفيد بأن أحد المسافرين المقرّر وصولهم إلى الدولة يعتزم تهريب مواد محظورة عبر إخفائها داخل جسمه لتفادي أجهزة الكشف التقليدية. وعلى ضوء هذه المعلومات، وبالتنسيق مع إدارة جمارك المطار، وُضِع المسافر تحت مراقبة مشددة منذ لحظة نزوله من الطائرة وحتى وصوله إلى صالة التفتيش.
وتشير المصادر إلى أن سلوك المسافر بدت عليه علامات الارتباك والقلق، ما عزّز الشبهات وأكد ضرورة التعامل بحذر مع الحالة، خصوصاً أن هذا النوع من التهريب يعدّ من أخطر الأساليب التي يستخدمها المهربون، نظراً لاحتمال تسرّب المواد المخدّرة داخل جسمهم وتعرضهم لمضاعفات خطيرة.

312 غراماً في الضبط الأولي… والكشف الطبي يرفع الكمية
ووفق بيان رسمي صادر عن الإدارة العامة للجمارك، فقد تم ضبط المسافر داخل صالة الجمارك بعد إخضاعه للفحص الأولي والتحقيق، والعثور بحوزته على 312 غراماً من الحشيش داخل أحشاءه، تم استخراجها بعد إجراءات فنية متخصصة داخل المطار.
وبعد الاشتباه في وجود كمية أخرى داخل جسمه، جرى تحويله مباشرة إلى مستشفى الفروانية لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة باستخدام الأشعة والتحاليل، ليتم التأكد من وجود كبسولات أخرى لم يُتمكن من استخراجها في المرحلة الأولى. وأسفرت الإجراءات الطبية اللاحقة عن استخراج بقية المخدرات، ليرتفع إجمالي ما كان ينوي إدخاله إلى البلاد إلى 412 غراماً.
وأوضحت الجمارك أن هذه الكمية كانت موزعة في كبسولات صغيرة ابتلعها المهرب قبل صعوده للطائرة، وهي طريقة شديدة الخطورة قد تودي بحياة حاملها في حال انفجار إحدى الكبسولات، نظراً لتركيز المادة المخدّرة داخلها.
جهود متواصلة لحماية المجتمع
وأكدت الإدارة العامة للجمارك أن هذه العملية تعكس جاهزية عالية ويقظة مستمرة لرجال جمارك المطار ووحدات البحث والتحري، مشيرة إلى أن الكوادر الجمركية تعمل على مدار الساعة لمواجهة أساليب التهريب المتجددة، التي يحاول المتورطون فيها استغلال السفر، وتغيّر طرق التفتيش، وأساليب الإخفاء المختلفة لتمرير المواد المحظورة.
وأضافت الإدارة في بيانها أن إحباط تهريب هذه الكمية جاء في إطار سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي تطبقها الجمارك، سواء باستخدام أجهزة فحص متطورة، أو عبر التدريب المكثّف للعاملين على ملاحظة السلوكيات المشبوهة والتعامل معها بسرعة واحترافية.

أساليب تهريب خطيرة تواجهها الجمارك
وترى مصادر أمنية أن تهريب المخدرات داخل الأحشاء يُعدّ من أخطر وسائل التهريب التي تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الجهات الجمركية والصحية، وأن العمليات الناجحة في هذا النوع من الضبطيات تعتمد على التحليل السلوكي للمسافر والتدقيق في حركاته ونظراته ومظهره، إضافة إلى الاعتماد على المعلومات الاستباقية التي تصل عبر قنوات سرية أو أجهزة استخبارية.
وأشار مختصون إلى أن تهريب المخدرات بهذه الطريقة يشكل تهديداً مزدوجاً، فهو يمثل خطراً على حياة المهرب بسبب مخاطر انفجار الكبسولات، كما يهدد أمن المجتمع في حال تمكن من إدخال هذه المواد وترويجها.
المهام الجمركية… خط الدفاع الأول
وتؤكد الجمارك الكويتية في تصريحاتها أن عناصرها يؤدون دوراً بالغ الأهمية باعتبارهم خط الدفاع الأول ضد تهريب المخدرات، وأنهم يعتمدون في عملهم على الدمج بين التكنولوجيا الحديثة والخبرة الميدانية، ما ساعد في كشف عشرات المحاولات خلال السنوات الماضية، بعضها استخدم طرقاً مبتكرة في الإخفاء.
وتشدد الإدارة على أن حماية المجتمع من المواد المخدّرة هي مسؤولية وطنية تتطلب مشاركة جميع الجهات، إلى جانب توعية الشباب وإشراك الأسرة في جهود الحد من انتشار هذه الآفات.
ختاماً… يقظة تحمي الأمن واستراتيجية مستمرة
وتعكس هذه الضبطية مدى تطور المنظومة الأمنية الجمركية في الكويت، وقدرتها على مواكبة أساليب التهريب المتغيّرة، والتعامل معها بسرعة وكفاءة. كما تسلّط الضوء على النجاح الكبير الذي تحققه الجمارك في حماية المنافذ الحدودية، وتعزيز الأمن المجتمعي عبر منع وصول الممنوعات قبل تسربها إلى الداخل.
وبفضل التنسيق بين الجهات المعنية، وجهود العاملين في الميدان، تواصل الجمارك مساعيها لإحباط أي محاولات مشبوهة، وترسيخ بيئة آمنة وخالية من المخدرات، ما يجعل هذه العملية نموذجاً لفعالية الإجراءات الاستباقية وقوة الرقابة في المطار.

