أمريكا – السابعة الإخبارية
الذكاء الاصطناعي.. في عالم يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، بدأ بعض كبار المؤثرين وصنّاع المحتوى على الإنترنت في دق ناقوس الخطر، وعلى رأسهم النجم الأمريكي جيمي دونالدسون المعروف باسم MrBeast، والذي يُعد اليوم من أبرز منشئي المحتوى على منصة يوتيوب بأكثر من 200 مليون مشترك.
مؤخرًا، عبّر MrBeast عن قلقه العميق من التطور المتسارع في تقنيات الذكاء، خصوصًا في مجال إنتاج الفيديو، محذرًا من أن هذه الطفرة التقنية قد تُهدد مستقبل ملايين المبدعين حول العالم الذين يعتمدون على محتوى الفيديو كمصدر دخل رئيسي.

“إنها أوقات عصيبة”
في تغريدة نشرها على منصة X (تويتر سابقًا)، قال MrBeast:”عندما تصبح مقاطع الفيديو المُنتجة بالذكاء بنفس جودة مقاطع الفيديو الحقيقية، أتساءل كيف سيؤثر ذلك على يوتيوب وعلى ملايين المبدعين الذين يكسبون عيشهم من هذا المجال… إنها أوقات عصيبة”.
هذه العبارة المختصرة والمباشرة، لاقت تفاعلًا واسعًا بين المتابعين والخبراء، وسلطت الضوء على قضية محورية في مستقبل صناعة المحتوى الرقمي: هل يُمكن أن تحل الآلات محل البشر حتى في مجالات الإبداع والترفيه؟
أدوات جديدة.. وقلق متزايد
يأتي تحذير MrBeast تزامنًا مع إطلاق OpenAI لأداة Sora 2، وهي واحدة من أحدث أدوات إنتاج الفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي باتت متاحة الآن على نظام iOS في الولايات المتحدة.
هذه الأداة تتيح للمستخدمين إنتاج مقاطع فيديو واقعية بالكامل باستخدام الأوامر النصية فقط، وهو ما أثار ردود فعل متباينة؛ بين إعجاب بالإمكانيات التقنية، ومخاوف عميقة تتعلق بـحقوق النشر، والأصالة، وتهديد وظائف المبدعين.
من جهتها، دخلت شركة Meta أيضًا على الخط، بإطلاق موجز خاص بالذكاء الاصطناعي داخل تطبيق Meta AI، يُمكّن المستخدمين من إنشاء ومشاركة محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي مباشرة داخل تطبيقاتهم، ما يضيف المزيد من الزخم إلى هذا الاتجاه.
تناقض أم واقعية؟ MrBeast والذكاء الاصطناعي
ورغم موقفه الحالي المنتقد لتنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، فإن MrBeast لم يكن بمنأى عن استخدامه سابقًا.
ففي وقت سابق من هذا العام، شارك في تأسيس منصة ViewStats، وهي منصة متخصصة بتوفير أدوات متقدمة لمنشئي المحتوى على يوتيوب، من بينها أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء الصور المصغرة (Thumbnails).
لكن، وبعد انتقادات وُجهت له من بعض المصممين والفنانين، الذين اعتبروا أن هذه الأداة تهدد وظائفهم، قرر MrBeast سحب الأداة من المنصة، واستبدلها بمسار جديد يربط المبدعين مباشرة بمصممين محترفين لإنشاء الصور المصغرة يدويًا.
هذا التصرف يعكس وعيه المتوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وبين الحفاظ على فرص العمل البشرية في منظومة صناعة المحتوى.

مستقبل يوتيوب.. إلى أين؟
خلال السنوات الأخيرة، أصبح يوتيوب المنصة الأساسية لآلاف المحترفين وصناع المحتوى في مختلف المجالات، من التعليم والتقنية إلى الترفيه والتجارب الإنسانية. ومع دخول الذكاء الاصطناعي بقوة إلى ساحة الإنتاج، بدأ بعضهم يشعر بالتهديد الحقيقي، لا سيما مع إمكانية إنتاج محتوى عالي الجودة خلال دقائق دون الحاجة لطاقم تصوير أو تحرير أو ميزانيات ضخمة.
ومع بروز أدوات مثل Sora وRunway وPika Labs، بدأت الفجوة تتقلص بين الفيديو “البشري” والفيديو “المولّد”، ما دفع مراقبين للتساؤل:هل سيتحول يوتيوب مستقبلاً إلى ساحة تنافس بين البشر والذكاء الاصطناعي؟
وهل يمكن الوثوق في أن المنصة ستضع قواعد تنظيمية تحفظ حقوق المبدعين؟
بين التقدم والتهديد
من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي ليس شراً مطلقًا، بل يحمل فرصًا هائلة لتطوير الإنتاج وتحسين الوصول والإبداع. لكن في المقابل، تظل الشفافية، والتنظيم، وحماية حقوق المبدعين البشريين من أهم الأولويات في المرحلة المقبلة.
تصريحات MrBeast، بصفته رمزًا من رموز اليوتيوب، تُعبّر عن نبض قطاع كبير من منشئي المحتوى الذين يشعرون أن مقاعدهم في خطر إذا لم يتم التعامل مع هذه التحولات التقنية بحذر ووعي تشريعي.
الذكاء الاصطناعي في عالم الفيديو أصبح حقيقة لا مفر منها، ويبدو أن السؤال لم يعد ما إذا كان سيغير المشهد، بل كيف وبأي سرعة؟
أما MrBeast، فبدقّه ناقوس الخطر، يفتح باب نقاش ضروري على مستوى عالمي، بين تطور التكنولوجيا وحماية الإبداع البشري.
الذكاء في عالم الفيديو أصبح حقيقة لا مفر منها، ويبدو أن السؤال لم يعد ما إذا كان سيغير المشهد، بل كيف وبأي سرعة؟
أما MrBeast، فبدقّه ناقوس الخطر، يفتح باب نقاش ضروري على مستوى عالمي، بين تطور التكنولوجيا وحماية الإبداع البشري.
