تركيا – السابعة الاخبارية
مسلسل ورود وذنوب، منذ اللحظة الأولى لعرضه على شاشة Kanal D، خطف مسلسل ورود وذنوب (Güller ve Günahlar) الأضواء، ليصبح حديث الجمهور والنقاد على حدّ سواء. خلال أقل من 24 ساعة فقط، تجاوزت مشاهدات الحلقة الأولى على موقع يوتيوب حاجز المليوني مشاهدة، في رقمٍ قياسي يعكس حجم الترقّب الذي رافق انطلاق هذا العمل الدرامي المنتظر.
هذا النجاح اللافت لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة مزيجٍ مدروس من القصة الإنسانية المؤثرة، والأداء القوي لأبطاله، إلى جانب الإخراج السينمائي المميز الذي أضفى على المشاهد لمسة من الواقعية والجمال البصري.
مسلسل ورود وذنوب.. دراما مشحونة بالمشاعر والتشويق
منذ عرض البرومو الرسمي لمسلسل “ورود وذنوب”، لاحظ الجمهور أن العمل يحمل في طيّاته دراما إنسانية مشوقة تلامس القلوب.
السيناريو الذي كتبه فريق عمل NGM بقيادة الكاتبة إسراء كوتلو، يقدّم قصة متشابكة تجمع بين الحب، الغفران، والذنب، وتسلّط الضوء على قرارات صغيرة يمكن أن تغيّر مصائر شخصيات بأكملها.
تبدأ الأحداث بصورةٍ تبدو مثالية لعائلة صغيرة، قبل أن ينقلب كل شيء حين يُكشف سرّ مدفون منذ سنوات، فيتحول الهدوء إلى عاصفة من الأسئلة والمواجهات.
ومع كل حلقة، يتزايد التوتر العاطفي والتشويق الدرامي، ما يجعل المشاهدين في حالة ترقّب مستمر لما سيحدث لاحقًا.
مراد يلدريم وجيمري بايسال.. ثنائي يشعل الشاشة
من أبرز عوامل الجذب في “ورود وذنوب” هو اجتماع النجم مراد يلدريم مع الممثلة جيمري بايسال في أول تعاون بينهما. وقد أثبت الاثنان منذ الحلقة الأولى أنهما يمتلكان كيمياء فنية نادرة، انعكست في أدائهما الواقعي والمقنع.
يؤدي مراد يلدريم شخصية سرحات، الرجل الذي يعيش حياة مستقرة مع زوجته براك وابنتيه، قبل أن يكتشف أن عالمه المثالي مبني على كذبة.
في المقابل، تجسّد جيمري بايسال شخصية زينب، امرأة قوية وصريحة، تواجه الحياة بجرأة رغم جراحها الماضية.
التفاعل بين سرحات وزينب شكل محورًا رئيسيًا في الحلقة الأولى، إذ رأى المشاهدون فيهما تجانساً درامياً جذاباً يجمع بين القوة والعاطفة، بين الحذر والرغبة في الأمان. وقد علّق كثير من المتابعين على مواقع التواصل قائلين إن “الثنائي هما روح المسلسل”، معتبرين أن الكيمياء بينهما كانت من أبرز مفاتيح النجاح المبكر.
الطفلة “كادر”… نجمة صغيرة تخطف القلوب
إلى جانب الأبطال الكبار، استطاعت الطفلة يادي أرايجي أن تسرق الأضواء بأدائها العفوي والمؤثر في دور كادر، ابنة سرحات، التي أصبحت خلال ساعات قليلة من العرض حديث الجمهور.
تميز أداؤها بالصدق والعاطفة، فكانت مشاهدها مع مراد يلدريم من أكثر اللحظات تأثيراً في الحلقة الأولى.
عدد كبير من المشاهدين شبّهوا الطفلة بنجمات الدراما التركية الصغيرات اللواتي تركن بصمات لا تُنسى، مثل بيرين غوكتان وأليف ناز. وقد علّق أحد النقاد عبر منصة X (تويتر سابقاً):
“كادر ليست مجرد طفلة على الشاشة، بل مفتاح القصة ومرآة مشاعر الأبطال جميعاً.”
هذا الأداء الاستثنائي جعلها حديث الصحافة التركية، ورفع من نسبة التفاعل مع العمل، خاصة بين العائلات التي وجدت في شخصيتها لمسة إنسانية صادقة تُذكّر ببراءة الطفولة وسط تعقيدات الكبار.
قصة “ورود وذنوب”.. سرّ يبدّل مصير الجميع
يدور المسلسل حول سرحات، رجل ناجح يعيش حياة تبدو مثالية مع زوجته براك وابنتيه في منزل يسوده الهدوء والطمأنينة. لكن هذا التوازن سرعان ما ينهار حين يكتشف سراً خطيراً تخفيه براك منذ سنوات — سراً يتعلق بوجود طفل من علاقة سابقة.
هذا الاكتشاف يغيّر مجرى الأحداث بالكامل، ويقود سرحات إلى صراعٍ داخلي بين الغضب والحب، وبين الرغبة في الانتقام والحنين إلى ما كان.
في خضم هذه الفوضى، يلتقي بـ زينب، امرأة صريحة وقوية تحمل بدورها ماضيها الخاص. تنشأ بينهما علاقة إنسانية تتطور تدريجياً لتصبح محور القصة، حيث يجد كلٌّ منهما في الآخر مرآةً لجرحه الداخلي.
القصة لا تكتفي بعرض الخيانة والذنب كمواضيع تقليدية، بل تتناول القدرة على التسامح، وإعادة اكتشاف الذات بعد الانكسار. وهذا ما جعلها تلمس المشاعر بعمق، بعيداً عن المبالغة أو التكرار الذي اعتاد عليه المشاهد في بعض الدراما التركية.
تصدر الترند التركي واهتمام عربي متزايد
ما إن انتهى عرض الحلقة الأولى، حتى أصبح وسم #GüllerVeGünahlar في صدارة الترند على موقع X في تركيا، وتناقل المستخدمون لقطات وصوراً من مشاهد مؤثرة، خاصة تلك التي جمعت مراد يلدريم بطفلته في المسلسل.
ولم يقتصر التفاعل على الجمهور التركي فحسب، بل امتد إلى العالم العربي، إذ احتل المسلسل مراكز متقدمة في قوائم المشاهدة على المنصات التي تبثه مترجماً. وعلّق كثير من المستخدمين العرب على أداء جيمري بايسال، مشيرين إلى أنها “تثبت في كل عمل جديد أنها تمتلك طاقة تمثيلية مذهلة”.
كما أبدى آخرون إعجابهم بالإخراج السينمائي للمسلسل، خاصة في مشاهد الحقول المزهرة التي صُوّرت بكاميرات عالية الدقة، فشكّلت مزيجاً بين الجمال البصري والرمزية الدرامية، إذ تعكس الورود المتفتحة الجانب المضيء للحياة، في مقابل “الذنوب” التي تمثل الأوجاع والندم.
أداء متقن وإخراج يلامس السينما
تميّزت الحلقة الأولى بإخراجٍ هادئ لكنه مشحون بالتفاصيل، من توقيع المخرج إمره كاباكوساك الذي عرف بقدرته على تحويل المشاهد البسيطة إلى لحظات مؤثرة بصرياً.
اعتمد التصوير على ألوان دافئة وإضاءة طبيعية تمنح الإحساس بالصدق والحميمية، خصوصاً في مشاهد المنزل والعائلة. كما تم توظيف الموسيقى التصويرية بذكاء، إذ جاءت ناعمة في لحظات العاطفة، ومتوترة في مشاهد المواجهة، ما أضاف عمقاً درامياً واضحاً.
النقاد في الصحف التركية أشاروا إلى أن “ورود وذنوب” يمثّل عودة قوية للدراما العائلية الكلاسيكية التي تجمع بين الإحساس الواقعي والبنية القصصية المحكمة، بعيداً عن المبالغة في الأحداث أو الشخصيات الخارقة.
الدراما التركية تتجدد بنَفَس إنساني
في السنوات الأخيرة، تنوّعت الدراما التركية بين الرومانسيات التقليدية والأعمال البوليسية والاجتماعية. لكن “ورود وذنوب” أعاد الجمهور إلى الدراما الإنسانية الصافية التي تُبنى على العاطفة والصدق، لا على المفاجآت المصطنعة.
السيناريو يطرح تساؤلات فلسفية حول الذنب والغفران، والحب الثاني، والفرص التي يمنحها القدر، دون أن يقع في فخ المبالغة أو الخطابية.
كما أن اختيار العنوان “ورود وذنوب” لم يكن عشوائياً؛ فهو يجمع بين رمزين متناقضين: الورود كإشارة إلى الجمال والأمل، والذنوب كظلٍّ يرافق الإنسان مهما حاول النسيان.
هذه الثنائية تشكّل العمود الفقري للعمل، وتُبرز التناقضات التي يعيشها الأبطال بين الحب والذنب، وبين الماضي والمستقبل.
كواليس الإنتاج وأسماء لامعة
العمل من إنتاج شركة NGM الشهيرة التي تقف وراء مجموعة من أنجح المسلسلات التركية في السنوات الأخيرة. وتولى مهمة الكتابة فريقٌ من الكتّاب الشباب بإشراف الكاتبة إسراء كوتلو، بينما أشرف على الموسيقى التصويرية تويغار إشيكلي، أحد أبرز الملحنين في تركيا.
يشارك في البطولة إلى جانب مراد يلدريم وجيمري بايسال، كل من:
أحمد سراج أوغلو، يادي أرايجي، بيرجوزار أوزتورك، وأصلي تاندوغان، في توليفة تمثيلية متوازنة تجمع بين الخبرة والطاقة الجديدة.
ردود فعل النقاد: عمل واعد بمستقبل طويل
رأى عدد من النقاد أن المسلسل يمتلك كل المقومات التي تؤهله ليكون من أنجح أعمال موسم الخريف التركي، خصوصاً مع الأداء القوي لأبطاله وعمق السيناريو.
وكتب الناقد جان يلدز في صحيفة “حريّت”:
“الحلقة الأولى من ورود وذنوب أعادت إلى الأذهان زمن الدراما التي تُكتب بالعاطفة. الأداء، الإخراج، والموسيقى اجتمعت في تناغمٍ نادر.”
بينما أشار آخرون إلى أن الحلقات القادمة قد تكشف طبقاتٍ جديدة من الشخصيات، مما يجعل القصة أكثر تشويقاً وغنى.
الخلاصة: بداية واعدة تضع “ورود وذنوب” في صدارة الموسم
بعد النجاح الكبير للحلقة الأولى، يبدو أن “ورود وذنوب” يسير بخطى ثابتة ليصبح أحد أنجح المسلسلات التركية لعام 2025.
فهو يجمع بين الأداء الواقعي، والسيناريو العميق، والتصوير البصري الجذاب، إلى جانب توليفة إنسانية تجعل المشاهد يشعر أنه جزء من القصة.
ومع استمرار التفاعل الجماهيري على المنصات الرقمية، وتزايد الإقبال العربي على متابعته مترجماً، من المتوقع أن يتحول العمل إلى ظاهرة درامية جديدة تُضاف إلى سجل النجاحات التركية في العالم.
يُعرض المسلسل كل يوم سبت عند الساعة الثامنة مساءً على شاشة Kanal D، ويبدو أن كل حلقة قادمة ستفتح باباً جديداً من الورود… وربما من الذنوب أيضاً.