الإمارات- السابعة الاخبارية
معرض أبوظبي للكتاب، يحتفي برنامج مجلس ليالي الشعر، ضمن الدورة الـ34 من معرض أبوظبي للكتاب، بجماليات القصائد، ومنجزات مبدعيها، بمشاركة أكثر من 60 شاعراً وباحثاً وإعلامياً، يلتقون الجمهور في 30 فعالية تتنوّع ما بين أمسيات شعرية، وجلسات حوارية تتطرق إلى فنون التراث الشعبي الأصيل، وعلاقة الشعر بالهوية الوطنية والمجتمع، تماشياً مع إعلان دولة الإمارات العام 2025 “عام المجتمع”، إلى جانب إطلالة على الشعر حول العالم تعرّف بخصوصيته، وتبرز ملامحه، ما يكرس المعرض منصة لتفعيل الحراك الثقافي.
ويستضيف المعرض، الذي يقام في مركز أدنيك أبوظبي من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025، ضمن برنامجه الشعري أمسية “يداً بيد”، التي يشارك فيها معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ويديرها سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، يقدّم خلالها الضيف مجموعة من قصائده التي نسجت مفرداتها وصورها الشعرية من جمال اللغة والمشاعر والرؤى؛ فبالإضافة إلى مسيرة النعيمي المهنية، يُعرف بشغفه بالأدب والشعر، ولديه مؤلفات عدة، ما يجعله نموذجاً للقيادة الإماراتية، التي تجمع بين الحنكة السياسية، والاهتمام بالثقافة والأدب، ما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة في دولة الإمارات.
وتلبي أمسيات الشعر بشقيه الشعبي والفصيح، وبتعدد تجارب الشعراء، واختلاف الأغراض الشعرية، رغبات جمهور المعرض، الذي يقام تحت شعار “مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع”، إذ خصصّ البرنامج، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، أمسيتين لأربعة شعراء حائزين لقب مسابقة “شاعر المليون”، وهم: عبيد اليليلي، وضاري البوقان، ومساعد بن طعساس الحارثي، ومحمد آل مدواي، يديرهما الإعلامي رافد الحارثي. كما يستضيف البرنامج أمسية لشاعرين حائزين لقب مسابقة “أمير الشعراء”، هما: عائشة السيفي، وعبدالرحمن الحميري، وتدير الأمسية الشاعرة لمياء الصقيل.
وسيكون عشّاق الشعراء الشباب، على موعد مع أمسيتين لخريجي أكاديمية الشعر وهم: مانع جمعة الوشاحي، ومحمد برمان، ومحمد عبيد الكعبي، ومقلم الخليفي، ومحمد سرور الشامسي، ومهدي الجابري. ويدير الأمسيتين الشاعر والإعلامي عيضة بن مسعود.
ويستضيف البرنامج مجموعة من الأصوات الشعبية الإماراتية، يلتقي الشعر فيها مع فنون الأداء، في جلسات يستمتع فيها الحضور بأنماط فنية تسكن الوجدان الإماراتي.
وتخصص الجلسة الأولى لفنون “الشلاّت”، و”الطارج”، و”الردحة”، التي ستصدح بأصوات شعراء يمنحونها حضوراً جديداً في الذاكرة المعاصرة، وهم: مرشان بن نعمان الكعبي، وحمد بن نعمان الكعبي، وأحمد بن حيي الوشاحي، فيما يدير الجلسة الشاعر علي مطر الوشاحي.
وتسجل فنون “الونّة” و”التغرودة” حضورها في أمسية ثانية من أصوات شعبية إماراتية، بصوت شاعر “الونّة” أحمد سالم بالعبدة الشامسي، وصوت شاعر “التغرودة” محمد بن حامد المنهالي، ليقدما أنماطاً أصيلة في قالب يحفظ روحها، ويتابع الجمهور عبر أداء الشاعرين المتميزين؛ اللقاء بين الصوت والهوية، فيما يدير الجلسة الإعلامي محمد العامري.
وضمن جلسات أصوات شعبية إماراتية، تبرز جلسة فنون “المنكوس”، و”العازي”، التي يديرها الإعلامي محمد العامري وتتناول مع الشاعرين الكبيرين بخيت المهري، ومحمد بن عزيز الشحي، الأبعاد التاريخية والاجتماعية لهذين الفنّين، وطرق أدائهما، ومكانتهما في المناسبات الوطنية والاجتماعية.
وتحضر البيئة البحرية، في جلسة من أصوات شعبية إماراتية، تتناول فنون “النهمة”، و”اليامال”، أشهر أهازيج الصيادين في رحلات الصيد والغوص، مع الفنان والملحن الكبير إبراهيم جمعة، والخبير التراثي الفنان علي خميس العشر بالإضافة إلى مشاركة الفنان محمد علي العشر السويدي لأداء فن النهمة، ويدير الجلسة الإعلامي حميد المزيني، ليستمع والجمهور للوحات خلّابة من “اليامال” بصوت حماسي، كما كان يفعل البحارة لتحفيز الصيادين والغواصين، ويتطرقا إلى “النهمة” التي يؤديها أهل البحر أثناء العمل على السفينة أو خلال صيد السمك أو رحلات الغوص.
وحرص برنامج ليالي الشعر، وتماشياً مع عام المجتمع، على إقامة جلسة تفاعلية بعنوان “من سنع رمستنا” يقدّمها عبدالله المطيوعي، الاستشاري في التراث، لتسليط الضوء على جماليات الموروث الشفهي في دولة الإمارات، إذ يتناول المطيوعي خلالها مفردات وعبارات شعبية كان الأجداد يستخدمونها في الحياة اليومية، ولا تزال حاضرة حتى اليوم، ليُعرّف الجمهور على معانيها الثقافية، ويوثق عادات قولية تعكس القيم والتقاليد الأصيلة.
وتشارك هيئة أبوظبي للتراث في “مجلس ليالي الشعر”، من خلال تقديم محاضرات تتناول تاريخ الشعر الإماراتي وأعلامه منها “بن عتيق الهاملي بين التوثيق والرواية”، و”الموسوعة العلمية للشعر النبطي”، و”الأغنية الإماراتية والشعر الشعبي”.
وخصص البرنامج جلسة للأطفال والناشئة أمسية تحت عنوان “خراريف”، أي حكايات الجدة التي تعلّم الأحفاد الأخلاق الحميدة، إذ سيدخل الأطفال في عالم مليء بالحكايات الشعبية الإماراتية، مع الفنانة متعددة المواهب سلامة المزروعي، التي ستسرد قصصاً تقليدية من التراث الشعبي الإماراتي بأسلوب بسيط وجاذب.
وحرص البرنامج أن يمدّ جسور التواصل بين الشعوب؛ فلم تقتصر الأمسيات على الشعر الشعبي الإماراتي، بل شملت أمسيات عربية تستضيف كوكبة من شعراء وشاعرات الفصيح.
وسيعرّف البرنامج الجمهور على جماليات الشعر الكاريبي من خلال جلسة يتحدث فيها الشاعر عادل خزام، كما تستضيف في إحدى الجلسات أكاديميين من الهند، إلى جانب جلسات تتناول قضايا أدبية وثقافية وتراثية، من بينها: الأغنية الوطنية، ونبض الشعر في ذاكرة الأمة، وأعلام الشعر الشعبي في الإمارات. والموسوعة العلمية للشعر النبطي.
كما وجّه البرنامج تحية وفاء للمبدعين الراحلين، عبر جلسات تكريم نخبة من كبار الشعراء، وهم: سعيد بن عتيق الهاملي، الذي بات نتاجه الشعري ميراثاً ذهبياً في خزائن الأدب الشعبي المحلي، وسلطان العويس الذي سخّر المال لخدمة الثقافة، والشاعرة العراقية لميعة عباس صاحبة القصيدة المتمردة.
ويسعى معرض أبوظبي الدولي للكتاب من خلال ليالي الشعر، إلى نشر نتاج شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات، المخضرم منهم والشاب، ويظهر قدرة هذا النوع من الأدب على تناول الفنون والقضايا المجتمعية، وكل ما يتصل به من تراثيات.