الرباط، محمد الصو – السابعة الاخبارية
ملخص أهداف، انطلقت اليوم بطولة كأس الأمم الإفريقية 2025 على أرض المملكة المغربية، وسط حضور جماهيري كبير، ومتابعة إعلامية واسعة على المستوى القاري والدولي. شهدت المباراة الافتتاحية مواجهة منتظرة بين المنتخب المغربي المضيف ومنتخب جزر القمر، وانتهت المباراة بفوز المغرب بنتيجة 2-0، ليبدأ مشواره في البطولة بنقاط كاملة ويبعث رسالة واضحة لبقية المنتخبات المشاركة حول جدية الطموح المحلي للفوز باللقب، حيث نرصد ملخص أهداف المباراة.
ملخص أهداف المباراة وتفاصيلها
جاء الهدف الأول في الدقيقة 55 عبر اللاعب إبراهيم دياز بعد تمريرة متقنة من زميله في منتصف الملعب، نجح دياز من خلالها في التغلب على الدفاع الضيف ووضع الكرة في الشباك، مانحًا المغرب التقدم في المباراة. الهدف الأول جاء بعد شوط أول شهد سيطرة نسبية للمغرب، مع محاولات هجومية متعددة لم تثمر عن أهداف بسبب التنظيم الدفاعي لمنتخب جزر القمر وحسن تصدي حارسه لبعض الفرص.
وفي الدقيقة 74، أضاف أيوب الكعبي الهدف الثاني بطريقة مذهلة من ضربة خلفية مزدوجة “دبل كيك”، وهي واحدة من أجمل اللحظات الفنية في المباراة. الهدف الثاني أثار حماس الجماهير بشكل كبير وأغلق أي أمل لفريق جزر القمر في العودة بالمباراة، مؤكدًا تفوق المنتخب المغربي على أرضه.

خلال المباراة، أظهر المنتخب المغربي قدرات هجومية واضحة مع اعتماد على اللعب السريع من الأطراف، والتحركات الذكية للثنائي الهجومي دياز والكعبي، بينما اعتمد منتخب جزر القمر على الهجمات المرتدة، محاولًا استغلال أي ثغرة في دفاع المغرب، لكن التنظيم الدفاعي المغربي والرقابة المكثفة على اللاعبين الأساسيين حالت دون تسجيل أي أهداف.
الأداء الفني والتحليل التكتيكي
المغرب سيطر على أغلب مجريات اللعب بنسبة استحواذ تقارب 62%، مقابل 38% لجزر القمر. كان واضحًا اعتماد المدرب على الضغط العالي في منتصف الملعب، والتحكم بإيقاع اللعب، مما قلل من فرص الخصم في بناء الهجمات. كما أن الأداء الدفاعي كان محكمًا، خصوصًا من قبل قلب الدفاع ووسط الميدان، حيث منعوا أي تسلل خطير للخصم في منطقة الجزاء.
أما على صعيد الهجوم، فقد أبدع أيوب الكعبي في تسجيل هدفه المميز من ضربة خلفية مزدوجة، وهو ما يعكس المستوى الفني العالي للاعب، الذي يمتلك القدرة على تحويل أي كرة عرضية إلى فرصة هدف، كما أن إبراهيم دياز أظهر سرعة وبراعة في الاستفادة من الفرص داخل منطقة الجزاء.
من ناحية أخرى، حاول منتخب جزر القمر مجاراة الأداء المغربي بالاعتماد على الكرات الطويلة والهجمات المرتدة السريعة، لكن قلة الخبرة الجماعية للفريق وضغط الجمهور المحلي على المنتخب المغربي أثرا على أدائهم، خصوصًا في النصف ساعة الأخيرة بعد تسجيل الهدف الأول، حيث أصبحوا أكثر دفاعية وتركيزًا على تفادي الهزيمة الثقيلة.
الجمهور والإحصاءات
شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا كبيرًا في الملعب الوطني المغربي، مع مراعاة كافة الإجراءات الأمنية والصحية. الجماهير أبدت حماسًا واضحًا، ورفعت الأعلام المغربية طوال المباراة، وساهمت أجواؤها في رفع معنويات اللاعبين، خصوصًا بعد الهدف الأول الذي ألهب المدرجات.
إحصائيًا، وصلت عدد التسديدات للمغرب إلى 14 تسديدة، منها 6 على المرمى، مقابل 7 تسديدات لجزر القمر، ولم تكن سوى 2 على المرمى، مما يوضح التفوق الهجومي الواضح للمنتخب المغربي. كما حقق المغرب 84% دقة تمرير في الشوط الثاني، مقارنة بـ 71% لجزر القمر، مما يعكس سيطرة الفريق على الكرة وتنظيمه التكتيكي.
أهمية المباراة الافتتاحية
تعتبر مباراة الافتتاح دائمًا فرصة لكل منتخب لإظهار قوته وحضوره في البطولة، ويكتسب الفوز بها أهمية كبيرة من الناحية النفسية والجماهيرية. بالنسبة للمغرب، الفوز 2-0 يمنحه بداية قوية، ويزيد من ثقة اللاعبين قبل مواجهة المباريات المقبلة في مرحلة المجموعات.
كما أن المباراة الافتتاحية لها أبعاد إعلامية وسياحية، خاصة مع استضافة المغرب لنسخة 2025، حيث تستقطب البطولة عددًا كبيرًا من الجماهير الأجنبية، وهو ما ينعكس على الحركة الاقتصادية في مختلف المدن المستضيفة، مثل الرباط، الدار البيضاء، وأغادير، من خلال الإنفاق على الفنادق والمطاعم ووسائل النقل المحلية.
التوقعات القادمة للمغرب
بعد الفوز على جزر القمر، يطمح المنتخب المغربي في استكمال سلسلة الانتصارات في مرحلة المجموعات، خصوصًا مع امتلاك مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يظهرون باستمرار في البطولات الأوروبية. ومن المتوقع أن تكون المباريات القادمة أكثر تحديًا، خصوصًا ضد المنتخبات التي تمتلك خبرة كبيرة في البطولات الإفريقية، مثل نيجيريا والكاميرون ومصر.
كما أن اللاعبين الأساسيين مثل إبراهيم دياز وأيوب الكعبي سيكون لهم دور محوري في قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية، ورفع معنويات الفريق الجماعية، وهو ما قد يسهم في تعزيز مكانة المغرب كأحد المرشحين الرئيسيين للفوز بالبطولة.

بهذا الفوز، يبدأ المنتخب المغربي مشواره في كأس الأمم الإفريقية 2025 بأفضل طريقة ممكنة، محافظًا على سجله في المباريات الافتتاحية، ومؤكدًا أن الدعم الجماهيري والتنظيم التكتيكي سيكونان عاملين حاسمين في بقية مشواره. المباراة الافتتاحية بين المغرب وجزر القمر أعطت الجماهير لمحة عن الإثارة الفنية التي تنتظرهم خلال أسابيع البطولة، وأكدت أهمية البطولة ليس فقط رياضيًا، بل اقتصاديًا وسياحيًا، باعتبارها حدثًا قاريًا يجذب ملايين المتابعين والمستثمرين إلى المملكة المغربية.
