أبوظبي – السابعة الإخبارية
في ظل التوسع المتسارع في استخدام التقنيات الرقمية ووسائل الدفع الذكية، أطلقت شرطة أبوظبي تحذيرًا أمنيًا مهمًا بشأن انتشار ملصقات أكواد (QR) غير معتمدة تُستخدم كوسيلة جديدة للاحتيال الإلكتروني، مستهدفة سرقة البيانات البنكية والشخصية للمستخدمين، في أسلوب إجرامي بات يشكل خطرًا متزايدًا على الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
أسلوب احتيالي متطور يستغل الثقة الرقمية
وأوضحت الشرطة أن بعض المحتالين يلجأون إلى حيل دقيقة تعتمد على استغلال ثقة المستخدمين في التكنولوجيا الحديثة، حيث يقومون بوضع ملصقات تحمل أكواد QR مزيفة تشبه إلى حد كبير الأكواد الرسمية، ويتم لصقها على أجهزة الدفع الإلكتروني في بعض المواقع العامة، أو على لوحات إرشادية وخدمية، ما يجعل من الصعب على المستخدم العادي التمييز بينها وبين الأكواد الأصلية.
وبمجرد قيام الشخص بمسح الرمز، يتم توجيهه إلى مواقع إلكترونية وهمية مصممة باحترافية عالية، تطلب منه إدخال بيانات حساسة مثل أرقام البطاقات البنكية، أو معلومات الحسابات الشخصية، أو حتى كلمات المرور، الأمر الذي يتيح للمحتالين الوصول المباشر إلى الأموال والبيانات الخاصة.

خسائر مالية وانتهاك للخصوصية
وأكدت شرطة أبوظبي أن هذا النوع من الاحتيال لا يقتصر على خسائر مالية فحسب، بل يمتد إلى انتهاك الخصوصية وسرقة الهوية الرقمية، وهو ما قد يترتب عليه تبعات قانونية ونفسية جسيمة للضحايا، خاصة في حال استخدام البيانات المسروقة في عمليات احتيال أخرى أو معاملات غير مشروعة.
وأشارت الجهات الأمنية إلى أن التطور السريع في أدوات الاحتيال الرقمي يجعل من الضروري رفع مستوى الوعي المجتمعي، وعدم التعامل مع أي رمز إلكتروني أو رابط دون التأكد من مصدره وشرعيته.
إرشادات وقائية لحماية المستخدمين
وفي إطار جهودها الوقائية، شددت شرطة أبوظبي على أهمية الالتزام بمجموعة من الإرشادات الأساسية، أبرزها استخدام التطبيقات الرسمية المعتمدة أو القنوات الحكومية الموثوقة فقط عند إجراء عمليات الدفع أو الحصول على الخدمات، وعدم مسح أي رمز (QR) غير واضح المصدر أو غير مدرج ضمن لوحات رسمية تحمل شعارات الجهات المعنية.
كما دعت إلى ضرورة التحقق من اسم الجهة المشغّلة أو الخدمة المرتبطة بالرمز قبل إتمام أي عملية، والتأكد من أن الرابط الإلكتروني يبدأ بنطاق موثوق وآمن، مع تجنب إدخال أي بيانات بنكية أو شخصية عبر مواقع مشبوهة أو غير معروفة.
دور المجتمع في مكافحة الاحتيال
وأكدت الشرطة أن التصدي لهذه الظواهر لا يقتصر على الجهود الأمنية فقط، بل يتطلب شراكة مجتمعية فاعلة، من خلال الإبلاغ الفوري عن أي ملصقات مشبوهة أو محاولات احتيال يتم رصدها في الأماكن العامة، عبر القنوات الرسمية المعتمدة، بما يسهم في سرعة التعامل معها وإزالة مصادر الخطر.
وشددت على أن الوعي هو خط الدفاع الأول في مواجهة الجرائم الإلكترونية، داعية أفراد المجتمع إلى التعامل بحذر مع كل ما هو رقمي، وعدم الانسياق وراء سهولة الاستخدام أو العروض المغرية التي قد تخفي وراءها محاولات اختراق وسرقة.

أمن رقمي مسؤول
ويأتي هذا التحذير في إطار استراتيجية شاملة تنتهجها شرطة أبوظبي لتعزيز الأمن الرقمي وحماية المجتمع من الجرائم المستحدثة، بالتوازي مع دعم التحول الذكي الذي تشهده الدولة. وأكدت أن الاستخدام الآمن للتكنولوجيا يتطلب وعيًا دائمًا وتحديثًا مستمرًا لأساليب الحماية، بما يضمن الاستفادة من الخدمات الذكية دون الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال.
وفي وقت تتزايد فيه الحلول الرقمية، يبقى الحذر والتأكد من المصدر خطوات أساسية لحماية الأموال والبيانات، في رسالة واضحة مفادها أن التكنولوجيا الآمنة تبدأ بمستخدم واعٍ.
