لبنان – السابعة الاخبارية
ملكة جمال لبنان، في خضم الضجة الإعلامية التي أثارتها زلة لسان ملكة جمال لبنان 2024 ندى كوسا خلال حفل تتويج خليفتها بيرلا حرب، تحوّلت لحظة عفوية إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت بابًا واسعًا للحديث حول قضايا عميقة تمس الصحة النفسية والتنمر، في وقت تحتاج فيه المجتمعات العربية إلى مزيد من الوعي والتعاطف.
ملكة جمال لبنان.. في رسالة غير مقصودة
أثناء تسليمها التاج إلى ملكة جمال لبنان 2025، وقعت ندى كوسا بزلة لسان عندما قالت: “بس تنتهي حياتي…” بدلاً من “بس تنتهي ولايتي”، ما أثار تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين ساخر ومندهش، ومتابعين قرأوا الموقف من زاوية أكثر عمقًا.
وفي تعليقها على الحادثة، أوضحت ندى أن هذه الزلة لم تكن مقصودة على الإطلاق، لكنها اعتبرتها “صدفة جميلة”، فتحت أمامها المجال للتطرّق مجددًا إلى موضوع تعتبره من أولوياتها: الصحة النفسية والوقاية من الانتحار. وأشارت إلى أنها عملت طوال فترة ولايتها على حملات بالشراكة مع البرنامج الوطني للصحة النفسية، مؤكدة أن هذه الزلة البسيطة جاءت بمثابة تذكير مهم حول قضايا يجب ألا تُهمّش.
الجانب العفوي من ندى كوسا
تحدثت ندى كوسا عن كيفية تعاملها مع هذه الضجة، وأكدت أنها قرأت التعليقات التي تم تداولها بشكل طريف، وتقبلت الموقف بروح مرحة، قائلة إن الجمهور اعتاد رؤيتها خلال عام ولايتها بصورة رسمية وجدية، وربما لهذا السبب كان ظهورها العفوي في ذلك المقطع مفاجئًا.
وأشارت إلى أنها تلقت العديد من الرسائل من أشخاص قالوا إن الطريقة التي تعاملت بها مع الموقف أعطتهم إحساسًا بالقوة والأمل، وأضافت: “الطريقة التي انتشر فيها الفيديو كانت فعلاً طريفة. أحببت روح الدعابة لدى الناس، لأنهم ضحكوا معي لا عليّ”.
من منصة الجمال إلى منبر للصحة النفسية
ندى كوسا لم تفوّت الفرصة للربط بين لحظة محرجة وحملة توعوية ذات بُعد إنساني. وأكدت أن الرسائل التي وصلتها بعد الحادثة أظهرت حاجة الناس للحديث، وربما لطلب المساعدة، إذ كشفت أنها تلقت عشرات الرسائل من أشخاص طلبوا فيها المساعدة أو الحصول على رقم الخط الساخن للدعم النفسي.
وأوضحت ندى أنها تؤمن بأن الكلمة الإيجابية والفعل البسيط قادران على التغيير، وأن هذه الزلة العفوية كانت بمثابة شرارة محفّزة لفتح نقاشات بناءة حول الصحة النفسية، خصوصًا في ظل ازدياد الضغوط على الشباب في العالم العربي.
“تاج الذكاء أهم من تاج الجمال”
في معرض حديثها، عبّرت ندى كوسا عن قناعتها بأن الجمال لا يكتمل من دون عقل وذكاء، وقالت: “أنا بطبعي إيجابية، ولا أستخدم العبارات السلبية حتى في المزاح، لأنني مؤمنة بأن تكرارها يرسّخها في العقل اللاواعي.” وأكدت أن اللقب الجمالي لا يعني الكثير ما لم يُستثمر في إيصال رسالة تخدم المجتمع وتُحدث فرقًا.
وأشارت إلى أن تتويج ملكة جمال لبنان ليس مجرد مناسبة ترفيهية، بل مسؤولية اجتماعية وإنسانية، يمكن من خلالها تسليط الضوء على قضايا جوهرية. وأضافت: “عندما يجتمع الجمال والعقل، يكون ذلك مصدر فخر وامتنان حقيقي”.
دعم لبيرلا حرب في وجه التنمر
لم تكن زلة اللسان هي الحدث الوحيد الذي علّقت عليه ندى كوسا، فقد أبدت استياءها الشديد من حملة التنمر التي طالت بيرلا حرب، ملكة جمال لبنان 2025، عقب فوزها باللقب. وشددت على أن ما تتعرض له بيرلا من تنمر إلكتروني قاسٍ أمر غير مقبول، وقالت: “ما يحصل مؤسف جدًّا. الجمال ليس المعيار الوحيد للجدارة، وبيرلا ربحت لأن اللجنة رأت أنها تستحق ذلك”.
ندى رأت أن الكلمة الجارحة قد تكون أشد إيلامًا من أي موقف آخر، خصوصًا عندما يكون الشخص تحت الأضواء، ويتعامل مع ضغوطات كبيرة في بداية مسيرته. وأوضحت أن الانتقاد البنّاء يختلف عن التنمر، مطالبة الجميع بالتحلي بالاحترام والإنصاف في تقييم الآخرين.
تواصل شخصي ودعم معنوي
في خطوة إنسانية تعبّر عن النضج والمسؤولية، كشفت ندى كوسا أنها تواصلت مباشرة مع بيرلا حرب بعد تتويجها، وقدّمت لها الدعم المعنوي الكامل، مشيرة إلى أنها قالت لها: “هذه التجربة ستقويك، ولن تضعفك”.
لم تكتفِ ندى بذلك، بل حرصت أيضًا على التواصل مع الوصيفة الأولى كلوي خليفة، وعدد من المشاركات، معتبرة أنهن يشكّلن عائلة واحدة، ويجب أن تبقى الروح الإيجابية سائدة بينهن. وأكدت أن تجربتها في العام الماضي كانت مليئة بالتحديات والنجاحات، لذلك وجدت من واجبها أن تنقل خبرتها إلى الجيل الجديد من المشاركات.
رسالة إلى بيرلا حرب
وجهت ندى كوسا رسالة مباشرة إلى بيرلا حرب، تدعوها فيها إلى الاستمتاع بالرحلة، وعدم السماح لأي تشويش خارجي بأن يؤثر على تجربتها، قائلة: “اللقب جميل، ويجب أن تستخدميه لإيصال رسالتك، لتعبّري عن نفسك وتتركي بصمتك الخاصة.”
ندى أرادت من رسالتها أن تعزز ثقة بيرلا بنفسها، وتدفعها لاستثمار هذا اللقب في مشاريع هادفة تخدم المجتمع، وتثبت أن الجمال الحقيقي يتجلى في العمل والرسالة والنية الصافية.
مرحلة جديدة لمستقبل أكثر تأثيرًا
مع انتهاء ولايتها، تستعد ندى كوسا للانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتها المهنية والإنسانية. وقد كشفت عن استمرارها في العمل مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية في حملات التوعية بالصحة النفسية، بالإضافة إلى تنظيم جلسات دعم نفسي وورشات عمل في مختلف المناطق اللبنانية.
لكنها في الوقت نفسه، عبّرت عن حاجتها إلى استراحة قصيرة بعد عام مليء بالتحديات والعمل، قائلة: “أنا بحاجة لتصفية ذهني قليلًا، لأعود بطاقة متجددة وأكمل الطريق بقوة ووضوح”.
ندى أثبتت خلال عامها كملكة جمال لبنان أن اللقب ليس غاية، بل وسيلة للتأثير والتغيير الإيجابي. وبزلة لسان واحدة، استطاعت أن تسلط الضوء على قضايا مسكوت عنها، وتحفّز الناس على التفكير، والدعم، وربما اتخاذ أولى خطوات العلاج.