القاهرة – السابعة الاخبارية
منزل عبد الحليم حافظ ، في خطوة أثارت فرحة محبي النجم الراحل عبد الحليم حافظ، أعلنت أسرته عن قرار فتح منزل عبد الحليم حافظ الكائن في منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة أمام الجمهور، وذلك بعد فترة من الجدل حول مصير المنزل ومقتنياته. يأتي هذا القرار ليمنح عشّاق “العندليب الأسمر” فرصة نادرة للاقتراب من عالمه الخاص، واستعادة ذكرياتهم معه داخل المكان الذي عاش فيه أجمل أيامه.
منزل عبد الحليم حافظ .. استقبال الزوار طوال الأسبوع
أكدت أسرة عبد الحليم حافظ أن المنزل سيكون مفتوحًا للزيارات العامة طوال أيام الأسبوع، باستثناء يومي الأربعاء والجمعة، لأسباب تنظيمية. وأوضحت أن مواعيد الزيارة ستكون محددة وسيتاح للجمهور التجوّل داخل أرجاء المنزل، ومشاهدة المقتنيات الشخصية التي استخدمها الفنان خلال حياته، والتي تم الاحتفاظ بها بحالة جيدة طوال السنوات الماضية.
هذا الإعلان جاء بمثابة مفاجأة سعيدة لعشّاق عبد الحليم الذين طالما تمنّوا أن يتحول منزله إلى متحف دائم يخلّد ذكراه.
حملة إلكترونية لدعم تصنيف المنزل كموقع تراثي عالمي
بالتزامن مع فتح أبواب المنزل للزوار، أطلقت الأسرة حملة واسعة عبر موقع “فيسبوك”، دعت فيها جمهور “العندليب” إلى المشاركة في دعم تسجيل المنزل كموقع تراثي عالمي، تمهيدًا لاعتماده ضمن قائمة التراث التي تشرف عليها منظمات دولية مثل “اليونسكو”.
وتهدف الحملة إلى جمع أكبر عدد من التقييمات الإيجابية لمنزل عبد الحليم عبر منصّتي “غوغل” و”فيسبوك”، حيث طلبت الأسرة من الجمهور القيام بخطوات بسيطة تساهم في رفع الملف أمام الجهات المختصة.
خطوات التقييم على الإنترنت
شرحت الأسرة كيفية المساهمة في دعم ملف تسجيل المنزل، وهي خطوات سهلة وبسيطة:
- على “غوغل”:
- كتابة “منزل عبد الحليم حافظ” في محرك البحث.
- الدخول على صفحة المكان الظاهرة.
- اختيار عدد النجوم المناسبة وكتابة تعليق إيجابي عن المنزل أو الفنان.
- على “فيسبوك”:
- زيارة الصفحة الرسمية للمنزل تحت اسم “منزل حليم”.
- النقر على “توصية” (recommendation).
- كتابة تعليق عن التجربة أو أهمية تحويل المكان إلى متحف.
وتهدف هذه الخطوات إلى رفع تقييم المنزل، ودعمه أمام المؤسسات الثقافية الدولية المختصة بتوثيق التراث الإنساني.
تأكيد ملكية المنزل ونفي شائعة بيعه
وكانت الأيام الماضية قد شهدت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول فيديوهات تزعم بيع منزل عبد الحليم حافظ، وتحويله إلى فندق أو عقار تجاري. وردًا على هذه الشائعات، أصدرت الأسرة بيانًا حاسمًا نفت فيه تمامًا صحة هذه الأخبار، مؤكدة أن المنزل لا يزال ملكًا لعائلة عبد الحليم، وتم توثيق ملكيته رسميًا في الشهر العقاري.
وذكرت الأسرة أن المنزل مسجل باسم السيدة زينب الشناوي، أحد الورثة، وأن هناك “إشهار إرث” موثق قانونيًا باسم أبنائها، وبالتالي لا يملك أي طرف خارجي الحق في التصرف فيه.
كما نفت الأسرة وجود رجل أعمال يُدعى أحمد عيسى، الذي زعم بعض رواد السوشيال ميديا أنه اشترى المنزل، وأكدت أن هذا الاسم مختلق بالكامل بغرض إثارة الجدل لا أكثر.
منزل حليم… ذاكرة حية لفنان لا يُنسى
منزل عبد الحليم حافظ لا يُعد مجرد مبنى عادي، بل هو ذاكرة حيّة لفنان رسم بصوته ملامح الحب والشجن في وجدان الملايين. ويحتوي المنزل على عدد كبير من مقتنياته الشخصية، منها:
- أدواته الموسيقية.
- ملابسه الخاصة.
- صور نادرة له مع كبار الشخصيات الفنية والسياسية.
- وثائق وأوراق بخط يده.
- أوسمة وشهادات تقدير حصل عليها طوال مسيرته.
الاقتراب من هذه التفاصيل الدقيقة يمنح الزوار تجربة وجدانية قوية، تتيح لهم استكشاف الوجه الآخر للفنان، بعيدًا عن الأضواء والمسرح، في لحظات يومية بسيطة كان يعيشها في هذا المنزل.
خطوة نحو الاعتراف الدولي
فتح منزل عبد الحليم حافظ للزيارات لا يهدف فقط إلى الاحتفاء بتراثه الفني، بل يحمل رؤية أبعد وأعمق، وهي تسجيل المنزل ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، وهي خطوة إن تحققت، فستجعل من المكان مزارًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا، على غرار منازل مشاهير عالميين كـ”بيتهوفن” و”شكسبير”.
هذا التصنيف يتطلب تحقيق عدد من المعايير، أبرزها:
- الحفاظ على المظهر الأصلي للمكان.
- توافر المقتنيات الشخصية ذات القيمة الثقافية.
- اهتمام الجمهور العالمي به.
- توثيق وتقييم المكان عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام.
وهو ما تعمل عليه الأسرة حاليًا بخطى ثابتة، وبمشاركة جمهور العندليب من داخل مصر وخارجها.
استجابة واسعة من الجمهور
منذ إطلاق الحملة الإلكترونية، شهدت صفحات “منزل حليم” تفاعلاً كبيرًا من الجمهور، حيث توافدت مئات التعليقات والتوصيات من محبيه، عبّروا فيها عن حبهم للفنان الراحل وامتنانهم لهذه الخطوة.
وتداول المستخدمون صورًا أرشيفية لعبد الحليم حافظ داخل المنزل، كما شارك البعض قصصًا شخصية عن تأثير أغانيه في حياتهم، ما أضفى على الحملة طابعًا إنسانيًا وعاطفيًا عميقًا.
عبد الحليم حافظ: رمز لا يغيب
رغم مرور سنوات طويلة على رحيله، لا يزال عبد الحليم حافظ حاضرًا بقوة في وجدان جمهوره، ليس فقط من خلال صوته وأغانيه، بل أيضًا من خلال القيم التي مثّلها: الرقي، الحلم، الشغف، والتواضع.
تحويل منزله إلى متحف مفتوح هو تكريم رمزي وإنساني له، ورسالة تؤكد أن “العندليب” لا يزال بيننا، صوته يرافقنا، ومكانه محفوظ في قلوب كل من أحبّوه.
كلمة أخيرة
قرار فتح منزل عبد الحليم حافظ للجمهور هو انتصار للثقافة والوفاء، ورسالة تقدير من أسرته إلى كل من أحب فنه وتأثر بكلماته. ومع تصاعد التفاعل على الحملة الرقمية لدعم تسجيل المنزل كموقع تراثي عالمي، تبقى الخطوة المقبلة في يد الجمهور.
فزيارتك للمنزل، وتقييمك الإيجابي له، قد يكونان جزءًا من التاريخ الذي يُكتب الآن، لتخليد ذكرى فنان لن يتكرر.