الإمارات – السابعة الإخبارية
X.. في خطوة وُصفت بأنها الأوسع في تاريخ المنصة، أعلنت شركة X، المعروفة سابقًا باسم تويتر، عن تنفيذ حملة شاملة لإزالة الحسابات الآلية (البوتات) التي تغزو الردود والمحادثات العامة، في محاولة جادة لإعادة ضبط البيئة الرقمية على المنصة وتعزيز ثقة المستخدمين.
وقالت نيكيتا بير، رئيسة قسم المنتجات في X، عبر منشور رسمي يوم الاثنين، إن الشركة أزالت 1.7 مليون حساب آلي من أقسام الردود، بعد شكاوى متكررة من المستخدمين بشأن انتشار الرسائل العشوائية وروابط الاحتيال التي كانت تُغرق النقاشات، خصوصًا في مواضيع العملات المشفرة والمنشورات الإخبارية الرائجة.
وكتبت بير: “أزلنا هذا الأسبوع 1.7 مليون بوت كانت تشارك في نشر الرسائل العشوائية على الردود، وستبدأون بملاحظة تحسن واضح في التجربة خلال الأيام المقبلة”. وأضافت أن الجهود المقبلة ستركز على الرسائل المباشرة، التي أصبحت هدفًا رئيسيًا لشبكات الاحتيال الإلكتروني ومحاولات التصيد.

حملة غير مسبوقة لإعادة الثقة إلى المنصة
تُعد هذه الخطوة واحدة من أكبر حملات التطهير الإلكتروني التي تشهدها X منذ استحواذ إيلون ماسك عليها في أواخر عام 2022، ضمن خطة أوسع تهدف إلى استعادة مصداقية المنصة ومحاربة الحسابات الوهمية التي تُسيء إلى سمعتها.
وتأتي هذه الحملة في ظل ازدياد الشكاوى من المستخدمين خلال الأشهر الماضية بشأن تراجع جودة التفاعل وارتفاع مستوى المحتوى غير المرغوب فيه، خاصة في الردود على التغريدات الشهيرة التي غالبًا ما كانت تمتلئ بروابط ترويجية ومشاركات احتيالية.
وأكدت بير أن الشركة تستخدم الآن أنظمة متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتحليل السلوكي لاكتشاف الأنشطة المشبوهة، دون الكشف عن التفاصيل التقنية الدقيقة حفاظًا على فعالية الإجراءات.
وأشارت إلى أن هذه الجهود تُشكل “هجومًا مباشرًا على مشكلة الروبوتات طويلة الأمد”، موضحة أن الهدف ليس فقط حذف الحسابات، بل بناء بيئة تفاعلية أكثر أمانًا وواقعية للمستخدمين الحقيقيين.
الذكاء الاصطناعي في قلب عملية التطهير
بحسب ما أوضحته نيكيتا بير، فإن أنظمة X الجديدة أصبحت تعتمد بشكل أكبر على الخوارزميات الذكية التي ترصد سلوك الحسابات المشبوهة في الوقت الفعلي، من خلال تتبع أنماط النشر والتفاعل، ومراقبة تكرار الكلمات والروابط، وسلوك إعادة التغريد الآلي.
وأضافت أن الشركة تعمل على تطوير أدوات جديدة قادرة على تمييز الأنشطة البشرية من الآلية بدقة أكبر، ما يسمح بإزالة البوتات دون الإضرار بالمستخدمين الحقيقيين.
ويأتي ذلك ضمن خطة إيلون ماسك الطموحة لتحويل X إلى منصة متعددة الخدمات تجمع بين المحتوى، والاتصال، والمعاملات المالية، وهو ما يتطلب بيئة رقمية خالية من الحسابات المزيفة والاحتيال الإلكتروني.

المرحلة التالية.. مواجهة البوتات في الرسائل الخاصة
وكشفت بير أن المرحلة القادمة من الحملة ستستهدف البريد العشوائي في الرسائل المباشرة، والتي تُعد أحد أبرز التحديات التي تواجه مستخدمي المنصة، حيث تنتشر فيها محاولات التصيد الاحتيالي والعروض الترويجية المضللة.
وأوضحت أن فريق X يستعد لإطلاق أدوات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة الرسائل وتنقيتها، إلى جانب تحديثات شاملة في نظام مشاركة الروابط لتقليل المحتوى المخادع وتعزيز سلامة المستخدمين.
كما تعمل المنصة على اختبار ميزة جديدة لمشاركة روابط الويب والتفاعل معها، تضمن عدالة أكبر في الظهور على الجداول الزمنية، بحيث لا يتم تفضيل محتوى على آخر، في إطار سعيها لتوفير تجربة استخدام متوازنة وشفافة.
أسبوع مميز في تاريخ المنصة
وأشارت بير إلى أن هذه الحملة تأتي خلال ما وصفته بأنه “أحد أفضل الأسابيع في تاريخ X”، حيث شهدت المنصة ارتفاعًا كبيرًا في عدد تنزيلات التطبيق عبر نظام Android، وهو ما يعكس تزايد اهتمام المستخدمين بالمنصة بعد التحسينات الأخيرة.
وأوضحت أن الشركة تعمل حاليًا على إعادة تطوير التطبيق من الصفر، ضمن مشروع شامل يقوده فريق من أفضل المهندسين في مقر الشركة بمدينة بالو ألتو الأمريكية، بهدف إعادة تصميم البنية التقنية لـ X بما يتماشى مع رؤيتها المستقبلية.
ويُتوقع أن تشمل هذه التحديثات تحسين تجربة المستخدم وتبسيط واجهة المنصة، مع التركيز على تقليل المحتوى المزعج وضمان جودة النقاشات العامة، في ظل التوجه نحو تحويل X إلى منصة شاملة تجمع بين الإعلام والتفاعل الاجتماعي والخدمات الرقمية.

إيلون ماسك ورؤية “X” الجديدة
منذ استحواذه على تويتر وتحويله إلى X، يسعى إيلون ماسك إلى تنفيذ رؤية جديدة للمنصة، تقوم على فكرة تحويلها إلى تطبيق شامل يشبه نموذج “WeChat” الصيني، بحيث تصبح مركزًا متكاملًا للمراسلات والمدفوعات والمحتوى.
لكن هذا الطموح واجه عقبة أساسية تمثلت في انتشار الحسابات الآلية والمحتوى المضلل، ما دفع الشركة لتكثيف جهودها التقنية والتنظيمية لإعادة بناء الثقة.
ويرى محللون أن حملة إزالة 1.7 مليون بوت تمثل رسالة واضحة من إدارة X بأن المنصة جادة في إعادة ضبط النظام الإيكولوجي للتفاعل، وإعادة المستخدمين الحقيقيين إلى صدارة المشهد الرقمي.
بهذه الخطوة الجريئة، تدخل منصة X مرحلة جديدة من التحول نحو الشفافية والأمان الرقمي، ساعية لتكون بيئة تفاعلية خالية من التشويش والمحتوى العشوائي.
وبينما تتواصل جهودها في مواجهة البوتات وتحسين تجربة المستخدم، يبدو أن X تسير بثبات نحو استعادة مكانتها كمنصة رائدة تجمع بين حرية التعبير والتكنولوجيا المسؤولة، وتعيد تعريف التواصل الاجتماعي في العصر الرقمي.