خاص – السابعة الإخبارية
كثيراً ما نسمع مقولات، قد نفهم بعضها كلياً، وقد نفهمها جزئياً، والحقيقة أن وراء كل مقولة هناك قصة.
والمقولة التي نحن بصدد الحديث عنها هي: “اللي استحوا ماتوا” نستعملها عادةً عندما يقوم إنسان أو مجموعة بعمل غير مقبول، ويتصرفون عقبه بشكل طبيعي وكتنهم لم يفعلوا شيئاً.
“اللي استحوا ماتوا”، هو مثل سوري من الأمثال الشعبية القديمة التي تداولها العرب، وخلف هذا المثل حكاية تدور داخل أحد الحمامات الشعبية التي اشتهرت بها دمشق.
قصة المثل
تدور أحداث القصة في أحد الحمامات الشعبية الموجودة في محافظة دمشق السورية، وفي اليوم المخصص للنساء حيث اعتادت النساء على خلع ملابسهن والجلوس عاريات بغرض الاستحمام داخل الحمام، والاستمتاع بالحرارة الشديدة للماء.
وفجأة اشتعلت النيران داخل الحمام لتلتهم جميع ما فيه من ملابس، وهو ما جعل النساء تستحي من الخروج عاريات بدون ملابس ومنهم من خرج للنجاة بنفسه من الموت، إلا أن أغلبهن فضلن الموت على الخروج عراة أمام الرجال التي كانت تحاول إطفاء الحريق.
وبعد ساعات طويلة استطاع الناس إخماد ذلك الحريق الكبير، وعند محاولة بعضهم معرفة من منهم عاش ومن لم ينجو من الحريق انطلق أحدهم يقول في حسرة على من ماتوا “اللي استحوا ماتوا”، وصارت بعدها تردد على أي شخص يصدر منه فعل منافي للأدب والأخلاق، تعبيراً على أن الحياء مات مع أولئك النسوة بالحمام.