خاص – السابعة الإخبارية
كثيراً ما نتداول الأمثال الشعبية، كونها تفي بالغرض وتساعدنا على اختصار كلامنا بجملة واحدة، تشرح كل ما يجول في عقلنا.
وعليه، نعتبر أن الشخص الذي يمتلك بعض الصفات في صغره، يحتفظ بها حتى يبلغ ويصل إلى مرحلة متقدمة من العمر.
وحينها يتبادر إلى أذهاننا المثل القائل: “من شبّ على شيء شاب عليه”، فما قصة هذا المثل، وما مناسبة قوله؟
مثل “من شب على شيء شاب عليه”، يُسمع ويتردد كل يوم، غير أن الناس لا يعتبرون منه، ولعل تربية النشء وتعليمهم وتدريبهم على القيام بالأعمال الصالحة، والأخلاق والسنن الحميدة، هو أكثر مظهر من مظاهر الحياة ينطبق عليه هذا المثل.
والنتيجة أن يسعد المرء في دنياه ويأمن شقاءها، وينال رضا ربه في الآخرة.
قصة مثل “من شب على شيء شاب عليه”
لعل قصة هذا المثل بها عبرة عظيمة، إذ قام “أبو زيد البسطاني” يتهجد في إحدى الليالي، فشاهد طفله الصغير يقوم بجواره، فأشفق عليه؛ لصغر سنه ولبرد الليل ومشقة السهر، فقال له: “ارقد يا بنيّ فأمامك ليل طويل”.
فقال له الولد: ”فما بالك أنت قد قمت؟”، فقال: “يا بني، قد طُلب مني أن أقوم له”، قال الغلام: “لقد حفظت فيما أنزل الله- عز وجل- في كتابه: “إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك”، فمن هؤلاء الذين قاموا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟.
فقال الأب: إنهم أصحابه، فقال الغلام: فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله، فقال أبوه وقد تملكته الدهشة: يا بني، أنت طفل و لم تبلغ الحلم بعد، فقال الغلام: يا أبتِ، إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها، فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال إن أهملنا في طاعته، فانتفض أبوه من خشية الله وقال: قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك، ثم قال: “من شبّ على شيء شاب عليه”، التي راحت مثلاً يُضرب في أن المرء يعتاد فعل ما كان يفعله في صغر سنه.