مصر – السابعة الإخبارية
أمح الدولي.. في صباح حزين، فجعت الجماهير المصرية بخبر وفاة محمد أحمد عبد الغني، الشهير بـ”أمح الدولي“، أحد أشهر مشجعي النادي الأهلي، بعد صراع مرير مع المرض.
لم يكن أمح مجرد اسم يُتداول في الأوساط الرياضية، بل كان رمزًا للأمل، ومصدرًا للبهجة، وحالة استثنائية في المشهد الكروي المصري.
رحيل موجع لجمهور أحبه
أعلن الحساب الرسمي لأمح الدولي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاته صباح الإثنين، مؤكّدًا أن صلاة الجنازة ستُقام في مسجد السيدة عائشة بالقاهرة، وسط حالة من الحزن بين محبيه، سواء من جمهور النادي الأهلي أو من عموم متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تابعوه لسنوات بابتسامته وتلقائيته ومواقفه العفوية التي صنعت منه نجمًا محبوبًا في قلوب الملايين.
رحلة المرض.. وجسد لم يصمد أمام الألم
في الشهور الأخيرة، دخل أمح في سلسلة طويلة من المعاناة الصحية. البداية كانت مع كسر في فقرات العمود الفقري، أفقده القدرة على الحركة لقرابة شهرين.
ومع بداية التعافي، واجه انتكاسة أخرى تمثلت في جلطة دموية مصحوبة بالتهاب رئوي حاد، اضطرته لدخول المستشفى والخضوع لرعاية طبية دقيقة، لكن، رغم المحاولات المستمرة لإنقاذه، تدهورت حالته الصحية تدريجيًا حتى أسلم روحه صباح اليوم.
من هو أمح الدولي؟ قصة إنسان لا تُنسى
ولد محمد أحمد عبد الغني عام 1987، وعانى منذ طفولته من ظروف اجتماعية وصحية قاسية، فقد والده وهو في الثالثة عشرة من عمره، ثم فقد والدته بعد أربع سنوات، لتُصبح شقيقته الوحيدة هي حائطه الصلب وسنده في مواجهة الحياة.
ورغم إعاقته الجسدية وتحدياته الصحية، لم يكن أمح شخصًا عاديًا. خرج من عباءة المعاناة ليصنع لنفسه اسمًا وسط جموع الجماهير، حتى أصبح من أبرز الوجوه المرتبطة بالنادي الأهلي.
حضوره الدائم في مباريات الفريق، ولقاءاته المتكررة مع نجوم الكرة، جعلته جزءًا لا يتجزأ من مشهد التشجيع في مصر.
لكن شهرته لم تقف عند مدرجات الملاعب، بل تجاوزتها إلى منصات التواصل الاجتماعي. عبر مقاطع الفيديو العفوية والبسيطة التي كان يبثها من منزله، تحول أمح إلى نجم رقمي، بضحكته الطفولية وصوته المميز، أسر قلوب الآلاف من المتابعين، الذين وجدوا فيه طاقة إيجابية قلّما تتكرر في هذا العصر المليء بالضغوط.
صداقات من نوع خاص مع نجوم الكرة
ارتبط اسم أمح الدولي بعدد من نجوم النادي الأهلي تحديدًا، مثل وليد سليمان، محمد الشناوي، وحسام غالي، الذين لم يترددوا يومًا في التقاط الصور معه، أو استقباله في تدريبات الفريق. لم يكن مجرد مشجع بالنسبة لهم، بل أخًا صغيرًا يبادلهم الحب والانتماء والوفاء.
حتى لاعبي الفرق الأخرى، من الزمالك إلى بيراميدز، تعاملوا معه بمحبة واحترام. فقد كان الحضور الإنساني لأمح أكبر من الانتماءات الكروية، وأوسع من الألوان والقمصان.
سبحان من له الدوام رحم الله محمد احمد عبد الغني ( امح الدولي ) مشجع النادي الاهلي وأسكنه فسيح جناته وجعل مرضه في ميزان حسناته والبقاء لله pic.twitter.com/TVbQ7jmqHD
— Nasr Basher (@nasr_basher) April 28, 2025