خاص- السابعة الإخبارية
“ضمن آلاف المهاجرين، لم يتخيل أحدهم يومًا ما، أن يكون له شأنًا في تلك البلاد”.. ولكن حمزة يوسف كان له رأي آخر، حيث قرر أن يدخل التاريخ، ليس فقط كونه أول مسلم يتولى رئاسة الوزراء في اسكتلندا، ولكن التاريخ الحقيقي هو رحلته نحو الوصول إلى هذا المنصب.
ربما يتوقف التاريخ قليلًا عند تولي حمزة يوسف منصب رئيس وزار اسكتلندا، كأول مسلم، يتم انتخابه من قبل الحزب الوطني الحاكم.. ولكن سيعود إلى الخلف 60 عامًا، عندما قرر أجداده، الهجرة في رحلة شاقة بدأت من إقليم البنجاب التابع لدولة باكستان إلى المملكة المتحدة، بدون دراية حتى باللغة الإنجليزية.
قالها عقب توليه المنصب: “أمثالنا المهاجرين، لم يكن بإمكان خيالهم أو أقصى أحلامهم، أن يصبح حفيدهم رئيسًا لحكومة اسكتلندا”.
حمزة يوسف صاحب الـ 37 ربيعًا، هو مسلم مهاجر من أقلية عرقية، تولى مهام منصبه الأربعاء 29 مارس، بعد تعيينه بأمر ملكي وأدائه اليمين أمام المحكمة العليا الاسكتلندية.
الهجرة.. بداية الرحلة
عام 1962.. قرر أجداد حمزة يوسف، الهجرة من باكستان، بينما هاجرت والدته صاحبة الأصول الآسيوية، من كينيا حيث ولدت إلى اسكتلندا.
بعد مرور 25 عامًا.. تزوج أحد أبناء المهاجر الباكستاني، ويدعى هارون، من تلك الفتاة القادمة من كينيا، ثم تتم ولادة حمزة.
في مدينة جلاسكو الاسكتلندية.. نشأ حمزة وتلقى تعليمه، قبل أن يلتحق بالجامعة ويحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة المدينة.
كعادته عمليًا.. بدأ حمزة في العمل من أجل كسب المال، ومنه تدرج حتى قرر الاتجاه في العمل السياسي، وهو تخصصه الدراسى.
حمزة يوسف يتحدى العنصرية
كونه مسلمًا مهاجرًا، في إحدى الدول الغربية، فكانت العنصرية مصاحبة له في رحلة حياته، لكنه دائمًا ما كان يتخطاها.. ولكنه يتذكر أشدها، عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، قائلًا: “واجهت كما هائلا من الإساءات على الإنترنت، للأسف أحيانا بشكل مباشر وشخصي”.
في عام 2014، تعرض أيضًا لهجوم إعلامي، بعد رفضه التصويت في البرلمان على قانون يبيح زواج المثليين، وتم اتهامه بالخضوع لمطالب شيوخ مسلمين كبار.
في عام 2021، واجه التمييز، هو وزوجته صاحبة الأصول الفلسطينية، بعد رفض إحدى الحضانات ضم ابنتهما، فقررا رفع شكوى ضد الحضانة، وكانت مبررة وفقًا لقرار الهيئة المسؤولة عن التحقيق، ليعلن رضاه عن القرار، ويتم سحب الدعوى القضائية.
من هنا أصبح رئيسًا لحكومة اسكتلندا
عام 2005.. لم يتجاوز الـ 20 من عمره، لكنه قرر الانضمام إلى الحزب الوطني الاسكتلندي.
مايو 2011.. في عمر الـ 26 عامًا، انتخب عضوًا في برلمان اسكتلندا، كعضو إضافي لمنطقة جلاسكو، ليصبح أصغر نائب في البرلمان.
عمل يوسف في مركز اتصال، قبل أن يصبح مساعدًا للبرلماني بشير أحمد، ثم مساعدًا للسياسي أليكس سالموند، رئيس وزراء اسكتلندا في الفترة من 2007 و2014.
عام 2012.. تم تعيين حمزة يوسف، وزيرا للشؤون الخارجية والتنمية الدولية، ومسؤولا عن الشؤون الخارجية وسياسة التجارة العادلة والشتات، بقرار من أليكس سالموند.
عام 2018.. أصبح حمزة يوسف وزيرًا للعدل، وقدم مشروع قانون تجريم ممارسات الكراهية، ينتهي إلى أن “إثارة الكراهية” ضد الدين أو التوجه الجنسي والعمر والإعاقة وهويات المتحولين جنسيًا، جريمة.
تولى أيضًا منصب وزير النقل ووزير التنمية الدولية، ثم أصبح وزيرًا للصحة عام 2021.
قالوا عنه.. “لحظة تاريخية”
“وصول حمزة يوسف لمنصب رئيس وزراء اسكتلندا يعتبر لحظة تاريخية بالنسبة للمملكة المتحدة”.. حسب وصف أستاذة السياسة والتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة أستون، بارفين أختر، وأستاذ السياسة بجامعة غلاسكو، تيموثي بيس.
ووفقًا للمقالة الذي نشرها موقع “ذي كونفرزيشن” للثنائي، لأول مرة في التاريخ، يوجد للبلاد رئيس وزراء هندوسي ريشي سوناك، في ويستمنستر، وآخر مسلم في اسكتلندا.
وحسب المقال، هذين الرجلين هما من أبناء المهاجرين الذين قدموا إلى المملكة المتحدة بحثا عن حياة أفضل، لذلك هما يجسدان الحلم الذي يفتح المجال للمهاجرين وأبنائهم، للوصول إلى أعلى المناصب في المجتمع من خلال العمل الجاد.
وتطرق الكاتبان لحديث حمزة يوسف في خطابه: “يجب أن نفخر جميعا بحقيقة أننا أرسلنا اليوم رسالة واضحة، مفادها أن لون بشرتك، ودينك، ليسا عائقا أمام قيادة الدولة التي نسميها جميعا الوطن”.
من هو حمزة يوسف؟
- – ولدفي مدينة جلاسكو عام 1985، ووالده هو مظفر يوسف.
- – والدة حمزة، هي شايتسا بوتا، ولدت في كينيا، من أصول تعود إلى جنوب آسيا.
- – تخرج من جامعة جلاكسو، وحصل على ماجستير العلوم السياسية عام 2007.
- – انتخب عضوا في البرلمان عام 2011.
- – أصغر زعيم في اسكتلندا، في عمر 37 عامًا.
- – أول زعيم من أقلية عرقية يقود الحكومة الاسكتلندية وأول مسلم يقود حزبًا كبيرًا في المملكة المتحدة.