خاص – السابعة الإخبارية
دائماً ما نتعرض للحديث مطولاً مع أحد الجنسين أي الذكور أو الإناث، لكن ربما لا نلاحظ الفرق بين حديث كل منهما، من حيث المواضيع التي يتداولونها، أو اختصار أي قضية يتحدثون بها في عدد من الكلمات.
وحسب ما وجدته دراسة أخيرة، فإن الإناث يتحدثن بصورة أكبر من الذكور، دون أن يشعرن بالملل أو الضجر من كثرة أحاديثهن، لكن هل سبق وسألت نفسك لماذا تتكلم النساء أكثر من الرجال..؟ هذا ما سنقدمه في المقال أدناه..
دراسة تثبت الأمر
أسفرت دراسة أجريت مؤخراً من قبل فريق من المتخصصين في علم الاجتماع بفرنسا، عن نتيجة واضحة مفادها أن متوسط عدد الكلمات التي تنطق بها النساء في اليوم الواحد هو 20 ألف كلمة، أما الرجال فلا يتجاوز عدد كلماتهم 7 آلاف كلمة، فالنساء يتحدثن بمعدل ثلاثة أضعاف الرجال.
وسبب نتائج تلك الدراسة هو نمط الثقافة الذي يتغير وفقاً للنوع، فالذكور مختلفون عن الإناث في التعبير عما بداخلهم، والمعنى أن الرجل لا يمتلك الوقت للتعبير عن حالته النفسية، فهو يفضل أن يخلد إلى الراحة والتزام الصمت بعد يوم عمل طويل، وحتى في المناسبات تقتصر تعابيره على المداعبة أو إهداء باقة من الورد تعبيراً عن الحب.
لكن بالمقابل، تشعر المرأة أن فنجان القهوة لا يحلو دون مجموعة من الأحاديث والأفكار، التي تتحول إلى كلمات يستمرين في نطقها لعدة ساعات متتالية دون كلل، يتناولن من خلالها جوانب الحياة المختلفة، ويتحدثون عن كل شيء سواء أكانو على دراية به أو دون دراية.
لماذا تتحدث المرأة أكثر..؟
من الناحية العلمية، فسر عدد من علماء النفس والأعصاب في جامعة ميريلاند، أن سبب حديث المرأة أكثر من الرجل يعود إلى وجود بروتين يسمى Foxp2 في دماغ الإنسان، تصل نسبته إلى 30٪ في دماغ الإناث وهي نسبة أعلى مما هي عليه عند الذكور.
بعيداً عن العلم
دعونا لا ننظر إلى رأي العلم والدراسات في هذا الخصوص، بل نحدده من وجهة نظرنا، في بيوتنا وعائلاتنا ومع أصدقائنا والمقربين منا، عند سؤال رجل عن أمر ما مهما كان بالغ الأهمية ومليء بالتفاصيل وقادراً فيه على إعطاء مجموعة من الانطباعات والآراء، تقتصر إجابة الرجل على كلمات معدودة، طابعها عام، لا تفي بالغرض، أي لا نأخذ منه حق ولا باطل.
لكن تخيل لو سألت سؤالاً كهذا لامرأة، ستغوص في تفاصيل التفاصيل، تتحدث عن كل موقف أو كلمة أو نظرة شعرت بشيء تجاهها، تبدأ بتحليل الأفكار واستخلاص النتائج، وبناء أفكار جديدة على أساس التحليلات والربط.
يستغرق أمر كهذا مع المرأة ساعات طويلة، وربما لا تكفيها عشرة فناجين من القهوة لتنهي حديثها وتوصل مختلف ما يجول في رأسها إلى من يستمعون إليها.
كلام له معنى..؟
ليس المهم ماذا تتكلم، ولا أسلوب الكلام، عن من تتكلم، بل الأهم هو أن كلامك في مكانه؟ يفيد من يستمعون إليه؟ كلام ذات معنى أو لا قيمة له؟ هل هو مجرد مضيعة للوقت وثرثرة بلا جدوى فعلية؟ أم حديث مثمر ويجمع الجميع على ذلك..؟ قد تكون المرأة تقول في 20 ألف كلمة من كلماتها الخاصة 3 قصص مهمة أو الرجل الذي لديه 7 آلاف كلمة لم يتحدث عن أي شيء مفيد والعكس كذلك.
نصيحة ختامية
نقدم في نهاية هذا المقال نصيحة مهمة للذكور وهي الاستماع إلى النساء اللواتي يهتمون بهن، لأن النساء يعتقدن بأنهن غير محبوبات عندما لا يُستمع لهن، وبالتالي عندما يعتقدون أنهم غير محبوبين، يقومون بإزالة الحد الأقصى للخطأ.