خاص- علي موسى
هل خطر في بالك يوما سبب تسمية العواصف والأعاصير بتلك المسميات التى يطلقونها عليها وآخرها العاصفة دانيال الذي ضرب ليبيا وخلف وراءه دمارا لا يحصي.
هذا السؤال تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول أسباب وطرق اختيار أسماء العواصف والأعاصير، وآخرها اسم دانيال على العاصفة التى دمرت مدينة درنة الليبية.
من يختار اسم العاصفة أو الإعصار
وللإجابة على السؤال الذى يشغل بال الكثيرين، خاصة وأن تسمية العواصف والأعاصير، دائما ما تحمل أسماء علم، يجب أن نعلم من يختار اسم العاصفة أو الإعصار ، والآلية المتبعة فى ذلك؟
البداية كانت عام 1953
المرة الأولي كانت فى العام 1953، عندما وضعت دوائر الأرصاد الجوية الأمريكية، قائمة أبجدية بأسماء تطلق على العواصف والأعاصير، حملت كلها أسماء نسائية. والسبب غير معروف حتى الآن.
تقول الرويات إن العلماء فعلوا ذلك أسوة بعلماء الأرصاد الجوية الذين أطلقوا على السفن أسماء نساء، بينما تقول رويات أخري إن السبب هو أن الإعصار والعاصفة مؤنثان بالإنجليزية.
احتجاج النساء على تسمية الإعاصير بأسمائهم
ومع مرور الوقت وتكرار اختيار أسماء مؤنثة لأعاصير مدمرة، احتجت جمعيات نسائية عدة، واصفة ذلك بأنه “عنصرية” تحمل معاني سلبية ضد المرأة، لترضح بعد ذلك مصلحة الأحوال الجوية الأمريكية، وتقرر عام 1979إدخال أسماء ذكور على العواصف والأعاصير، وكان أول إعصار يحمل اسم ذكر هو إعصار “بوب” الذى ضرب لويزيانا الأمريكية عام 1979.
ومنذ ذلك الوقت ، تصدر مصلحة الأرصاد الجوية العاليمة لائحة تتضمن 21 اسما بكل من الأحرف الإنجليزية وتتسلسل أبجديا باستثناء أحرف Q وu وx و y و Z ، وذلك لأنه لا وجود لأسماء كافية تبدأ بهذه الأحرف.
سبب إطلاق اسم علم على الإعصار
يرجع سبب إطلاق اسم على على الإعصار أو العاصفة، حين رأى العلماء أن إطلاق اسم علم على الإعصار يسهل عملية تبادل المعلومات، ووصولها إلى كل الأطراف المعنية بما فيها الأجهزة الأمنية والإسعاف والأطباء والمواطنون فى المناطق التى سيجتاحها اظفعصار أو العاصفة.
أول إعصار فى التاريخ
قبل ساعات قليلة كان لا يمكن تحديد الإعصار الذى تم تسجيله فى التاريخ بدقة، وذلك لأنه لعدم وجود سجلات دقيقة للأحداث الجوية فى الماضي البعيد، وبعد إعصار ليبيا والدمار الذى شهدته مدينة درنة، تداول رواد السوشيال ميديا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صورة رسالة قديمة يعود تاريخها لعام 1848، تحكي مأساة إعصار ضرب مدينة تامبا فى ولاية فلوريدا الأمريكية.
رسالة الإعصار المدمر الذى ضرب فلوريدا
جاء فى الرسالة التى عثر عليها، أنه فى بداية شهر سبتمبر 1848، كانت أسرة جاكسون تعيش فى بحبوحة بمدينة تامبا فى ولاية فلوريدا، والتى كان عدد سكانها فى ذلك الوقت ما يقرب من 200 نسمة.
ووفقا لصحيفة تامبا باي تايمز، فإن هذا الوضع تغير عندما ضرب إعصار يعرف بأنه “العاصفة العظمى لعام 48” خليج تامبا فى 25 سبتمبر من نفس ذلك العام.
وفى خطاب موجه إلى شقيقته ماري المقيمة فى نيوجيرسي، والمؤرخ بتاريخ 9 تشرين – أكتوبر- 1848، قال روبرت جاكسون “كنت فى أفضل حال بمنزلي الرائح والمؤثث جيدا، المطل على نهر هيلزبره، غير أن الأقدار لم تشأ لى أن يستمر هذا الوضع الحسن”.
هذه الرسالة بعثها روبرت جاكسون لشقيقته، واكتشفها حفيد حفيده ديفيد باركلي، داخل صندوق يحتوي على تذكارات العائلة، والتى تقدم نظرة فاحصة جديدة لهذا الإعصار، وهو أحد إعصارين ضربا خليج تامبا بينما اجتاح آخر مدينة تامبا عام 1921.
وقال باركلي “هذا الخطاب الذى دونه جدي، الذي تزوج فى العام 1836، فى بلدة فورت بروك، يعد تذكارا من الماضى، عن شدة هذين الإعصارين”.
رواية أخرى من نانسي زوجة روبرت جاكسون
بينما جاءت رواية أخرى مباشرة عن الإعصار، من نانسي زوجة روبرت جاكسون، والتى نشرت معلومات تاريخية استقتها من مصادر حية وقتذاك، عن فترة أوائل القرن العشرين.
وذكرت صحيفة تامبا تريبيون، أنه عام 1947، بدأت مدينة تامبا فى الاذدهار، حينها شيدا روبرت ونانسي جاكسون أول بيت لهما على واجهة الخليج، التى كانت تجمعا سكانيا لصائدي الأسماك بتامبا، وقالت الصحيفة إنهما “قاما بزراعة مساحة كبيرة من الأرض، كما تم انتخاب الطبيب جاكسون قاضيا فى محكمة الوصايا والإرث، وتحسنت أوضاعهما المالية وكانا سعيدين.”
وفي العام 1988، كتب المؤرخ كانتور براون مقالا في صحيفة صانلاند تريبيون، يقول فيه “كان أمام تامبا عام 1848 مستقبل مشرق، فانتقل للإقامة فيها عدد من الأسر، التى تتمتع بدخول مرتفعة بسبيا، وبدأت متاجر جديدة تفتح أبوابها لتقدم خدماتها للمستوطنين الجدد والجيش”.
ثم جاء الإعصار، الذى يعتقد أنه ضرب مدينة كليرووتر الحالية، وبلغت شدة الياح المتواصلة وقتها ما يصل إلى 130 ميلا فى الساعة، وهو ما يجعله يصنف فى الفئة الثالثة أو الرابعة بالمعايير الحالية.
يضيف براون فى مقاله :”اجتاح إعصار 1848 خليج تامبا، بثورة غضب تتجاوز قدرة البشر على مقاومتها، وفى غضون بضع ساعات وجدت بلدة ذات مستقبل واعد، نفسها منهزمة أمام قوة الطبيعة، وتم تدمير كل مبنى تقريبا على طول خط الماء فى تامبا”.
وتمكن الزوجان جاكسون فيما بعد من بناء بيت جديد، ربما بمساعدة من الأسرة، وفقت لما يقوله الحفيد باركلي.
*************
– لوضع اسم مؤسستك أو شركتك ضمن المقال يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي:
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: