مصر – السابعة الإخبارية
مها الصغير.. في حلقة صريحة من برنامج “معكم” مع الإعلامية منى الشاذلي على قناة ON، فتحت الإعلامية والمنتجة مها الصغير قلبها لجمهور المشاهدين، مسترجعة تفاصيل اللحظة التي تحوّلت فيها إطلالتها على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة السينمائيإلى مادة دسمة للتنمر والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يتصاعد الموقف إلى أزمة أكبر تشمل قضايا انتهاك الخصوصية وتدخّل رسمي من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
من بليزر بسيط إلى “التريند”
روت مها الصغير تفاصيل الواقعة بأسلوب تلقائي، مشيرة إلى أن اختيارها لإطلالة بسيطة ومحتشمة في المهرجان لم يكن يهدف للفت الأنظار. وقالت:
“كنت لابسة بليزر على الفستان عشان ما أكونش ملفتة، بس للأسف طلعت أكتر واحدة ملفتة في المهرجان!”.
وأضافت مازحة: “وأنا داخلة شوفت أحمد مالك، قلتله بإشارة: كل شيء تمام؟ شاورلي، ففهمت إنه بيقول تمام. بعدين أحمد فهمي قاللي: لبسك تحفة. دخلت القاعة مقتنعة إني محصلتش”، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت في انتظارها.
“الموبايل هيولع”
ما إن أنهت مها حضورها في المهرجان، حتى فوجئت بسيل من التعليقات والرسائل السلبية، وتابعت:
“خرجت ببص في الموبايل لقيته هيفرقع من الرسايل، وجالي اكتئاب وعياط هستيري”.
وأكدت أن ما زاد الطين بلة هو السخرية العلنية من مظهرها، وقالت:
“قلت لنفسي… ناقصني بس أحمد الفيشاوي عشان أتأكد إن لبسي مكانش موفق”.
التنمر وتداعياته النفسية
أثارت كلمات مها الصغير حالة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عندما تحدّثت بصراحة عن الضغط النفسيالذي تعرضت له بسبب التنمر. وأكدت أنها، رغم شهرتها، لم تكن محصنة ضد تلك السهام الرقمية الحادة.
كما سلطت الضوء على التغير المخيف في طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة:
“السوشيال ميديا بقت عاملة زي زمان الجرايد الصفرا، مدمرة أكتر ما هي نافعة”، في إشارة إلى افتقادها للضوابط الأخلاقية والمهنية.
هجوم ممنهج… ورد رسمي
لم تتوقف أزمة مها الصغير عند إطلالتها في مهرجان الجونة، بل تصاعدت بعد أن تقدمت بشكوى رسمية إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تتهم فيها عددًا من المواقع الإلكترونية والصفحات الإخبارية على السوشيال ميديا بـ”انتهاك حرمة الحياة الخاصة” ونشر أخبار كاذبة ومضللة عنها وعن أسرتها.
وبحسب نص الشكوى، فإن تلك الوسائل الإعلامية دأبت على النشر اليومي لمحتويات تستهدف التشهير بها، مع استخدام أساليب مختلفة لجذب الانتباه والتأثير على الرأي العام، الأمر الذي اعتبرته محاولة ممنهجة للإساءة إلى سمعتها ومكانتها الاجتماعية.
جلسة استماع وقرارات مرتقبة
استجابة للشكوى، قررت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة عصام الأمير، استدعاء الممثلين القانونيين لتلك المواقع لجلسة استماع تُعقد يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، بهدف سماع دفاعهم قبل رفع تقريرها النهائي إلى المجلس برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، الذي سيُصدر قراره وفقاً لما تنص عليه اللوائح المنظمة.
وأوضحت اللجنة أنها ستُراعي في توصياتها الحفاظ على كرامة الأفراد وحماية حرمة الحياة الخاصة، مشددة على ضرورة التصدي لأي تجاوز إعلامي يضر بالخصوصية أو يُعرض الشخص للتشهير أو التنمر الجماعي.
مها الصغير: “لا ألتفت إلى السلبية”
رغم كل ما مرت به، أكدت مها الصغير أنها باتت أكثر نضجًا في التعامل مع الانتقادات، وأصبحت تعتمد سياسة “التجاهل التام”، وقالت:
“خطيتي في التعامل بسيطة… ما ببصش لأي حاجة سلبية، ولا برد، وأهم حاجة الصحة النفسية”.
تصريحاتها لاقت تأييدًا من قطاع واسع من المتابعين، لا سيما في ظل تنامي ظاهرة التنمر الإلكتروني في المجتمعات العربية، واستغلال منصات الإعلام ومواقع التواصل لتصفية الحسابات أو تحقيق الانتشار على حساب الآخرين.
النهاية لم تُكتب بعد…
بين صدمة مهرجان الجونة ومعركة الخصوصية القانونية، تحولت مها الصغير من شخصية إعلامية هادئة إلى رمز لمعركة اجتماعية وثقافية ضد التنمر الرقمي وانتهاك الحياة الخاصة.
ورغم الألم الذي حملته التجربة، فقد أظهرت شجاعةً في الحديث عنها علنًا، وفتحت بابًا واسعًا للنقاش حول أخلاقيات الإعلام وحدود الحرية على الإنترنت.
ويبقى السؤال: هل تتخذ المؤسسات الرسمية خطوات جادة لحماية الأفراد من العنف الرقمي؟ أم ستظل هذه المعارك تُخاض منفردة، في ساحات منصات بلا قوانين؟
#مها_الصغير تتحدث عن تصدرها الترند على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية بعد انفصالها عن #أحمد_السقا وشائعات زواجها pic.twitter.com/jmNC00Vvdt
— e3lam.com (@E3lam) June 7, 2025