القاهرة – السابعة الاخبارية
مها الصغير، بعد أسابيع من الجدل الذي أحاط باسمها على خلفية أزمة “اللوحات المسروقة“، عادت الإعلامية ومصممة الأزياء مها الصغير إلى دائرة الضوء، ولكن هذه المرة من بوابة التصميم من جديد، محاولةً تجاوز العاصفة الإعلامية التي تعرضت لها، وإعادة تقديم نفسها كمبدعة في مجال الفنون التطبيقية وتصميم الحقائب والإكسسوارات.
مها الصغير تعود بهدوء… من بوابة “إنستغرام”
أطلقت مها الصغير مؤخرًا حملة ترويجية جديدة عبر حسابها الرسمي في “إنستغرام”، حيث نشرت عبر خاصية القصص المصورة (ستوريز) صورة لأحد أحدث تصميماتها الفنية في عالم الحقائب، مرفقةً إيّاها بتعليق مقتضب يبرز شغفها المتجدد في هذا المجال. ورغم أن المنشور لم يتضمّن أي إشارات مباشرة إلى أزمتها السابقة، إلا أن جمهورها رأى فيه بداية صامتة لعودة محسوبة إلى ساحة التصميم بعد صدمة إعلامية كبيرة.
هذا التطور جاء في أعقاب أزمة إعلامية تصدرت التريندات، عندما ظهرت مها الصغير ضيفةً في برنامج “معكم منى الشاذلي”، وعرضت خلال الحلقة مجموعة من اللوحات الفنية التي نسبتها لنفسها، متحدّثة عن معانيها ورموزها، في ما اعتُبر حينها احتفاءً بذاتها الفنية.
بداية الأزمة… وانكشاف الحقيقة
لكن سرعان ما انهار هذا المشهد الجميل، بعد أن أثارت الفنانة الدنماركية ليزا لاش نيلسن ضجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حين كشفت أن إحدى اللوحات المعروضة خلال الحلقة تعود لها، ونشرت صورة من العمل الأصلي الذي كانت قد رسمته عام 2019.
وأكدت نيلسن أن مها الصغير نسبت اللوحة لنفسها دون إذن أو ذكر للمصدر، معتبرة ما حدث “انتهاكًا صارخًا للملكية الفكرية”. وأضافت:
“هذا العمل جزء من مشروعي الفني الخاص، ونشره بهذا الشكل في برنامج تلفزيوني على أنه من إنجاز فنانة أخرى أمر غير مقبول”.
وسرعان ما تلقّف الجمهور والقنوات الإعلامية الخبر، مما فجّر موجة من الانتقادات الحادة لمها الصغير، التي واجهت اتهامات بالتزوير وسرقة الأعمال الفنية، وهو ما أثار استياء واسعًا في الأوساط الثقافية.
ردود الفعل والبيانات الرسمية
في خضم تصاعد الغضب الجماهيري، سارعت الإعلامية منى الشاذلي إلى إصدار بيان عبر صفحاتها الرسمية، أكدت فيه أن اللوحات التي ظهرت في الحلقة تم تقديمها من قِبل مها الصغير، مشيرة إلى أن البرنامج لم يكن على علم بأنها ليست من تصميمها.
وأضاف البيان:
“نحن نحرص دائمًا على احترام حقوق الملكية الفكرية، ونؤكد أن اللوحة المذكورة تعود بالفعل للفنانة ليزا نيلسن، ونأسف لما حدث”.
في المقابل، تلقت نيلسن الاعتذار، مرحّبة بالبيان، لكنها طالبت أيضًا بأن يمتد الاعتذار إلى الفنانين الآخرين الذين ظهرت أعمالهم خلال الحلقة دون إذن، معتبرة أن القضية لا تتعلق بلوحة واحدة فقط.
مها الصغير تلوذ بالصمت… ثم تعود
ما كان لافتًا هو صمت مها الصغير المطوّل بعد الأزمة، إذ لم تصدر أي تعليق رسمي أو توضيح من جانبها، ما جعل التكهنات تزداد حول موقفها، وسط دعوات من بعض المتابعين إلى الاعتذار المباشر والتراجع العلني.
ورغم هذا الصمت، كان واضحًا أنها اختارت الرد بالفعل لا بالكلام، من خلال عودتها بهدوء إلى نشاطها الإبداعي، مع الحرص على عدم استفزاز الرأي العام مجددًا. ويبدو أن استراتيجيتها تقوم على استعادة الثقة تدريجيًا عبر المحتوى البصري وتصميم المنتجات، بدلًا من التصريحات الإعلامية.
ما بعد الأزمة: التصميم كمساحة للنجاة
اللافت أن مها الصغير لم تتخلَ عن شغفها الفني رغم ما حدث، بل يبدو أنها تسعى لتحويل الأزمة إلى فرصة، من خلال العودة إلى جوهر شغفها: تصميم الحقائب والإكسسوارات التي تمزج بين الحداثة والبساطة.
وتعد مها من الوجوه المعروفة في عالم الأزياء العربي، خاصة بفضل زواجها من الفنان أحمد السقا، لكنها لطالما سعت إلى بناء هوية مهنية مستقلة، حيث أطلقت من قبل علامة تجارية خاصة بها في مجال الموضة، تعاونت خلالها مع عدد من المصممين والفنانين.
ومن خلال منشوراتها الأخيرة، يبدو أنها تعمل على إعادة بناء الثقة بينها وبين جمهورها، معتمدة على إبداعات جديدة ذات طابع أصلي، بعيدًا عن أي اقتباسات أو تشابهات قد تثير الجدل.
هل تطوي الصفحة نهائيًا؟
رغم أن الرأي العام لم ينسَ بعد تفاصيل الأزمة، إلا أن عودة مها الصغير إلى الساحة الفنية تشير إلى رغبتها في الاستمرار وعدم الانكفاء. ورغم غياب الاعتذار العلني حتى الآن، قد تكون هذه العودة بداية لصفحة جديدة، شرط أن تكون قائمة على الشفافية والاحترام الكامل لحقوق الآخرين.
ويبقى السؤال: هل ستنجح مها الصغير في إقناع الجمهور مجددًا بموهبتها؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن كل خطوة جديدة ستخضع لتدقيق أكبر، وأن الجمهور اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى بحقوق الفنانين والمبدعين.
وفي النهاية، تبقى قصة مها الصغير مثالًا على هشاشة الشهرة حين تُبنى على أعمال الآخرين، وقوة العودة حين تُبنى على الإبداع الحقيقي.