القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
مها الصغير، أصدرت المحكمة الاقتصادية في القاهرة، السبت، حكمها بحبس الإعلامية مها الصغير لمدة شهر واحد، مع تغريمها 10 آلاف جنيه، على خلفية اتهامها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية. وتعود القضية إلى استخدام مها الصغير لوحات فنية لفنانين أوروبيين ونسبها لنفسها خلال أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة، ما أثار جدلاً واسعًا داخل الوسط الإعلامي والفني.
ويأتي هذا الحكم بعد تحقيقات مطوّلة أثبتت تورط الإعلامية في عرض أعمال محمية دون الحصول على إذن من أصحاب الحقوق، وهو ما يشكل تعديًا صريحًا على الملكية الفكرية وفقًا للقوانين المصرية.
مها الصغير تستخدم لوحات أوروبية دون تصريح
تعود الواقعة إلى شهر يوليو الماضي، عندما قامت مها الصغير بعرض مجموعة من اللوحات الفنية الأوروبية خلال برنامجها التلفزيوني، دون أخذ موافقة من أصحاب الحقوق. وأكدت التحقيقات أن اللوحات المعروضة محمية قانونيًا، وأن نسب الأعمال الفنية لنفسها يمثل جريمة مكتملة الأركان بغض النظر عن الهدف من العرض.
وأشارت النيابة العامة إلى أن هذا الفعل يخالف أحكام قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002 في مصر، والذي يحمي جميع الأعمال الفنية من النسخ أو النشر أو التعديل دون إذن صريح من صاحب الحق.

إحالة مها الصغير للمحاكمة الجنائية
بعد ثبوت استخدام اللوحات الأوروبية دون تصريح، قررت النيابة العامة إحالة مها الصغير إلى المحاكمة الجنائية، لتكون بذلك أول حالة إعلامية شهيرة تواجه حكمًا جنائيًا في هذا النوع من القضايا.
وأكدت النيابة أن المسألة ليست مجرد مخالفة قانونية بسيطة، بل تعد انتهاكًا مباشرًا لحقوق الفنانين الأوروبيين، مع إمكانية مطالبتهم بتعويض مدني عن أي أضرار لحقت بهم نتيجة نشر أعمالهم ونسبها للغير.
شكاوى أوروبية وتدخل المجلس الأعلى للإعلام
بدأت الأزمة بعد تلقّي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام شكاوى رسمية من مؤسسات فنية أوروبية، اتهمت مها الصغير بالاستيلاء على أعمالهم وعرضها بشكل غير قانوني على الجمهور، ما دفع المجلس إلى إصدار قرار بحظر ظهورها الإعلامي لمدة 6 أشهر في يوليو الماضي، وإحالة القضية إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
واعتبرت الجهات المعنية أن الحظر الإعلامي والتحقيقات القضائية خطوة مهمة للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية وحماية الوسط الإعلامي والفني من أي إساءة استخدام للمحتوى الفني.
دفاع مها الصغير: عرض إعلامي وثقافي
دافع فريق مها الصغير القانوني عن موكلته، مؤكدًا أن عرض اللوحات كان لأغراض إعلامية وثقافية، وأن الهدف من البرنامج لم يكن سرقة الأعمال أو نسبها لنفسها بشكل مباشر، بل للتعريف بالفن الأوروبي وإيصال قيم ثقافية للمشاهدين.
إلا أن جهات الادعاء أوضحت أن نسب الأعمال الفنية لنفسها يشكل جريمة مكتملة الأركان، بغض النظر عن الهدف من العرض، مؤكدين أن القانون يسمح للمتضررين بمطالبة الإعلامية بتعويض مدني عن الأضرار المترتبة على هذه الأفعال.
الحكم القضائي وأبعاده القانونية
حكم الحبس لمدة شهر والتغريم المالي يعد رسالة قانونية قوية لكل الإعلاميين والفنانين بأن حقوق الملكية الفكرية تحظى بحماية صارمة في مصر، وأن أي انتهاك لهذه الحقوق سيقابل بالعقوبات القانونية المقررة، سواء من الناحية الجنائية أو المدنية.
ويشير الخبراء القانونيون إلى أن هذه القضية قد تفتح الباب أمام مزيد من الملاحقات القضائية في حالات مشابهة، خاصة مع زيادة استخدام الأعمال الفنية الرقمية والبرامج التلفزيونية التي تعتمد على محتوى مرئي لمؤلفين آخرين.
ردود فعل الوسط الإعلامي والفني
تباينت ردود الفعل داخل الوسط الإعلامي والفني حول القضية، حيث أعرب بعض الإعلاميين عن تفهمهم للحكم القضائي باعتباره حماية للفنانين وأعمالهم، بينما رأى آخرون أن القضية تحمل أبعادًا تعليمية وتثقيفية لتوعية الإعلاميين بأهمية احترام الملكية الفكرية.
كما تناول الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي الحادثة بشكل واسع، مؤكدين أهمية الالتزام بالقوانين، ومشددين على ضرورة التفرقة بين التعريف بالفن والمحتوى الثقافي وبين الاستيلاء على أعمال الغير.
الملكية الفكرية في مصر: حماية صارمة
تسلط القضية الضوء على أهمية حماية الملكية الفكرية في مصر، والتي تشمل الأعمال الفنية والموسيقية والأدبية، لضمان حقوق المبدعين والفنانين، سواء المحليين أو الأجانب.
ويفرض القانون المصري عقوبات واضحة ضد أي محاولة للاستيلاء على الأعمال أو نسبها للغير، سواء بغرض الاستفادة المالية أو الشهرة الإعلامية، مما يعزز من الالتزام بالقوانين وحماية حقوق المؤلفين.
مها الصغير ومستقبلها الإعلامي
مع صدور الحكم، يترقب الجميع الخطوات القادمة للإعلامية مها الصغير، سواء على صعيد الطعون القانونية أو عودتها إلى الساحة الإعلامية بعد انتهاء فترة الحبس والتغريم.
وتظل القضية درسًا مهمًا لكل الإعلاميين، خاصة أولئك الذين يتعاملون مع محتوى فني أو ثقافي، لتجنب الوقوع في مخالفات قانونية قد تؤثر على مسيرتهم المهنية وسمعتهم العامة.
![]()
خلاصة القضية: حماية الحقوق ومراعاة القانون
تبقى قضية مها الصغير مثالًا على جدية القضاء المصري في حماية حقوق الملكية الفكرية، وتأكيدا على أن أي انتهاك للأعمال الفنية سيواجه عقوبات صارمة تشمل الحبس والغرامات المالية، بالإضافة إلى إمكانية المطالبة بتعويض مدني من المتضررين.
وتعتبر هذه الواقعة تذكيرًا هامًا لكل الإعلاميين بأن احترام حقوق الفنانين والمؤلفين ليس مجرد التزام قانوني، بل واجب أخلاقي وأدبي للحفاظ على نزاهة الوسط الإعلامي والفني، وضمان استمرار التبادل الثقافي بشكل قانوني وأخلاقي.
