مصر – السابعة الإخبارية
مها الصغير.. ليست مجرد إعلامية أنيقة تظهر على الشاشات، وليست فقط الزوجة السابقة لنجم كبير، بل امرأة تحمل خلف الكاميرا فصولًا معقدة من التحديات، الألم، والانتصارات الشخصية.
مها الصغير، التي عُرفت بابتسامتها الرزينة وحديثها المتزن وثقافتها الرفيعة، عاشت حياة لم تكن في ظاهرها تشي بما يدور في أعماقها. فمن مرض نادر مزمن، إلى تنمر تعرضت له في طفولتها، وصولًا إلى زواج صاخب وانفصال علني من الفنان أحمد السقا… كلها محطات شكلت شخصيتها اليوم.

مها الصغير: حين انقلب الجسد على ذاته.. المرض كوجه آخر للمعاناة
في عام 2010، حدث التحول الكبير في حياة مها، حين شُخصت بمرض مناعي ذاتي نادر يؤثر مباشرة على الرئتين. هذا المرض، الذي يجعل جهاز المناعة يهاجم خلايا الجسم السليمة بدلاً من حمايتها، تسبب في معاناة صحية متكررة، نوبات ألم شديدة، وحاجة دائمة للعلاج في المستشفيات.
لكن المرض لم يكن مفاجئًا أو منفصلًا عن حياتها النفسية؛ بل جاء – كما توضح مها لاحقًا – نتيجة تراكمات طويلة من الضغوط العاطفية والنفسية التي صاحبتها منذ طفولتها. وكأن الجسد قرر أن يصرخ حين لم يعد الصمت مفيدًا.
في لقاءات نادرة، تحدثت مها عن معاناتها قائلة: “كنت أتألم في صمت. لا أحد يعلم كم من الليالي قضيتها وأنا أقاوم نوبات لا تحتمل من الألم وضيق التنفس، وكل ذلك وأنا أظهر في النهار بابتسامة معتادة أمام الكاميرات”.
طفولة على هامش الأذى: التنمر كندبة أولى
قبل المرض، كان هناك ما هو أعمق، وهو الألم النفسي الناتج عن التنمر في مراحل الطفولة. فمها لم تنعم بطفولة هادئة أو خالية من الأحكام القاسية. تتحدث عن هذا الجزء من حياتها بصدق: “كنت أتعرض للتنمر من زملائي في المدرسة لأسباب سطحية تتعلق بشكلي أو اسمي أو حتى أسرتي… شعرت مبكرًا أنني مختلفة، وهذا الاختلاف كان عبئًا”.
لكن هذا التنمر لم يكسرها، بل صنع داخلها إرادة صلبة لتثبت نفسها لاحقًا في عالم الإعلام والأزياء وريادة الأعمال. وفعلاً، أصبحت مها رمزًا للأناقة والاحتراف، لكن ظل الداخل يحمل آثار تلك الطفولة المجروحة.
زواج تحت الأضواء… وانفصال لم يكن سهلاً
من المحطات الكبرى في حياة مها، ارتباطها بالنجم أحمد السقا، أحد أبرز نجوم السينما المصرية. زواج ظل تحت المجهر منذ بدايته، وواجه موجات من الشائعات والتدخلات الإعلامية والجماهيرية. ورغم محاولات الطرفين الحفاظ على خصوصية العلاقة، إلا أن الضغوط والاختلافات في أسلوب الحياة والطموحات الشخصية، أدت في النهاية إلى انفصال علني أثار ضجة كبيرة.
الانفصال لم يكن مجرد قرار عاطفي، بل نقطة مفصلية في حياة مها، خصوصًا في ظل مرضها وحالتها النفسية. ومع ذلك، واجهت الأمر بشجاعة نادرة، وخرجت منه أكثر تماسكًا، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها بعيدًا عن اسم الرجل الذي ارتبطت به لسنوات.
من الألم إلى التألق: قصة امرأة لم تُهزم
رغم كل ما مرت به، لم تتوقف مها الصغير عن التقدم. فقد أسست مجلة تهتم بالأزياء والثقافة، وأصبحت من أبرز الأسماء في مجال الإعلام العصري والـLifestyle، كما بدأت تشارك تجاربها الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليس بحثًا عن تعاطف، بل لتكون صوتًا داعمًا لكل امرأة تعيش صراعًا صامتًا.
الملفت في قصة مها هو إصرارها على كسر الصورة النمطية للمرأة “الضحية”، وتحويل الألم إلى قوة داخلية. فهي لم تختبئ خلف دور الزوجة أو الإعلامية أو المصممة، بل عرّفت نفسها عبر نضالها الشخصي والإنساني.
خلف كل ابتسامة قصة لم تُروَ
مها الصغير ليست مجرد وجه إعلامي أو اسم يرتبط بنجم معروف. هي امرأة واجهت ما لا يراه الجمهور، وانتقلت من خانة الألم إلى مسار القوة. في زمن تتوارى فيه القصص الحقيقية خلف فلاتر السوشيال ميديا، تظل حكاية مها تذكرة بأن خلف كل ابتسامة، قد تكمن معركة صامتة… انتصر فيها أصحابها دون أن يرفعوا أصواتهم.
مها الصغير ليست مجرد وجه إعلامي أو اسم يرتبط بنجم معروف. هي امرأة واجهت ما لا يراه الجمهور، وانتقلت من خانة الألم إلى مسار القوة. في زمن تتوارى فيه القصص الحقيقية خلف فلاتر السوشيال ميديا، تظل حكاية مها تذكرة بأن خلف كل ابتسامة، قد تكمن معركة صامتة… انتصر فيها أصحابها دون أن يرفعوا أصواتهم.