أبو ظبي، محمد الصو – السابعة الاخبارية
مهرجان أيام العربية، اختتمت الدورة الثالثة من مهرجان أيام العربية في منارة السعديات بأبوظبي، والتي انطلقت يوم 13 ديسمبر واستمرت حتى 15 ديسمبر، تحت شعار “جَوّنا عربي“. وقدمت هذه الدورة تجربة ثقافية غنية جمعت بين التراث العربي الأصيل والابتكار الحديث، من خلال فعاليات تفاعلية وورش تعليمية وفنية لجميع الفئات العمرية، لتصبح منصة حيوية تعكس هوية الثقافة العربية وتبني جسورًا بين الماضي والحاضر.
مهرجان أيام العربية في أبوظبي.. تفاصيل المهرجان
شهدت أيام المهرجان الثلاثة مجموعة متنوعة من التجارب الثقافية والفنية التي جسدت التراث العربي وابتكاراته المعاصرة. وكان التركيز الأساسي على اللغة العربية كلغة حياة، وإبراز دورها في تعزيز الإبداع في مختلف المجالات الفنية، بما يشمل الأدب والموسيقى والفنون البصرية. وتفاعل الحضور مع العروض الحية والمعارض التفاعلية، ما أضفى أجواءً حيوية على فعاليات المهرجان.
مؤتمر الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية
تضمن المهرجان مؤتمرًا رفيع المستوى بالشراكة مع جامعة نيويورك أبوظبي، استمر من 13 إلى 15 ديسمبر، لمناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي على تعليم اللغة العربية. ركز المؤتمر على أدوات التعلم التكيفي وأساليب التقييم المدعومة بالتقنيات الحديثة، بحضور أكاديميين ومصممي مناهج وصناع سياسات تعليمية، ليكشف عن دور التكنولوجيا في إثراء طرق تعليم اللغة العربية وجعلها أكثر فعالية وجاذبية للجيل الجديد.

ورش السرد القصصي والإعلام الرقمي
قدّم المهرجان برنامجًا تدريبيًا للسرد القصصي بالتعاون مع شبكة “سي إن إن بالعربية”، لتزويد الجيل القادم من صناع المحتوى بالمهارات الإعلامية الحديثة. كما قدم المخرج الرقمي سامي الشافعي ورشة حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في صناعة المحتوى السينمائي، مسلطًا الضوء على طرق الإبداع الرقمي وأهمية السرد القصصي في نقل الثقافة والمعرفة.
الفنون والموسيقى والتراث العربي
تميزت جلسة “النغمة والقصيدة: التراث مصدراً للإبداع المعاصر” بحوار بين المغنية لينا شماميان والشاعر الدكتور مهدي منصور، حيث تم استعراض العلاقة بين التراث والموسيقى الحديثة. بينما أضافت جلسة “الشعر المغنّى: حكايات على وتر” بمشاركة فايز السعيد وعلي الخوار وعازف العود علي حسن خسروي أجواء موسيقية وسردية استثنائية، عكست ثراء الهوية العربية وعمق جذورها الفنية.
كما ركزت الجلسات الموسيقية على دور الموسيقى العربية في نقل القصص والقيم والتاريخ عبر الأجيال، مؤكدة ارتباط الفن بالهوية والثقافة، وأهمية الحفاظ على التراث مع تبنيه في إطار حديث ومواكب للتطورات الفنية العالمية.
تفاعل الجمهور والأنشطة التفاعلية
استمتع الزوار الشباب بالأعمال التفاعلية مثل جدار الغرافيتي وركن التصوير والعروض الحية، بينما تفاعل الأطفال مع ألعاب الطاولة والإيقاعات العربية ومسرح الدمى والعروض الثنائية اللغة. كما قدم المهرجان عروضًا موسيقية مستوحاة من أعمال ديزني الشهيرة، ما أضفى لمسة ترفيهية تعليمية للأطفال والعائلات على حد سواء.
واستعرض استوديو الفيلم العربي مختارات من الأفلام القصيرة والوثائقية، بينما لاقت معارض العطور العربية والأعمال الفنية وورش السوق العربي إقبالًا كبيرًا، مقدمة تجارب تفاعلية غنية وعملية للزوار، ومشجعة على المشاركة المباشرة مع الفنون والثقافة العربية.
رؤية أبوظبي وتمكين اللغة العربية
أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن مهرجان أيام العربية أصبح منصة ثقافية دائمة تهدف إلى تمكين اللغة العربية وجعلها جسراً بين التراث الحضاري والابتكار المعاصر. وأوضح أن المهرجان يدعم القطاعات الإبداعية وروح الابتكار في أبوظبي، ويعزز قدرة الجيل الجديد على التواصل مع ثقافته وهويته من خلال الفنون والفعاليات التعليمية التفاعلية.
وأشار إلى أن المهرجان يسعى إلى تحويل الثقافة العربية إلى تجربة حية وملموسة، من خلال دمج الفنون التقليدية مع التقنيات الحديثة وورش العمل المبتكرة، بما يضمن استدامة الثقافة ونقلها للأجيال المقبلة بطريقة جذابة ومؤثرة.
مهرجان أيام العربية وأثره على المجتمع
لا يقتصر تأثير المهرجان على تعزيز اللغة العربية والفنون فحسب، بل يمتد ليشمل تأثيرًا اجتماعيًا واسعًا، من خلال إشراك المجتمع المحلي والزوار الدوليين في أنشطة ثقافية وفنية متنوعة. ويتيح المهرجان الفرصة للأطفال والشباب للتعلم من التراث العربي، والاندماج في تجارب تعليمية تفاعلية تشجع على الابتكار والإبداع، ما يعكس التزام أبوظبي بتقديم ثقافة غنية ومستدامة للجميع.
مهرجان أيام العربية: تجربة شاملة للزوار
مع تنوع الأنشطة والعروض والورش، قدم مهرجان أيام العربية تجربة شاملة جمعت بين التعليم والترفيه والفن، مع التركيز على الهوية العربية والابتكار. وأكدت الفعاليات أن الثقافة ليست مجرد معرفة نظرية، بل تجربة حية تشارك فيها جميع الحواس، ما يجعل الزيارة أكثر متعة وتأثيرًا لكل أفراد الأسرة.

مستقبل مهرجان أيام العربية
مع النجاح الكبير لهذه الدورة، تؤكد الدورة الثالثة لمهرجان أيام العربية أن الحدث أصبح منصة رئيسية لتجربة الثقافة العربية المعاصرة، ومكانًا للتبادل الثقافي والإبداعي بين مختلف الأجيال. ويستمر المهرجان في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز ثقافي عالمي، يجمع بين التراث والابتكار، ويتيح الفرصة لكل زائر لاكتشاف جمال اللغة والفنون العربية في أجواء مليئة بالحياة والتفاعل.
مهرجان أيام العربية بأبوظبي يمثل نموذجًا حيًا لكيفية دمج الثقافة الأصيلة مع الابتكار الحديث، مع التركيز على التعليم والتفاعل المجتمعي، ليصبح حدثًا ثقافيًا يترك أثرًا دائمًا في نفوس الزوار ويعزز مكانة اللغة العربية والفنون العربية على الساحة العالمية.
