المغرب – السابعة الاخبارية
موازين، أثار إعلان مهرجان “موازين – إيقاعات العالم” المغربي عن تنظيم حفل بتقنية الهولوغرام للفنان الراحل عبد الحليم حافظ جدلًا واسعًا، خاصة بعد فيديو نشره محمد شبانة، نجل شقيق العندليب الأسمر، توجّه فيه برسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس يعترض خلالها على إقامة الحفل، معتبرًا أنه مساس بحقوق الأسرة واستخدام غير قانوني لصورة الفنان الراحل.
في المقابل، ردّت إدارة مهرجان موازين بحزم على الاعتراضات، مؤكدة أن العرض المرتقب لا يتضمن استخدام صورة أو مقاطع أرشيفية أصلية للفنان عبد الحليم حافظ، وإنما يعتمد على تجسيد فني باستخدام ممثل يشبهه، ما يجعل الأمر خارج نطاق الموافقات القانونية المطلوبة من ورثة الفنان.
موازين: العرض لا يتطلب موافقة الورثة
أوضحت إدارة المهرجان في بيانها الرسمي أن العرض الفني الذي سيُقدَّم ضمن فعاليات الدورة العشرين للمهرجان، والمقررة إقامتها هذا العام، لا يتضمن استخدامًا فعليًا لصور أو تسجيلات عبد الحليم الأصلية. واعتبرت أن التجسيد الفني القائم على ممثل شبيه لا يُعد انتهاكًا للحقوق الخاصة بالورثة ولا يحتاج إلى إذن قانوني منهم.
وأكد البيان أن هذا النمط من العروض قد أصبح شائعًا عالميًا، ويُستخدم كوسيلة لتكريم رموز الفن والثقافة، دون أن يخل بحقوق الملكية الفكرية طالما لم يتم استخدام محتوى أصلي أو أرشيفي دون ترخيص.
جمعية “مغرب الثقافات”: نحترم الرموز الفنية ونلتزم بالقانون
الجمعية المنظمة للمهرجان، وهي “مغرب الثقافات”، شددت في بيان منفصل على أن جميع الإجراءات القانونية المتعلقة باستخدام صوت وصورة عبد الحليم حافظ قد جرى التعامل معها مسبقًا بكل دقة وشفافية. وأوضحت الجمعية أن العرض المبرمج بتقنية الهولوغرام تم بالتنسيق مع المنتج محسن جابر، المالك الحصري لحقوق استغلال التراث الفني للفنان الراحل، والذي منح التصاريح الرسمية اللازمة لإقامة الحفل.
وأشارت الجمعية إلى أن احترام حقوق المبدعين يُعد من المبادئ الأساسية التي يقوم عليها مهرجان موازين، وأن استخدام التكنولوجيا الحديثة في إحياء التراث الفني يتم دومًا ضمن إطار قانوني وأخلاقي يحترم الرمزية الثقافية لصناع الفن ويصون كرامة رموزهم.
الشركة المنفذة: قدمنا 25 عرضًا سابقًا و4 منها في مصر
من جهتها، أصدرت الشركة المنفذة لحفل الهولوغرام بيانًا توضيحيًا، أكدت فيه أنها سبق وقدمت عروضًا مماثلة للعندليب عبد الحليم حافظ في أكثر من بلد عربي، شملت 25 عرضًا، منها 4 عروض أقيمت في مصر نفسها، بعض هذه العروض شهد حضورًا فعليًا من أفراد من أسرة الفنان الراحل دون اعتراض.
وأضافت الشركة أن جميع تلك العروض تمت بعد الحصول على موافقات رسمية من المنتج محسن جابر، والذي يعد الجهة الوحيدة المخولة بمنح حقوق استغلال أعمال عبد الحليم حافظ، حسب الاتفاقات القانونية الموقعة.
محمد شبانة يعترض: نرفض استخدام صورة عبد الحليم بدون موافقتنا
في المقابل، نشر محمد شبانة، نجل شقيق عبد الحليم حافظ، مقطع فيديو وجّه فيه رسالة مباشرة إلى الملك محمد السادس، طالب فيها بوقف الحفل المزمع إقامته، واعتبر أن استغلال صورة الفنان الراحل دون الرجوع إلى ورثته الشرعيين يُعد تجاوزًا قانونيًا وأخلاقيًا.
وأكد شبانة أن الأسرة لا تعارض تكريم العندليب أو الاحتفاء بإرثه الفني، لكنها ترفض بشكل قاطع استخدام صوره أو تقنياته الحديثة كالهولوغرام دون الحصول على موافقة رسمية من الورثة، خصوصًا إذا كانت الصورة تُقدَّم وكأنها الأصل، بما قد يسيء إلى الشكل العام للفنان أو يُوظف فنيًا بطريقة لا تليق بتاريخه.
السؤال القانوني: هل يحق للورثة الاعتراض؟
ينقسم الرأي القانوني في مثل هذه الحالات بين من يرى أن التجسيد الفني باستخدام شخص شبيه لا يخضع لقوانين حماية الملكية الفكرية، وبين من يعتبر أن صورة الفنان وصوته جزء من إرثه الإنساني الذي يجب احترامه ومراعاة حقوق عائلته فيه، خاصة إذا تم تقديمه وكأنه هو بشكل مباشر.
لكن الحسم القانوني في هذه الحالة، بحسب التصريحات الرسمية، يبدو أنه في صالح مهرجان موازين، لا سيما مع وجود اتفاقات مسبقة مع المنتج محسن جابر، صاحب الحقوق الحصرية لأعمال عبد الحليم حافظ.
جدل يتكرر.. والتكنولوجيا تفرض واقعًا جديدًا
يعيد هذا الجدل فتح نقاشات متكررة حول استخدام تقنيات الهولوغرام في عروض فنية تستحضر شخصيات فنية راحلة، ومدى وجوب الرجوع إلى الورثة أو الاكتفاء بالتراخيص من أصحاب الحقوق الفنية فقط. كما يُسلّط الضوء على الأسئلة الأخلاقية التي تصاحب هذا النوع من التكنولوجيا، وما إذا كانت تُكرّم الفنانين أم تُستخدم فقط لأغراض تجارية.
في نهاية الأمر، يبدو أن مهرجان موازين ماضٍ في تقديم عرضه، بعد التأكيدات القانونية والتنظيمية، بينما يبقى الجدل قائمًا حول حقوق الصورة والصوت في زمن “الهولوغرام”، وما إذا كانت هذه التقنية تُعيد للأحياء ذكريات الغائبين، أم تُحرّك مشاعر الأسر نحو مساحات قانونية غير محسومة.