متابعات – السابعة الإخبارية
تستمر روايات الناجين من الإعصار المدمر المسمى بالعاصفة دانيال، التي ضربت عدة مدن في ليبيا، بالتأثير في قلوب السامعين، فنصادف حكايا تقشعر لها الأبدان، يحزن عليها الكبير والصغير.
ووسط جهود السلطات والجمعيات للعثور على المفقودين، تحاول مجموعة من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نشر مقاطع فيديو عن روايات الناجين.
أحد المواطنين يكشف: “لم تكن الجبيلة مشمولة بالتحذير”
ففي منطقة الجبيلة بمدينة درنة الليبية، والتي كانت من أكثر المدن المتضررة من الإعصار، كشف المواطن الليبي توفيق خليفة عن اللحظات الصعبة التي عاشها وهو داخل شقته وسط المياه دون أن يستطع الخروج، لدرجة شعر أن أوانه قد حان.
وبدأ توفيق حديثه عن الوقت الذي أقضاه مع عائلته قبل بدء حركة المنخفض الجوي في التحرك بشكل قوي، فقال: “قبل يوم واحد، علمنا بقدوم العاصفة المتوسطية “دانيال”، وما أطلقته الحكومة من تحذيرات بشأن تلك العاصفة، فتوجهت بعائلتي لمنطقة شيحه، حيث يوجد منزل أهل زوجتي”.
وحينها سأل توفيق رجال الأمن فيما لو كانت المنطقة المتواجدين بها وهي “الجبيلة” يشملها التحذير، لتكون الإجابة لا، لأن الجميع توقعاتهم أن جهة البحر هي أكثر جهة تشكل خطراً، وثمة ضرورة لأخذ الحذر منها، وتناسوا مجرى الوادي والسد”.
وأضاف توفيق خليفة: “في أثناء تواجدي بالمنطقة حتى المساء، بدأت الاتصالات بالتذبذب، ثم أخذت العاصفة تتسارع وتشتد، فقررت الخروج من المنزل بسبب قوة هطول الأمطار، وحاولت استعمال مركبتي لكنها تعطلت”.
لحظات بيني وبين الموت
وتابع توفيق خليفة القول: “عند رجوعي وأخي إلى المنزل، تفاجأنا بدخول سيول الوادي علينا من الجهتين، وفي لحظات كانت المياه تملأ المكان، وارتفع مستوى الماء، وأصبح أعلى من ارتفاع أسطح المنازل، وانقطعت الكهرباء، ولأني أجيد السباحة، وصلت لباب المنزل وواجهت صعوبة في فتحه”.
كما تابع: “كان أخي يعاني أكثر مني بسبب ارتفاع منسوب المياه، ولم أفكر وقتها إلا في النطق بالشهادة، وذكر الله، وظننت أنها لحظاتي الأخيرة في الحياة، لكني سمعت دوي صوت عالٍ، وكأنه صوت طائرة نفاثة، لأجد انهيار الحائط الذي يفصلني عن بيت جارنا الملاصق، نتيجة شدة وقوة تدفق مياه السيل، فدخلت على منزل جاري، لأرى جثثهم، حيث انتقلوا إلى رحمة الله جميعا”.
مشيت على الجثث
واستطرد الناجي الليبي حديثه: “بعد ذلك الانهيار، قل منسوب المياه عندي، واستطعت أن أفتح باب منزلي، وخرجت إلى الشارع وجدت جثثاً مرمية هنا وهناك في الشوارع..لم أجد نفسي إلا حافياً مجروح القدمين، اتخطى الجثث فخارت قواي، بسبب نزف جرحي، حتى وصلت إلى سيارات الجيش”.
واختتم توفيق حديثه بالقول: “وفي تلك اللحظات غبت عن الوعي، وتم إسعافي، وشعرت أني قد وصلت إلى بر الأمان، وبعد وصولي منطقة شيحه ذهبت إلى أبنائي، لأخذ قسطاً من الراحة، لكن صدرت أوامر بإخلاء المنطقة، ورغم شعوري بالتعب الشديد، إلا أنني قاومت، وأخذت عائلتي وعائلة صهري، وتم نقلنا بسيارات الجيش إلى منطقة “المخيلي”، ثم إلى منطقة القبة بإحدى المدارس، ليأتي أهالي المنطقة ويقدموا لنا منزلا أقمنا به وكل من معي”.
الإعصار المدمر دانيال
وأسفر الإعصار “دانيال” الذي ضرب شرق ليبيا، يوم الأحد الماضي، عن سقوط عدد كبير من الضحايا في درنة، وتسببت الأمطار الغزيرة في تدمير البنية التحتية والممتلكات.
ولقي آلاف الأشخاص حتفهم عندما انهار سدان في أعقاب العاصفة دانيال، مما أدى إلى جرف أحياء بأكملها في المدينة.
وخلف الإعصار والفيضانات الناجمة عنه أيضا 11 ألفا و470 قتيلا و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقا لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 16 من الشهر الجاري، في حصيلة غير نهائية.
– لوضع اسم مؤسستك أو شركتك ضمن المقال يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي:
– لكتابة مقال خاص عن اسم مؤسستك أو شركتك يمكنك المراسلة عبر البريد الإلكتروني التالي: