الإمارات – السابعة الاخبارية
ميتا، بعد مرور عامين على إطلاق تطبيق Threads، أعلنت شركة ميتا رسميًا عن إطلاق ميزة المحادثات الجماعية داخل التطبيق، في خطوة تُعد الأهم منذ تفعيل ميزة الرسائل المباشرة (DMs) في وقت سابق من هذا العام.
وتسعى ميتا من خلال هذه الإضافة إلى تحويل Threads من مجرد منصة لمشاركة المحتوى النصي والصور إلى تطبيق تواصل متكامل، ينافس بقوة تطبيقات المراسلة الكبرى مثل واتساب وتيليجرام، من خلال توفير تجربة تجمع بين الدردشة والمحتوى الاجتماعي في بيئة واحدة.
ميتا وميزة المحادثات الجماعية: تجربة تواصل جديدة داخل Threads
تتيح الميزة الجديدة لمستخدمي Threads إمكانية إنشاء مجموعات دردشة تضم حتى 50 شخصًا من قائمة متابعيهم. وتهدف هذه الميزة إلى تسهيل التواصل الجماعي بين الأصدقاء، والعائلة، أو حتى بين صناع المحتوى ومجتمعاتهم التفاعلية.
يمكن لأي مستخدم الآن بدء محادثة جماعية من خلال الدخول إلى قسم الرسائل في التطبيق، ثم اختيار “بدء محادثة جديدة” وإضافة المتابعين الذين يرغب بالتواصل معهم. وتعد هذه الخطوة نقلة مهمة في استراتيجية ميتا لجعل Threads أكثر من مجرد منصة نشر محتوى.
رابط الدعوة قادم قريبًا
كشفت ميتا أيضًا أنها تعمل على إضافة ميزة رابط الدعوة المباشر، والتي تتيح لأي مستخدم الانضمام إلى محادثة جماعية عبر نقرة واحدة على الرابط، دون الحاجة إلى الإضافة اليدوية من قِبل منشئ المجموعة. هذه الخطوة ستسهل عملية انضمام الأعضاء، خصوصًا في المجموعات العامة أو المجتمعات المفتوحة.
تخصيص المجموعات وتسمية المحادثات
لم تكتفِ ميتا بمجرد توفير ميزة المحادثات الجماعية، بل أضافت إمكانية تخصيص اسم المجموعة، وهي ميزة أساسية أصبحت شائعة في تطبيقات المراسلة الكبرى. يمكن الآن للمستخدمين اختيار اسم يناسب موضوع المحادثة، سواء كانت مخصصة لهواة السينما، أو لمجموعة دراسية، أو لحملة تسويقية رقمية.
هذه الإضافة تجعل من Threads أداة تنظيمية فعالة، تتيح إنشاء مجتمعات صغيرة ذات اهتمامات مشتركة داخل التطبيق نفسه، ما يعزز من روح المشاركة والتفاعل.
التوسع الأوروبي: المراسلة تصل إلى الاتحاد الأوروبي
بالتوازي مع طرح ميزة المحادثات الجماعية، أعلنت ميتا عن بدء إطلاق خدمات المراسلة في دول الاتحاد الأوروبي تدريجيًا خلال الأيام المقبلة. ويُعد هذا التحديث انتصارًا تنظيميًا بعد سلسلة من التحديات التي واجهت ميتا مع الجهات الرقابية الأوروبية.
مع تفعيل هذه الميزة في أوروبا، سيتمكن المستخدمون من:
- إرسال واستقبال الرسائل المباشرة (DMs)
- إنشاء محادثات جماعية
- التحكم في إعدادات الخصوصية المتعلقة بالمراسلة
- استخدام مجلد خاص للرسائل غير المرغوب فيها (Spam)
- دعم الوسائط المتعددة: صور، فيديو، وملفات (عند توافر الميزة الكامل في بلد المستخدم)
هذا التوسع يدعم طموحات ميتا في تحويل Threads إلى تطبيق عالمي يجمع ما بين المراسلة الفورية والمحتوى الاجتماعي في تجربة واحدة.
أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهريًا
قالت إميلي دالتون سميث، رئيسة قسم المنتجات في Threads، إن التطبيق يشهد نموًا غير مسبوق، مع تجاوز عدد المستخدمين النشطين شهريًا حاجز 400 مليون مستخدم.
وأضافت أن ميزة الرسائل كانت من أكثر المميزات المطلوبة من قبل المستخدمين منذ إطلاق التطبيق في عام 2023، ولكن الشركة فضّلت التركيز أولًا على تحسين استقرار المنصة وبناء قاعدة جماهيرية قبل إدخال وظائف المراسلة.
هذا النهج المرحلي يظهر التزام ميتا بتقديم تجربة استخدام متزنة، دون التسرع في تقديم مميزات قد تؤثر على جودة الأداء أو تخلق فجوات أمنية.
تحسينات مستمرة منذ إطلاق الرسائل المباشرة
منذ إطلاق ميزة الرسائل المباشرة في يوليو الماضي، حرصت ميتا على تقديم تحسينات دورية ومتتالية لتعزيز تجربة المستخدمين. ومن بين أبرز هذه التحسينات:
- دعم إرسال الصور، مقاطع الفيديو، وملفات GIF ضمن المحادثات
- إضافة مجلد “طلبات المراسلة” لتصفية الرسائل من الحسابات غير المعروفة
- إمكانية التحكم الكامل في من يمكنه مراسلتك (مثل السماح فقط للمتابعين أو إغلاق الرسائل نهائيًا)
- تحسين واجهة المستخدم لتسهيل التنقل داخل قسم الرسائل
هذه الخطوات أدت إلى جعل تجربة المراسلة داخل Threads أكثر أمانًا وتنظيمًا، مع التركيز على حماية المستخدمين من المحتوى العشوائي أو غير المرغوب فيه.
ميتا وتوجهها نحو المنافسة في عالم المراسلة
من الواضح أن ميتا تسعى لتحويل Threads إلى منصة تواصل متكاملة، تجمع بين النشر الاجتماعي والدردشة التفاعلية. ورغم أن لدى ميتا بالفعل تطبيقات مراسلة عملاقة مثل واتساب وماسنجر، فإن Threads يُعتبر امتدادًا مختلفًا يتكامل مع ثقافة المحتوى النصي والمجتمعات الرقمية الحديثة، المشابهة لتجربة تويتر/إكس.
ما الذي يميز Threads عن واتساب وماسنجر؟
- يعتمد Threads على نظام المتابعة وليس جهات الاتصال، مما يجعله أكثر شبهاً بمنصات المحتوى العام
- يقدم تجربة نشر مركّزة على النصوص والأفكار بدلًا من المحادثات الشخصية فقط
- يتيح للمبدعين التفاعل مع جمهورهم ضمن مجموعات نقاش ومراسلة في نفس الوقت
هذا الدمج بين التدوين والدردشة يجعل من Threads منافسًا مباشرًا لتطبيقات مثل تيليجرام، التي تجمع بين النشر العام والدردشات الخاصة ضمن منصة واحدة.
هل تصبح Threads التطبيق الأساسي للمراسلة مستقبلاً؟
يبدو أن طموح ميتا يتجاوز مجرد تحسين تجربة Threads، بل يمتد إلى إعادة تعريف طريقة تواصل الناس عبر الإنترنت. فبينما تبقى تطبيقات مثل واتساب مخصصة للمراسلات الشخصية والعائلية، تسعى ميتا إلى أن يكون Threads هو الخيار الأول لمن يريد نقاشات مجتمعية، مجموعات فكرية، أو محتوى نصي مع دردشة مباشرة.
ومع استمرار الشركة في تطوير الخصائص التفاعلية، فإن Threads قد يتحول بالفعل إلى تطبيق يومي أساسي في حياة المستخدمين، خاصة لأولئك الذين يجمعون بين إنشاء المحتوى والتفاعل الاجتماعي.
مستقبل Threads في ظل التحديثات المتسارعة
من الواضح أن ميتا تتعامل مع Threads على أنه مشروع استراتيجي بعيد المدى، وليس مجرد تطبيق إضافي ضمن محفظتها. فمع كل تحديث جديد، تقترب المنصة من التحول إلى مركز تواصل شامل، يجمع بين:
- النشر الاجتماعي (نصوص، صور، مقاطع قصيرة)
- الدردشة الخاصة والجماعية
- التفاعل المجتمعي ضمن مجموعات مصغرة
- أدوات الخصوصية وحماية المستخدم
في حال استمر هذا الزخم، فمن المحتمل أن نرى في المستقبل القريب إطلاق ميزات أكثر تطورًا، مثل:
- مكالمات صوتية ومرئية
- مجموعات قابلة للبحث والانضمام العام
- إعلانات مخصصة داخل المجموعات
- تكامل مع الإنستغرام أو الميتافيرس
في الختام: هل تحقق ميتا المعادلة المثالية عبر Threads؟
مع إطلاق ميزة المحادثات الجماعية، تكون ميتا قد اتخذت خطوة مهمة نحو جعل Threads منصة أكثر تكاملًا وتفاعلية. وإذا استمرت الشركة في تحسين تجربة المستخدم، فإن التطبيق مرشّح بقوة ليكون أحد أهم أدوات التواصل الاجتماعي خلال السنوات القادمة.
الميزة الجديدة لا توفر فقط وسيلة للدردشة، بل تفتح الباب أمام بناء مجتمعات حقيقية داخل التطبيق، ما يعزز من تفاعل المستخدمين ويزيد من فرص المحتوى في الانتشار والنقاش.
في عالم مزدحم بالتطبيقات، يبدو أن Threads يسير بخطى ثابتة نحو أن يكون أكثر من مجرد منصة نصية، بل فضاءً رقميًا متكاملًا يعكس تطلعات الجيل الجديد من المستخدمين.