أمريكا – السابعة الإخبارية
ميسي.. في مشهد كروي مفعم بالحنين والطموح، يستعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد فريق إنتر ميامي الأمريكي، لخوض مواجهة مرتقبة أمام بورتو البرتغالي، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العالم للأندية 2025.
ورغم أن المباراة تدخل ضمن منافسات البطولة العالمية، فإنها تحمل أبعادًا خاصة لميسي، تعود إلى أكثر من عقدين من الزمن، حين بدأت رحلته الحقيقية مع عالم كرة القدم المحترفة على ملعب بورتو.
الذكرى الأولى.. حين أعلن الفتى الأرجنتيني ميسي عن قدومه
في السادس عشر من نوفمبر عام 2003، خطى ميسي أولى خطواته بقميص الفريق الأول لبرشلونة في مباراة ودية أمام بورتو، بقيادة المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو آنذاك.
لم يكن ميسي قد أتم السابعة عشرة من عمره، لكنه رغم صغر سنه قدّم لمحات فنية استثنائية، صنع خلالها فرصتين وسدد على المرمى، ما لفت أنظار الطاقم الفني لبرشلونة، الذي كان لا يزال يتعامل معه كلاعب في صفوف الفريق الرديف.
وعلى الرغم من أن اللقاء لم يُحتسب رسميًا، إلا أنه كان بمثابة إعلان عن ميلاد نجم عالمي جديد، وترك بصمة أولى مميزة في مسيرة لاعب سيصبح لاحقًا من أعظم من لمس الكرة في تاريخها.

مواجهة رسمية وحيدة.. ولقب قاري ثمين
بعد ثماني سنوات من ذلك الظهور الأول، عاد اسم بورتو ليظهر في مسيرة ميسي، ولكن هذه المرة في لقاء رسمي ضمن كأس السوبر الأوروبي 2011.
برشلونة، بطل دوري أبطال أوروبا آنذاك، واجه بورتو، بطل الدوري الأوروبي، في مباراة جرت على ملعب لويس الثاني في موناكو.
وكعادته، لم يُفوّت ميسي الفرصة ليؤكد حضوره الكبير في المناسبات الكبرى. فقد افتتح التسجيل للبارسا في الدقيقة 39، مستغلًا خطأ دفاعيًا، قبل أن يصنع الهدف الثاني لزميله سيسك فابريغاس في الدقيقة 88، ليحسم الفريق الكتالوني اللقب الأوروبي.
ذلك اللقاء، ورغم أنه الوحيد رسميًا بين ميسي وبورتو، حمل في طياته الكثير من الدلالات: تأكيد نضوج اللاعب الذي بدأ حلمه على نفس الملعب، وأصبح رمزًا عالميًا لكرة القدم.

اليوم.. صفحة جديدة تُكتب بقميص مختلف
الآن، وبعد مرور أكثر من 21 عامًا على أول لقاء، يعود ميسي ليقف وجهًا لوجه أمام بورتو من جديد، ولكن بقميص مختلف، وفي بطولة جديدة.
فميسي اليوم هو قائد إنتر ميامي الأمريكي، الفريق الذي يشارك للمرة الأولى في كأس العالم للأندية، ويأمل في أن يحقق نتيجة إيجابية تدفعه إلى الأدوار المتقدمة.
وتُعد هذه المواجهة بالنسبة لميسي فرصة نادرة لإحياء ذكرى البداية، ولكن في ظل تحديات ومسؤوليات مختلفة، إذ لم يعد الفتى الطموح الباحث عن فرصة، بل القائد الملهم الذي يحمِل على عاتقه طموحات فريق بأكمله، وجماهير تنتظر منه الكثير.

التاريخ يعيد نفسه.. ولكن بشروط الحاضر
الزمان تغيّر، والمكان كذلك، لكن الرمزية التي تجمع ميسي وبورتو لا تزال حاضرة.
من أول فرصة صنعها مراهق أرجنتيني في ملعب بورتو، إلى هدف وتمرير حاسم في نهائي أوروبي، وصولًا إلى لقاء اليوم في البطولة العالمية… المشهد يبدو كما لو أن الزمن يدور ليعيد ملامح الحكاية من جديد، ولكن بلون مختلف وتفاصيل جديدة.
مواجهة إنتر ميامي أمام بورتو قد تكون مفصلية في مشوار الفريق الأمريكي، لكنها بالنسبة لميسي أكثر من مجرد مباراة… إنها استدعاء لذاكرة مجدٍ بدأ هناك، ومحاولة لإثبات أن البدايات العظيمة لا تُنسى، بل تُروى من جديد، كلما لامست الكرة قدميه.
ليونيل ميسي.. أسطورة لا تتكرر في عالم كرة القدم
يُعد الأرجنتيني ليونيل ميسي أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، إن لم يكن الأعظم على الإطلاق. مسيرته المذهلة بدأت منذ أن كان طفلًا في مدينة روزاريو، قبل أن يخطفه نادي برشلونة إلى أكاديميته، حيث صعد بسرعة الصاروخ إلى الفريق الأول، وبدأ في كتابة تاريخ ذهبي.
حقق ميسي كل الألقاب الممكنة مع برشلونة، منها دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، وكأس الملك، بالإضافة إلى فوزه بالكرة الذهبية ثماني مرات (حتى عام 2023).
ورغم انتقاله لاحقًا إلى باريس سان جيرمان، ثم انضمامه إلى إنتر ميامي الأمريكي، ظل يحظى بحب الملايين في العالم، بسبب موهبته الفريدة وتواضعه داخل وخارج الملعب.
أهم إنجازات ميسي جاءت مع منتخب الأرجنتين، حين قاد بلاده للتتويج بكأس كوبا أمريكا 2021، ثم كأس العالم 2022 في قطر، ليضع بصمته الأخيرة في سجلات التاريخ.
ميسي لا يُقاس فقط بالأرقام، بل بتأثيره الفني والإنساني، وقدرته على تغيير مجريات المباريات بلحظة إبداع واحدة.
هو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل ظاهرة رياضية وإنسانية ألهمت أجيالًا كاملة.
من 2007 الى 2025 .. هنالك اشياء لم تتغير يا ميسي 🐐 pic.twitter.com/6MePM54xJm
— Leo (@Lordmessi_) June 15, 2025