سوريا – السابعة الاخبارية
ناصيف زيتون، في حديث مؤثر أعاد جمهوره إلى لحظات البدايات الأولى، كشف الفنان السوري ناصيف زيتون عن مشاعره بعد انضمامه إلى لجنة تحكيم الموسم السادس من برنامج اكتشاف المواهب الأشهر “ذا فويس“. هذه التجربة الجديدة أعادت له كما قال “رائحة الماضي”، حين كان هو نفسه أحد المتسابقين في برنامج مواهب مشابه قبل أن يصبح أحد أبرز نجوم الغناء العربي.
ناصيف تحدث بعفوية وصدق عن مشاعره قائلاً إن مشاركته الحالية أعادت له الإحساس نفسه الذي عاشه في بداياته، مؤكداً أنه يرى نفسه في كل متسابق يقف على المسرح، ويرتجف صوته من الخوف أو الحماس. وأضاف أن وجوده اليوم في موقع الحكم لا يعني نسيانه لتلك الأيام التي كانت مليئة بالتوتر والأمل، بل على العكس جعلته أكثر تفهماً وإنسانية مع المشتركين.
ناصيف زيتون: “ذا فويس”.. محطة مختلفة في مسيرتي الفنية
يرى ناصيف زيتون أن “ذا فويس” ليس مجرد برنامج لاكتشاف الأصوات، بل مساحة تجمع بين الخبرة والشغف. هذه المشاركة بحسب تعبيره تمثل له نقطة تحول فنية جديدة، لأنها لا تُظهره فقط كمطرب، بل كشخص خبير قادر على نقل تجربته للجيل الجديد من الأصوات الصاعدة.
وأوضح أنه يشعر بمسؤولية كبيرة أمام الكاميرا، لأنه يعرف أن كلمة منه قد تغيّر حياة أحدهم. وأضاف: “الكرسي الأحمر ليس مكاناً سهلاً، هو مقعد يحمل ثِقلاً، لأنك تحكم على حلم شخص، وتقرر إن كان سيستمر أو يتوقف مؤقتاً”.
وأكد أنه لا ينظر إلى نفسه كمجرّد حكم، بل كفنان يعيش مع المتسابقين مشاعرهم ويشاركهم الخوف والطموح، لأن كل خطوة في البرنامج تذكّره بخطواته الأولى نحو النجاح.

ناصيف ورحمة رياض.. ذاكرة مشتركة من أيام المنافسة
من النقاط اللافتة التي تحدّث عنها ناصيف زيتون كانت علاقته بزميلته في لجنة التحكيم الفنانة رحمة رياض، إذ أشار إلى أنهما يتشاركان خلفية فنية متشابهة، فكلٌّ منهما خاض سابقاً تجربة برامج المواهب. قال ضاحكاً: “أنا ورحمة نعرف تماماً إحساس المتسابق قبل الصعود إلى المسرح، لذلك نحن أكثر لجنة قادرة على فهم توترهم”.
وأضاف أنهما يسترجعان دائماً ذكريات البدايات، ويتحدثان عن كيف كانت تلك المرحلة مليئة بالأحلام البسيطة والرهبة من الجمهور. وتابع قائلاً إنهما يعيشان حالة وجدانية خاصة أثناء التحكيم، لأنهما يعرفان أن وراء كل متسابق قصة نضال طويلة، وحلم لا يريد صاحبه أن ينكسر.
الخوف الإيجابي.. مفتاح النجاح في عيون ناصيف
توقف ناصيف زيتون عند نقطة لافتة وهي إحساس القلق الذي يعيشه المتسابقون، واعتبره شيئاً طبيعياً وضرورياً. قال: “الخوف ليس عيباً، بل هو طاقة إيجابية إذا وُظّفت بشكل صحيح، لأن الفنان الحقيقي يخاف من الجمهور ومن الوقوف أمامه، وهذا الخوف هو ما يجعله يُبدع”.
وتابع أن أكثر اللحظات تأثيراً بالنسبة له هي عندما يسمع صوت أحد المشتركين وهو يرتجف من التوتر، مشيراً إلى أنه يشعر بأنه يعيش التجربة نفسها من جديد، وكأن الزمن يعيده إلى الأيام الأولى قبل أن يعرفه الجمهور.
وأكد أن هذه المشاعر تمنحه دافعاً أكبر ليكون صادقاً في أحكامه، ولينقل للمتسابقين ما تعلّمه من تجربته الطويلة في عالم الفن، والتي وصفها بأنها “رحلة من الحلم إلى الحقيقة، مليئة بالتعب لكنّها تستحق”.
بين العدل والعاطفة.. تحدي الكرسي الأحمر
تحدث ناصيف عن صعوبة مهمة لجنة التحكيم، وخصوصاً في مرحلة اختيار الأصوات، قائلاً إن الموقف ليس بسيطاً كما يظنه البعض، فالحكم يعيش حالة من التردد بين العاطفة والمهنية.
وأوضح: “أحياناً تشعر أن المشترك يستحق فرصة لأنه صادق، حتى لو لم يكن صوته مثالياً، وأحياناً العكس، تكون الموهبة قوية لكن ينقصها الإحساس”.
وأكد أن التوازن بين القلب والعقل هو ما يصنع حكمًا عادلًا، وأن أهم ما يسعى إليه في البرنامج هو أن يكون منصفًا وصادقًا، لأن المشتركين لا يحتاجون فقط إلى النقد، بل إلى التوجيه الإيجابي الذي يساعدهم على التطور دون أن يحبطهم.
وأضاف أن لجنة “ذا فويس” هذا الموسم تمتلك تناغماً واضحاً بين أعضائها، ما يجعل التجربة أكثر متعة وإنسانية، فكل فنان يأتي بخبرته وشخصيته، ليصنعوا معاً لوحة فنية متكاملة.
المشهد الإنساني في الكواليس
كشف ناصيف أن أكثر اللحظات تأثيراً عليه هي التي لا تراها الكاميرات، وهي تلك التي تحدث في الكواليس. قال إن هناك مشتركين يدخلون وهم يحملون قصصاً إنسانية كبيرة، من فقدان أحد الأحباء إلى معاناة مع الفقر أو المرض، ورغم ذلك يعتلون المسرح بابتسامة وأمل.
وأشار إلى أن بعض هذه القصص يجعله يعجز عن الكلام، ويضطر إلى التزام الصمت احتراماً لصدقهم. وتابع قائلاً إن الفن في النهاية ليس فقط صوتاً جميلاً، بل رسالة إنسانية تُلهم الآخرين، وهذا ما يحاول أن يزرعه في كل مشترك يلتقيه داخل البرنامج.
“ذا فويس” منبر لتجديد الإيمان بالفن
يرى ناصيف زيتون أن التجربة أعادت له إيمانه العميق بالفن كمجال يُبنى على الجهد والتجربة وليس الحظ. أوضح أن رؤيته لأصوات جديدة تتحدى الخوف والظروف جعلته يتذكر لماذا أحب الغناء في الأساس، وأن الموسيقى لا تزال قادرة على منح الأمل.
وأضاف أن البرنامج يمنحه طاقة مختلفة، لأنه يرى الجيل الجديد من المواهب يعبّر عن طموحه من خلال الفن، مؤكداً أن “ذا فويس” يظل واحداً من أنجح البرامج التي قدّمت للعالم العربي أسماء كبيرة أثبتت وجودها في الساحة الغنائية.
وقال ناصيف: “كل صوت جديد يظهر أمامنا هو تذكير بأن الفن لا يموت، وأن الجمهور العربي لا يزال متعطشاً للأصالة والإحساس الحقيقي”.
من المنافسة إلى التوجيه.. رحلة فنان نضج مع التجربة
من خلال تجربته الحالية، يرى ناصيف زيتون أن الإنسان يتطور مع الوقت، وأن ما كان يخيفه في بداياته أصبح اليوم دافعاً لمساعدة الآخرين. وأكد أن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن التعلّم، فكل جيل جديد يأتي بخبرة مختلفة ورؤية معاصرة.
وأوضح أنه يسعى من خلال البرنامج إلى أن يكون قدوة للمواهب الصاعدة، ليس فقط في الغناء بل في الالتزام والاحترام والإصرار على الحلم. وأضاف: “حين يراني المتسابقون على الكرسي الأحمر، أتمنى أن يفهموا أن الطريق لم يكن سهلاً عليّ أيضاً، لكن بالإصرار كل شيء ممكن”.
ناصيف زيتون.. بين تواضع الفنان وصدق الإنسان
في ختام حديثه، وجّه ناصيف زيتون رسالة مؤثرة لكل المشاركين في البرنامج، قائلاً: “لا تتركون الخوف يكسركم، هو جزء منكم، خلوه يحفزكم لتبدعوا”. وأكد أنه يتعلم منهم كما يتعلمون منه، لأن الطاقة التي يخلقها البرنامج هي تبادل حقيقي بين الخبرة والحلم.

وبينما يعيش ناصيف نجاحه في عالم الغناء، يظهر اليوم بوجه آخر أكثر نضجاً وإنسانية، فالفنان الذي صعد يوماً من مقعد المتسابق إلى منصة التحكيم لم ينسَ الطريق الذي أوصله إلى هنا.
إنها قصة ناصيف زيتون الذي أثبت أن النجاح الحقيقي ليس أن تصل إلى القمة، بل أن تظلّ تتذكّر من أين بدأت، وتفتح الباب لمن يأتي بعدك.
