سوريا – السابعة الاخبارية
نانسي خوري، في مشهدٍ مليء بالمشاعر المتضاربة، وثّقت الفنانة السورية نانسي خوري اللحظات التي عاشتها في يوم عيد ميلادها الرابع والثلاثين، والذي صادف 16 يوليو 2025، لكن بدلاً من أن يكون يومًا للاحتفال، تحوّل إلى مناسبة مؤلمة بعد تعرض سيارتها للضرر نتيجة التوترات الأمنية التي تشهدها سوريا في الآونة الأخيرة.
شاركت نانسي متابعيها عبر حسابها الرسمي على منصة إنستغرام مقطع فيديو يظهر حالة سيارتها التي تحطمت أجزاء منها، في مشهد يعكس حجم القلق والخوف الذي يعيشه السوريون يوميًا. المقطع لم يكن مجرد عرض لأضرار مادية، بل كان رسالة موجعة محمّلة بالحزن والقلق والخيبة، عبّرت فيها نانسي عن حالها وحال شعبها.
نانسي خوري تكشف تفاصيل قضاء عيد الميلاد المرعب
كتبت نانسي تعليقًا مؤثرًا على الفيديو الذي نشرته، قائلة:
“هيك قضيت يوم عيد ميلادي 16/7/2025… أنا شخص بخاف بهالمواقف، وما تعودت ولا بحياتي رح اتعود على صوت الصاروخ أو صفرة القذيفة أو الحزام الناسف أو طلقة الرصاصة.”
View this post on Instagram
وعكست كلماتها مشاعر الارتباك والحزن والخوف التي تطغى على الحياة اليومية في مناطق النزاع، وأضافت:
“بكل الأحوال، ما كان بدي احتفل. الوضع كلو ما بيحتمل أي احتفال، ولكن كنت كتير حابة فكرة أني رح كون بيوم عيدي عم بعمل أكتر شغلة بحبا بالكون: عم مَثّل وعلى المسرح.”
هذا التناقض بين الحب للفن والرغبة في التعبير، وبين واقع أمني مرير، جعل من كلماتها صدى لكل شاب وشابة في سوريا يحاولون التمسك بالأمل وسط رماد الحرب.
صور ما قبل التفجيرات وما بعدها
نانسي نشرت أيضًا صورتين مؤثرتين عبر حسابها:
- الصورة قبل الأخيرة التُقطت قبل دقائق فقط من الانفجارات التي وقعت في المنطقة، وتُظهر صهرها وأصدقاء مقربين كانوا قد جاؤوا لمساعدتها في تجهيز عرض مسرحي كانت تشارك فيه.
- أما الصورة الأخيرة، فهي للدمية “ياسمينة” التي علّقت عليها بالقول إنها “ضلت صامدة بوجه كلشي”، وكأنها رمز للمثابرة وسط الفوضى.
لم تكن هذه الصور مجرّد توثيق لحظة، بل تجسيد لواقع آلاف السوريين الذين يعيشون على حافة الخطر، يحاولون أن يصنعوا لحظات بسيطة من الفرح رغم كل شيء.
رسالة سلام.. وأمنية هجرة
في منشورها الطويل، لم تُخفِ نانسي خوري رغبتها العميقة في السلام والاستقرار، لا لنفسها فقط، بل لعائلتها وجميع من يعيشون في ظروف مشابهة. ختمت منشورها بأمنية شخصية قالت فيها:
“أمنيتي بسنتي الـ34… إختي وصهري والأولاد يسافروا عشي مكان وبس.”
هذه الأمنية الصادقة والبسيطة لاقت تفاعلًا واسعًا من جمهورها، حيث انهالت التعليقات الداعمة والمتعاطفة، وتمنّى كثيرون أن يتحقق حلم نانسي، وأن تنعم هي وعائلتها بالأمان الذي بات حلمًا بعيد المنال لكثير من السوريين.
تفاعل واسع ودعم من المتابعين
لاقى منشور نانسي خوري تأثيرًا كبيرًا في قلوب متابعيها، وانهالت عليها التعليقات التي عبرت عن الحب والدعم والدعاء لها ولأهلها. كثيرون كتبوا رسائل تضامن ومواساة، مؤكدين أن صوتها الموجوع هو صوتهم جميعًا، وأنها تمثل بحقيقتها وعفويتها كل شاب سوري يحاول أن يصنع الفرح وسط الركام.
أحد المتابعين كتب:
“كلماتك وصلت لقلوبنا، لأنك بتحكي وجعنا كلنا.. كل سنة وإنتِ بخير وإن شاء الله بتهدي البلاد ونرجع نحس بالأمان.”
وكتب آخر:
“ما حدا بيستاهل يعيش بهالرعب.. الله يحميك ويحمي عيلتك، والله يحققلك كل أمنية.”
حتى بعض زملائها في الوسط الفني تفاعلوا مع المنشور، حيث شارك عدد من الممثلين والمخرجين صورًا وتعليقات داعمة، مشيدين بشجاعتها في توثيق ما حدث، واعتبروا رسالتها “صوتًا لا بد أن يُسمع”.
نانسي خوري.. صوت الفن وسط الدمار
تعرف نانسي خوري بموهبتها الصادقة وشغفها الكبير بالمسرح والدراما، وقد برزت خلال السنوات الأخيرة بأدوار جسدت واقع المرأة السورية ومآسي الحرب. لكنها في هذه المرة، لم تكن تؤدي دورًا على الشاشة، بل كانت بطلة مشهد واقعي مؤلم، شاءت أن توثقه لا من باب لفت الانتباه، بل لقول الحقيقة كما هي.
ما كتبته نانسي هو أكثر من مجرد منشور عيد ميلاد، إنه نداء إنساني صادق، يحمل رسالة عميقة عن الألم، والتعب، والرغبة في الهروب من كابوس لا ينتهي، ورسالة أخرى عن التمسك بالفن والأمل رغم كل شيء.
نانسي ختمت منشورها بجملة مقتبسة من عرض مسرحي شاركت فيه:
“أمنية واحدة: صيفٌ لطيف وشتاءٌ معتدل، لا قتال، لا حرائق.”
كلمات بسيطة، لكنها تحمل في طياتها أعمق الأمنيات التي يُمكن لإنسان أن يحلم بها في وطن مزّقته الحروب والنزاعات.
وبينما لا تزال نانسي خوري تحاول استعادة لحظة فرح لم تكتمل، تبقى رسالتها صدىً لكل من يعيش في مناطق الصراع، ويحلم بيوم ميلاد بلا قنابل، وبمسرح بلا دمار، وبأمل لا ينطفئ.