سنغافورة – السابعة الإخبارية
قام لي كوان يو، رئيس وزراء سنغافورة آنذاك وأحد أبرز المهندسين وراء نهضة اقتصاد بلاده، خطابًا أمام الكونغرس الأمريكي تناول فيه قضاياالتجارة العالمية والتحديات الاقتصادية التي تواجه الولايات المتحدة وذلك في عام 1985،.
كانت كلماته بمثابة نبوءة استمرت أربعة عقود، وكأنها تتحدث عن الوضع الاقتصادي الراهن الذي يشهد تنبؤاته تتجسد.
خلال حديثه عن الرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، أكد كوان أن «الحل يكمن دائمًا في زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول»،مشددًا على أن هذا هو السبيل لعلاج البطالة والركود.
وحذر من أن فرض الرسوم سيؤدي إلى تأثيرات سلبية على الشركات والاستثمار، مما ينعكس سلبًا على المواطنين من خلال ارتفاع معدلات البطالةوإفلاس الشركات.
كان لي كوان يو معروفًا بآرائه الواضحة حول أهمية الانفتاح التجاري والسياسات الاقتصادية الفعالة.
ومع تكرار الأحداث اليوم، يبدو أن تحذيراته تكتسب أهمية أكبر، خاصةً في ظل حرب الرسوم الجمركية التي أشعلها الرئيس الأمريكي السابق دونالدترامب، والتي أدت إلى تصعيد النزاع التجاري عالميًا.
في مذكراته “قصة سنغافورة“، استعرض لي كوان يو التحديات الاقتصادية التي واجهت بلاده بعد الاستقلال في عام 1965، وكيف ركز على جذبالاستثمارات الأجنبية وتطوير البنية التحتية والتعليم، مما ساعد في تحويل سنغافورة إلى مركز تجاري ومالي عالمي.
وأشار كوان في خطابه التاريخي إلى أن فرض رسوم جمركية على السلع هو “سلاح سيجرح مرتين“، موضحًا أن الدول التي تفرض الرسوم ستتأثر،كما أن الفارض سيعاني من ارتفاع أسعار السلع وتراجع التبادل التجاري. واعتبر أن تحرير التجارة الدولية هو أساس التقدم والازدهار.
هل كان لي كوان يو قادرًا على قراءة المستقبل وتنبؤ الأزمة الاقتصادية الحالية الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع المستوردة؟
هذه القرارات أدت إلى ردود فعل من الدول الأخرى، مما تسبب في حالة من الفوضى الاقتصادية العالمية تهدد بكساد عظيم.