الإمارات – السابعة الاخبارية
نجاح المساعيد، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية موجة واسعة من الجدل بعد الكشف عن تفاصيل صادمة تتعلق بسرقة الشاعرة والإعلامية الأردنية نجاح المساعيد، في واقعة لم يكن أحد يتخيل أن يكون بطلها هو زوجها الضابط الأردني عامر ركاد السردي.
القصة التي بدأت كحديث عابر على السوشيال ميديا تحولت خلال ساعات إلى قضية رأي عام، خاصة بعد أن أكدت المساعيد بنفسها الواقعة، لتبدأ رحلة من الغضب والتعاطف والانقسام بين الجمهور.
نجاح المساعيد.. بداية القصة سرقة بملايين الدراهم
في يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025، انتشرت على نطاق واسع منشورات تتحدث عن تعرض نجاح المساعيد لسرقة مبلغ ضخم يُقدر بـ 5 ملايين دينار أردني، ما يعادل أكثر من 25 مليون دولار أميركي. وبينما كانت الأخبار تتضارب حول الرقم الحقيقي وهوية السارق، خرجت المساعيد بنفسها عبر حسابها على “إنستغرام” بفيديو قصير لتؤكد الخبر، وتكشف أن المبلغ المسروق هو 5 ملايين درهم إماراتي فقط، أي ما يعادل مليون دينار أردني تقريبًا.

وفي الفيديو، ظهرت المساعيد بملامح حزينة وعيون دامعة، قائلة:
“الغدر بهذه الطريقة قاتل، والله العظيم قاتل. وما جزاء الإحسان إلا الإحسان. أنا إنسانة كنت زينة مع هذا الإنسان بصرف النظر من هو، لكن ما كنت أستحق هذا التعامل… الموقف صدمني، الغدر صدمني، مش سالفة فلوس، الفلوس تروح وتيجي.”
كلماتها المليئة بالألم أثارت تعاطفًا كبيرًا من الجمهور الذي لم يكن يعلم بعد أن الشخص المقصود بـ”الغدر” هو زوجها نفسه، الذي ارتبطت به في زواج لاقى اهتمامًا واسعًا قبل سنوات بسبب فارق العمر بينهما ومكانته العسكرية.
القبض على الزوج المتهم
لم تمضِ سوى 48 ساعة على انتشار الفيديو حتى أعلنت الأجهزة الأمنية الأردنية رسميًا عن إلقاء القبض على المتهم عامر ركاد السردي، زوج نجاح المساعيد، بعد أن تبيّن أنه هو من سرق المبلغ من داخل المنزل ثم توارى عن الأنظار.
وجاء في بيان مديرية الأمن العام الأردنية:
“تقدّمت سيدة بشكوى للبحث الجنائي في العاصمة عمّان تفيد بتعرّضها لسرقة مبلغ 5 ملايين درهم إماراتي من قبل زوجها، بعد أن غافلها وسرق المبلغ من داخل المنزل، وهو جزء من ثمن عقار كانت قد باعته في إمارة دبي. وقد تم تحديد مكان اختباء المشتكى عليه وإلقاء القبض عليه فجر اليوم، حيث اعترف بالتحقيق معه بسرقة المبلغ، وتم ضبط مليون وستمئة ألف درهم إماراتي بحوزته، فيما يجري البحث عن باقي المبلغ.”
هذا البيان الرسمي أنهى الجدل حول هوية الفاعل، لكنه فتح بابًا جديدًا للنقاش حول إمكانية إعفاء الزوج من العقوبة، وهي المفاجأة التي فجّرت جدلًا قانونيًا كبيرًا في الأردن.
هل يُعفى الزوج من العقوبة رغم اعترافه؟
في تصريح خاص لموقع “فوشيا”، أوضح الخبير القانوني الأردني الدكتور صخر الخصاونة أن القضية ما زالت قيد التحقيق، لكن هناك احتمالًا قانونيًا يعفي الزوج من العقوبة إذا كانت العلاقة الزوجية لا تزال قائمة.
وقال الخصاونة:
“وفقًا للمادة (425) من قانون العقوبات الأردني، يُعفى الزوج أو أحد الأصول أو الفروع من العقوبة إذا ارتكب جريمة سرقة ضد أحد أفراد عائلته، بشرط استمرار العلاقة القانونية بينهم، أي في حال لم يقع الطلاق بعد.”
وأوضح أن القانون لا يُبيح الفعل نفسه — فالسرقة تبقى سرقة — لكنه يسمح بإسقاط العقوبة الجنائية في مثل هذه الحالات، ما يعني أن المتهم قد لا يُسجن رغم اعترافه بالجريمة.
كما أشار إلى أن نجاح المساعيد يمكنها المطالبة باسترداد المبلغ المسروق عبر دعوى مدنية مستقلة، حتى لو سقطت العقوبة الجنائية، مضيفًا أن القانون في هذه الحالة يسعى للحفاظ على الروابط الأسرية وتجنب الفضيحة العامة بين الزوجين.
نجاح المساعيد ترد وتكشف تفاصيل مؤلمة
بعد أيام من الصمت، عادت المساعيد لتتحدث مجددًا عبر مقطع مصوّر آخر، شاكرتًا أجهزة الأمن على سرعة القبض على الجاني، لكنها امتنعت عن ذكر اسمه صراحة، قائلة:
“أنا ما كنت أتوقع إن الشخص القريب مني يكون هو السبب، بس الحمد لله على كل حال. أهم شي رجوعي لربي وكرامتي، والفلوس تعوّض.”
حديثها حمل نغمة حزن واضحة، لكنها بدت أكثر قوة، مؤكدة أنها لن تتنازل عن حقها القانوني مهما كانت الضغوط أو الأعذار.
الجمهور انقسم بين متعاطف يرى أن ما حدث غدر وخيانة كبرى، وبين من دعا إلى التريث وعدم الحكم على الزوج قبل انتهاء التحقيقات، خصوصًا بعد أن خرجت عائلته عن صمتها.
ردّ عائلة عامر السردي: “خلاف عائلي وليس سرقة”
في مواجهة موجة الهجوم الإلكتروني، خرج شقيق عامر السردي في مقطع فيديو نشره عبر “تيك توك”، مؤكدًا أن ما يتم تداوله “مبالغ فيه”، وأن ما حدث لا يعدو كونه “خلافًا زوجيًا” تطوّر إلى شكوى رسمية.
وقال:
“الناس أخدت الموضوع وبدأت تشتم وتنشر إشاعات. الموضوع ببساطة خلاف بين زوج وزوجته، ولا نسمح لأحد يسيء لشقيقي. العائلة ستتخذ إجراءات قانونية ضد أي شخص يروّج للأكاذيب أو يستخدم القضية لتشويه سمعة ضابط في الأمن العام.”
أما شقيقة المتهم فقد كانت أكثر حدة في ردّها، حيث اتهمت نجاح المساعيد بأنها تبحث عن الشهرة و”الترند”، قائلة:
“مش إذا عامر بده يتركك، تطلعي ترند على السوشيال ميديا حتى تنشهري وتجيبي لايكات وتعليقات. إحنا عايشين بعز وغنى، ومش محتاجين فلوسك.”
كلماتها أثارت جدلًا واسعًا، إذ اعتبرها البعض محاولة لتبرير السرقة، فيما رأى آخرون أنها ردّ فعل طبيعي لعائلة شعرت بالمهانة من تداول اسم ابنها في قضية بهذا الحجم.
هل انفصلت نجاح المساعيد عن زوجها فعلًا؟
رغم أن الواقعة انفجرت إعلاميًا في أكتوبر 2025، إلا أن مصادر مقربة من المساعيد كشفت أن العلاقة بين الطرفين كانت متوترة منذ شهور، وأنهما انفصلا رسميًا في أبريل 2025، بناءً على طلبها الشخصي.
وأظهرت وثائق رسمية تحمل رقم الدعوى (2025/1135) أن نجاح كانت الطرف المبادر في طلب التفريق بسبب خلافات أسرية متراكمة. وأفادت مصادر قانونية بأن الطلاق تم رغم اعتراض الزوج، وأنهما لم يعلنا الخبر حفاظًا على الخصوصية.
هذا التطور يغيّر مسار القضية جذريًا، إذ يعني أن العلاقة الزوجية لم تكن قائمة قانونيًا وقت ارتكاب الجريمة، ما يجعل المتهم غير مشمول بالإعفاء من العقوبة وفق المادة 425، وبالتالي يمكن أن يُدان فعليًا بالسرقة ويواجه عقوبة السجن.
من هي نجاح المساعيد؟
نجاح المساعيد، شاعرة وإعلامية أردنية من أصول بدوية، اشتهرت منذ مطلع الألفية بإطلالاتها القوية وشخصيتها الجريئة في البرامج الشعرية، قبل أن تتزوج عام 2019 من الضابط الأردني عامر السردي في زفاف ضخم أثار ضجة وقتها.
عرفت المساعيد بدفاعها عن قضايا المرأة، وظهورها في برامج ثقافية واجتماعية مؤثرة، كما تتمتع بجماهيرية واسعة في الأردن والخليج العربي.
وبسبب شخصيتها الصريحة وحياتها العامة المليئة بالمفاجآت، غالبًا ما تكون محط اهتمام وسائل الإعلام، لكن قضية السرقة الأخيرة تعد الأكثر صدمة وإثارة في مسيرتها.
بين الغدر والعفو: جدل أخلاقي واجتماعي
أثارت القضية تساؤلات كثيرة حول حدود الغفران العائلي، وهل يمكن اعتبار السرقة بين الأزواج “خلافًا عائليًا” أم “جريمة مكتملة الأركان”؟
فمن جهة، يرى البعض أن ما فعله الزوج خيانة للثقة تستوجب العقاب القانوني، بينما يرى آخرون أن كشف تفاصيل كهذه على العلن يزيد من تأزيم العلاقات الأسرية ويعرض الخصوصيات العائلية للفضيحة.
لكن المؤكد أن ما حدث أعاد النقاش حول العنف المالي داخل الأسرة، وهو شكل من أشكال الاستغلال الذي كثيرًا ما يُغفل في المجتمعات العربية. فحين يسرق أحد الزوجين الآخر، لا يكون الضرر ماليًا فقط، بل نفسيًا واجتماعيًا أيضًا.

الخاتمة: قضية هزّت الرأي العام
قضية نجاح المساعيد وزوجها عامر السردي لم تعد مجرد خبر عابر، بل تحولت إلى قصة اجتماعية وإنسانية وقانونية متشابكة تجمع بين الغدر والحب والكرامة.
ورغم أن التحقيقات ما زالت جارية، إلا أن ما كشف حتى الآن ترك أثرًا عميقًا في نفوس المتابعين، الذين انقسموا بين متعاطف مع المساعيد ومتعاطف مع عائلة الزوج.
وبينما تنتظر المساعيد استرداد حقها المالي والمعنوي، تبقى قصتها مثالًا على أن الخيانة ليست دائمًا من الأغراب، بل أحيانًا تأتي من أقرب الناس.
ومهما كانت نهاية هذه القضية، فإنها بالتأكيد ستظل واحدة من أكثر الحكايات المثيرة للجدل في العالم العربي عام 2025.
