الإمارات – السابعة الاخبارية
نجاح المساعيد، في أول ظهور لها بعد الأزمة التي شغلت الرأي العام، خرجت الإعلامية والشاعرة الأردنية نجاح المساعيد عن صمتها لتطمئن جمهورها وتكشف الحقائق الكاملة حول واقعة السرقة التي تعرضت لها، والتي بلغت قيمتها خمسة ملايين درهم إماراتي، أي ما يعادل نحو مليون دينار أردني.
الظهور الذي جاء بعد حالة من الصدمة والبكاء في مقاطع سابقة، حمل هذه المرة نبرة أكثر هدوءًا، لكن مملوءة بالمرارة والخذلان من شخص قريب منها خان الثقة التي منحتها له، في حادثة وصفتها بأنها لم تكن مجرد سرقة أموال بل طعنة غدر مؤلمة في القلب.
نجاح المساعيد تكشف الحقيقة وتطمئن جمهورها بعد الأزمة
عبر مقاطع مصوّرة بثتها من خلال خاصية “الستوري” على حسابها الرسمي في “إنستغرام”، أكدت نجاح المساعيد أنها بخير وبصحة جيدة، وأن ما يهمها في المقام الأول هو سلامة أبنائها، قائلة إنها ما دامت ترى أبناءها بخير فهي في “زحام من النعم”.
بهذه العبارة المفعمة بالإيمان، أرادت أن تطمئن جمهورها الذي تعاطف معها بشدة بعد ظهورها منهارة في الأيام الماضية، مؤكدة أن المال قد يذهب ويعود، لكن العبرة في الدروس التي تتركها المواقف الصعبة.
وأوضحت نجاح أن المبلغ الذي تمت سرقته منها هو خمسة ملايين درهم إماراتي وليس كما تم تداوله من أرقام مبالغ فيها، مؤكدة أن “القصة ليست قصة فلوس، الفلوس تروح وتيجي”، مشيرة إلى أنها على ثقة تامة بأن حقها سيعود، سواء عن طريق القانون أو بجهدها الشخصي وسعيها المستمر.
تصريحات صريحة: “الغدر قاتل والله العظيم قاتل”
لم تتمالك الإعلامية الأردنية دموعها وهي تتحدث عن مشاعر الخيانة التي شعرت بها بعد أن سُرقت من شخص لم تكن تتوقع منه ذلك.
وقالت في أحد المقاطع بكلمات مؤثرة: “الغدر بهذه الطريقة قاتل، والله العظيم قاتل.. وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، أنا كنت زينة مع هذا الإنسان، ما كنت أستحق هذا التعامل”.
كررت المساعيد عبارتها أكثر من مرة في حالة انفعالية واضحة، لتؤكد أن ما أصابها لم يكن بسبب خسارة المال، بل بسبب الشعور بالقهر من خيانة الثقة، موضحة أن الموقف صدمها بشدة وجعلها تعيد النظر في كثير من علاقاتها.
نفي شائعات الاحتيال وتوضيح طبيعة السرقة
على عكس ما تداوله البعض من أن ما حدث كان عملية احتيال مالي أو خداع تجاري، أكدت نجاح أنها لم تتعرض للاحتيال وإنما للسرقة المباشرة، موضحة أن من قام بالفعل شخص كانت تثق به ثقة كبيرة ولم يخطر ببالها أن يقدم على هذا التصرف.
وقالت بوضوح: “أنا ما انضحك عليّ، أنا انسرقت، والفرق كبير بين الغدر والاحتيال”.
وأشارت إلى أنها تعاملت مع الحادثة بقدر كبير من ضبط النفس، متوجهة بالشكر لأجهزة الأمن العام في الإمارات والأردن على سرعة تجاوبهم معها وحرصهم على متابعتها ودعمها في هذه الأزمة.
ردود فعل واسعة وتعاطف جماهيري كبير
انتشرت تصريحات نجاح المساعيد كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الآلاف من متابعيها مع كلماتها التي حملت الكثير من الصدق والوجع في آن واحد. وأشاد كثيرون بقدرتها على التماسك رغم ما تمر به، معتبرين أن حديثها يمثل نموذجًا للمرأة القوية التي تعرف كيف تواجه الأزمات بإيمان وثقة بالله.
بينما دعا آخرون إلى دعمها نفسيًا ومعنويًا، خاصة بعد حالة الانهيار التي بدت عليها في الفيديوهات الأولى عقب الواقعة.
نجاح المساعيد بين الشعر والإعلام والاختبارات الشخصية
تُعد نجاح المساعيد واحدة من أبرز الإعلاميات العربيات اللاتي جمعن بين الثقافة البدوية والأناقة العصرية في طرحهن الإعلامي، وقد عُرفت بشخصيتها القوية وكلماتها الشعرية المؤثرة التي تتناول قضايا المرأة والمجتمع. تنحدر نجاح من عائلة “الملحم” من المساعيد من قبيلة شمر الأردنية، ونشأت في بيئة بدوية شمالي الأردن حيث تعلمت منذ صغرها سماع القصائد وإلقاء الشعر في مجالس الرجال إلى جانب والدها.
بدأت مسيرتها الإعلامية من برنامج “يسعد صباحك” الذي قدّمها للجمهور الأردني كوجه شاب طموح يجمع بين الموهبة والثقافة، قبل أن تنتقل إلى برامج أكبر مثل “كلام نواعم” الذي منحها شهرة واسعة في الوطن العربي.
لطالما كانت نجاح المساعيد صوتًا صادقًا يعبر عن قضايا المرأة والإنسان ببساطة وصدق، مما جعلها تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة تمتد من الخليج حتى بلاد الشام.
محطات شخصية صاخبة وحياة مليئة بالتحديات
الحياة الشخصية لنجاح المساعيد لم تكن بعيدة عن الأضواء، فقد تزوجت في السابق من رجل الأعمال الليبي وليد سليمان، وهو ابن عم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وأنجبت منه ولدين هما جاسر وسلوان.
وبعد سنوات من الزواج قررت الانفصال والعودة إلى حياتها الإعلامية، قبل أن تتزوج مجددًا في عام 2019 من الضابط الأردني عامر السردي. وقد عُرف عن نجاح في جميع مراحل حياتها أنها امرأة صلبة قادرة على تجاوز الصعوبات، سواء في المجال المهني أو الشخصي، وأنها لا تسمح للهزيمة بأن تقترب منها مهما كانت الظروف.
رحلة التعليم والتميز المبكر
تميزت نجاح المساعيد منذ صغرها بعشقها للعلم والثقافة، إذ كانت أول فتاة من عائلتها تلتحق بالجامعة، حيث درست علم الاجتماع في جامعة مؤتة الأردنية، متحدية الأعراف السائدة آنذاك في البيئة البدوية.
وقد ساهمت هذه التجربة في صقل شخصيتها وتوسيع مداركها، فخرجت من القرى الشمالية لتصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية العربية في الإعلام والشعر.
هذا النجاح الذي تحقق رغم الصعوبات جعلها رمزًا للمرأة الطموحة التي لا تتراجع أمام العقبات.
الغدر كدرس قاسٍ في مسيرة طويلة من العطاء
تقول نجاح المساعيد في كلماتها الأخيرة خلال الفيديو إنها لا تنظر لما حدث على أنه خسارة، بل على أنه درس مؤلم لكنه مفيد، مضيفة: “أنا تعلمت أن مش كل من تثق فيه يستحق، واللي يغدر فيك مرة ما رح تأمن له ثاني مرة”. هذه العبارة التي انتشرت على نطاق واسع بين المتابعين تلخّص فلسفتها في التعامل مع الأزمات، فهي رغم ألمها لا تزال ترى الجانب المشرق وتؤمن أن الخير لا بد أن يعود لمن يقدمه.
كما أوضحت أن أكثر ما آلمها هو أن السرقة جاءت من شخص كانت تعتبره جزءًا من حياتها، وهو ما جعلها تشعر بأن “الطعنة جاءت من الظهر”.
ومع ذلك، أكدت أن القانون سيأخذ مجراه وأنها تضع ثقتها الكاملة في الجهات الرسمية التي تتابع القضية باهتمام.
رسالة نجاح لجمهورها: “أنا قوية بفضل دعواتكم”
في ختام ظهورها، وجهت الإعلامية الأردنية رسالة مؤثرة لجمهورها ومتابعيها قائلة: “أنا قوية بفضل دعواتكم، وبشكر كل شخص وقف معي، ما أنكر إن الموقف صعب، بس ما دام أنتم معي فأنا بخير”.
هذه الكلمات التي اختتمت بها حديثها كانت كافية لتعيد الطمأنينة إلى قلوب محبيها الذين غمروها برسائل التضامن والحب.
نجاح المساعيد التي لطالما أبهرت جمهورها بكلماتها الشعرية العميقة، عادت هذه المرة لتلهمهم من خلال تجربتها الشخصية، مؤكدة أن القوة ليست في المال أو الشهرة، بل في الصبر والإيمان وقت الأزمات. وبين الغدر والخذلان، اختارت أن ترفع رأسها عالياً، مؤمنة بأن الحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب، وأن خسارة المال يمكن تعويضها، لكن خسارة الثقة تُكتب كجرح لا يُنسى.
بهذا الموقف الإنساني الصادق، تؤكد نجاح المساعيد مجددًا أنها ليست فقط إعلامية مميزة، بل امرأة تُلهم الملايين بقوتها وثباتها، وتُجسد مقولة أن الغدر لا يقتل إلا ضعيف الإيمان، أما القوي فهو من يحوّل أوجاعه إلى دروس تُروى للأجيال القادمة.