القاهرة، محمد الصو – السابعة الاخبارية
نجل سمية الألفي، كشف الفنان عمر فاروق الفيشاوي نجل سمية الألفي الفنانة المصرية، عن تفاصيل إنسانية مؤثرة من الأيام الأخيرة في حياة والدته الفنانة الراحلة سمية الألفي، مؤكدًا أنها غادرت العالم وهي في حالة من الرضا والسلام الداخلي، متصالحة مع مرضها، وممتنة لحياتها ومسيرتها الفنية والإنسانية. كلمات عمر جاءت محمّلة بالصدق والحنين، لتكشف جانبًا هادئًا ومضيئًا من رحلة فنانة عاشت بهدوء، ورحلت بطمأنينة.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم في برنامج «كلمة أخيرة»، تحدّث عمر فاروق الفيشاوي عن والدته الراحلة، مستعيدًا وصاياها الأخيرة ومواقفها الإنسانية، ومعلّقًا على الجدل الذي أثير بعد انفعال شقيقه أحمد الفيشاوي خلال العزاء، مؤكدًا أن اللحظات الإنسانية الصعبة لا تحتمل التجاوز أو التطفل.
نجل سمية الألفي يعلن وصية والدته والتأكيد على الأخوّة
أكد عمر فاروق الفيشاوي أن أكثر ما كان يشغل بال والدته في أيامها الأخيرة هو ترسيخ علاقة قوية قائمة على الحب والاحترام بينه وبين شقيقه أحمد. وقال إن وصيتها الأساسية لهما كانت دائمًا الحفاظ على الأخوّة، وعدم السماح لأي خلاف عابر أن يفرّق بينهما، مشددًا على أن هذه الوصية كانت رسالة إنسانية عميقة ظلّت حاضرة في وجدانهما حتى بعد رحيلها.
وأضاف أن سمية الألفي كانت تكرر عليهما باستمرار ضرورة أن يكون كل منهما سندًا للآخر، وأن يقفا معًا في مواجهة الحياة، معتبرة أن قوة العائلة هي الملاذ الأول في الأوقات الصعبة، وأن المحبة الصادقة هي ما يبقى في النهاية.

سمية الألفي والمرض… تقبّل وطمأنينة
تحدّث عمر فاروق الفيشاوي عن الحالة النفسية لوالدته في أيامها الأخيرة، مؤكدًا أنها كانت تعيش حالة من السكينة والهدوء، ومتقبلة لمرضها بإيمان كبير. وأوضح أنها كانت تردد كلمات الحمد والشكر باستمرار، وتعبر عن رضاها التام عن حياتها، دون تذمر أو خوف.
وأشار إلى أن الأسرة كانت تحيط بها طوال الوقت، ولم تتركها لحظة واحدة، لافتًا إلى أن سمية الألفي كانت بطبعها شخصية مسالمة، محبة للحياة، حتى في فترات ابتعادها عن الفن. وكانت دائمًا تؤكد أنها راضية وسعيدة بما قدمته وما عاشته، سواء على المستوى الفني أو الإنساني.
سمية الألفي… فنانة وأم استثنائية
وصف عمر والدته بأنها امرأة استثنائية على المستويين الإنساني والمهني، مؤكدًا أنها لم تكن فقط فنانة صاحبة تاريخ وبصمة واضحة في الدراما والسينما، بل كانت أيضًا أمًا حنونة ذات قلب أبيض. وقال إنها ربّت أبناءها على احترام الآخرين، والخصوصية، والحوار الهادئ، وكانت دائمًا ملجأهم الأول للنصيحة والدعم.
وأضاف أن تأثيرها الإنساني في حياتهما لا يقل عن أثرها الفني في وجدان جمهورها، مشيرًا إلى أنها كانت صاحبة قلب واسع، قادرة على الاحتواء، وتمنح من حولها شعورًا دائمًا بالأمان.
سمية الألفي وفاروق الفيشاوي… علاقة تتجاوز الانفصال
تطرق عمر فاروق الفيشاوي إلى علاقة والدته بالفنان الراحل فاروق الفيشاوي بعد الانفصال، مؤكدًا أن الطلاق لم يؤثر يومًا على تماسك الأسرة أو علاقة الأبناء بوالديهم. وأوضح أن والديه حرصا دائمًا على الاجتماع كأسرة واحدة، وكانا يخصصان يوم الجمعة للقاء العائلي، وظلا صديقين حتى النهاية.
وأضاف أن والدته بقيت وفية لذكرى والده حتى آخر لحظة، وكانت حاضرة معه في أزماته الصحية، ولم تتوقف يومًا عن الحديث عنه بمحبة واحترام، ما عكس نضجًا إنسانيًا نادرًا، وقدرة على الفصل بين الخلافات الشخصية ومسؤولية الأسرة.
سمية الألفي وعزاء هادئ لم يحتمل التطفل
وعن واقعة انفعال شقيقه أحمد الفيشاوي على أحد المصورين خلال عزاء والدتهما، علّق عمر بأن بعض اللحظات الإنسانية لا تتحمل الاقتحام أو البحث عن الإثارة. وأكد أن غياب الخصوصية والسعي وراء “الترند” في مثل هذه المواقف الحساسة قد يدفع أي إنسان للانفعال، خاصة في ظل الحزن الشديد.
وأشار إلى أن ما حدث كان رد فعل طبيعيًا، نابعًا من الألم والفقد، وليس سلوكًا عدائيًا، مؤكدًا أن احترام مشاعر أهل المتوفى واجب إنساني قبل أي اعتبار آخر.
![]()
وداع سمية الألفي… حضور لا يغيب
برحيل سمية الألفي، يفقد الوسط الفني فنانة هادئة الحضور، عميقة الأثر، تركت أعمالًا لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور، كما تركت سيرة إنسانية مليئة بالرضا والتسامح. رحلت وهي مطمئنة، محاطة بأبنائها، راضية عن حياتها، لتبقى ذكراها حيّة في قلوب من عرفوها وأحبوها، سواء على الشاشة أو خارجها.
