السعودية- السابعة الإخبارية
كريستيانو تحوّلت صورة بسيطة التقطت داخل أحد المطاعم السعودية إلى حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ظهر فيها كريستيانو جونيور، نجل النجم البرتغالي العالمي كريستيانو رونالدو، وهو يتناول طبق “الكبسة” الشعبي الشهير، في مشهد عفوي حظي بتفاعل واسع وأعاد تسليط الضوء على مدى اندماج عائلة رونالدو في المجتمع السعودي منذ انتقالها إلى الرياض مطلع عام 2023.

“الكبسة” توحّد الجماهير
انتشرت الصورة خلال الساعات الماضية كالنار في الهشيم عبر منصات “إكس” و”إنستغرام”، حيث أبدى آلاف المتابعين إعجابهم بالمشهد الذي جمع بين نجل أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم وبين أحد أشهر الأطباق التراثية السعودية.
وتفاعل الجمهور مع الصورة بروح الدعابة، إذ كتب أحد المستخدمين: “يبدو أن الكبسة أصبحت جزءاً من النظام الغذائي لعائلة رونالدو”، فيما علّق آخر قائلاً: “جونيور اندمج أكثر من والده في العادات السعودية!”.
وانهالت التعليقات الساخرة والظريفة من مشجعين سعوديين وبرتغاليين على حد سواء، مؤكدين أن “الكبسة” ربما أصبحت السر وراء طاقة جونيور في التدريبات، بينما أشار آخرون إلى أن الصورة تعبّر عن علاقة المحبة التي تجمع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وجماهير نادي النصر السعودي.
عائلة رونالدو في قلب الرياض
منذ انتقال كريستيانو رونالدو إلى فريق النصر السعودي في ديسمبر 2022، أصبحت عائلته محط أنظار وسائل الإعلام العالمية، حيث يتابع الجمهور تفاصيل حياتهم اليومية في العاصمة الرياض باهتمام كبير.
وبحسب مصادر مقربة من النادي، فإن عائلة رونالدو تكيفت سريعاً مع نمط الحياة السعودي، إذ تحرص على استكشاف الثقافة المحلية، من المأكولات الشعبية إلى الفعاليات الاجتماعية، في الوقت الذي يتابع فيه كريستيانو جونيور تدريباته المنتظمة في أكاديمية النصر، وسط توقعات كبيرة بمستقبل كروي واعد.
ويبلغ جونيور من العمر 15 عاماً، وقد لفت الأنظار بمهاراته الفنية العالية وسرعته في الملعب، حتى أن بعض المراقبين وصفوه بأنه “نسخة مصغّرة من والده”، فيما أكّد مدربوه في أكاديمية النصر أنه يمتلك شغفاً استثنائياً بكرة القدم وانضباطاً كبيراً داخل وخارج المستطيل الأخضر.

موهبة واعدة على خطى الأسطورة
انضم كريستيانو جونيور خلال الأشهر الماضية إلى صفوف منتخب البرتغال للناشئين تحت 15 عاماً، بعد سلسلة من العروض المتميزة مع فريق النصر، وهو ما اعتبره كثيرون الخطوة الأولى في مسيرته الدولية التي قد تشبه تلك التي بدأها والده في سبورتنغ لشبونة قبل أكثر من عقدين.
ووفقاً لتقارير إعلامية برتغالية، فإن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم يتابع عن قرب تطور أداء جونيور في السعودية، فيما أبدت بعض الأندية الأوروبية اهتمامها بمستقبله على المدى الطويل، خاصة أنه يمتلك الجنسية البرتغالية ويخضع لبرامج تدريب متقدمة داخل أكاديمية النصر.
تفاعل عالمي ومقارنات طريفة
لم تقتصر أصداء الصورة على الجماهير السعودية، بل تجاوزت حدود المنطقة لتتصدر صفحات رياضية عالمية، حيث نشرت وسائل إعلام بريطانية وإسبانية الخبر تحت عناوين مثل: “نجل رونالدو يتذوق نكهة السعودية” و*“الكبسة تدخل حياة آل رونالدو”*.
أما في البرتغال، فقد احتفى متابعو النجم العالمي باللقطة واعتبروها “إشارة رمزية على التقارب الثقافي بين الشعوب من خلال كرة القدم”، بينما علّق أحد الصحفيين الرياضيين في صحيفة “ريكورد” قائلاً:
“ربما لم يكن رونالدو وحده من فتح صفحة جديدة في الشرق الأوسط، بل عائلته أيضاً، التي تبدو وكأنها أصبحت جزءاً من المشهد السعودي اليومي.”
النصر وكريستيانو.. قصة تأثير متبادل
منذ انضمامه إلى النصر، لم يقتصر تأثير كريستيانو رونالدو على الجانب الرياضي فقط، بل تجاوز ذلك إلى البعد الاجتماعي والثقافي، حيث أسهم وجوده في رفع شعبية الدوري السعودي حول العالم، وجذب أنظار الملايين إلى الرياض كوجهة رياضية وسياحية جديدة.
ويُعدّ رونالدو أحد أبرز السفراء غير الرسميين للكرة السعودية، بينما يرى كثيرون أن اندماج عائلته في الحياة المحلية – بدءاً من زيارتهم للأسواق والمطاعم، ووصولاً إلى مشاركتهم في المناسبات الاجتماعية – يعكس صورة حضارية وانفتاحاً ثقافياً متبادلاً.
من “الكبسة” إلى قلوب الجماهير
في النهاية، لم تكن الصورة التي جمعت جونيور وطبق الكبسة مجرد لقطة عابرة، بل أصبحت رمزاً للتفاعل الإنساني والثقافي بين الشعوب، ورسالة بسيطة لكنها مؤثرة عن قوة التواصل عبر الرياضة.
فبينما يواصل كريستيانو الأب قيادة النصر في البطولات المحلية والدولية، يبدو أن نجله جونيور يسير بخطى ثابتة نحو كتابة فصل جديد من الحكاية، عنوانه هذه المرة: “من الكبسة إلى القمة”.
